أين يذهب الشباب بعيداً عن الفضائيات والتفحيط والتسكع بالأسواق في رمضان؟

* الدمام - ظافر الدوسري:
من المؤكد أن سلوكيات الإنسان تتغير وتتبدل في شهر رمضان الكريم ويأتي تغير وتبدل هذه السلوكيات نتيجة مباشرة للجو الروحاني والإيماني لهذا الشهر الكريم.. ويُتهم الشباب دوما إما بالتسكع أو التفحيط بالشوارع وغيرها إلا أن البعض فضل اللعب في رمضان على الابتعاد عن هذه السلوكيات. الذين تحدثوا معنا وأكدوا إلى أن ممارسة الرياضة تعد أفضل لقضاء الوقت والملل وكذلك الابتعاد عن الفضائيات وبرامجها التي تقدح في روحانيات هذا الشهر الفضيل. وحتى لا نطيل على القارئ تعالوا نقرأ هذه اللقاءات مع هؤلاء الشباب.
في حدود الزمالة
في البداية يقول مشعي ظافر الدوسري - طالب بكلية المعلمين: نحمد الله أن من علينا بهذا الشهر الفضيل واستطعنا صيامه وقيامه وقراءة القرآن الكريم فيه نسأل الله القبول، ثم إنني أقضي وقتي هنا في ممارسة الرياضة مع زملائي وأصدقاء الدراسة كي نقضي على الفراغ بحياتنا ونبتعد عن المنزل قليلا لأن الجلوس به يتطلب مشاهدة الفضائيات التي تقدح مشاعر المسلم في رمضان.
وأضاف يقول: إن علاقتي بالزملاء لا تختلف كثيرا في شهر رمضان عن بقية شهور السنة، وهذا يرجع إلى الاحترام المتبادل بيني وبين زملائي.
أختم القرآن نهاية الشهر
فالح عايض الحارثي - 24 عاما تحدث معنا وقال: أنا أكثر من العبادة وتلاوة القرآن الكريم الذي أختمه في نهاية الشهر، فلا يكون لدي وقت للذهاب إلى الأسواق أو الجلوس أمام التلفزيون، أما باقي الوقت فأقضيه في لعب الكرة مع زملائي نبتعد فيها عن صخب المدينة وضوضائها وبالتالي تقوى العلاقة بيني وبين أصدقائي ونتبادل رسائل الجوال والتعرف على نوعية جوال كل صديق وما يحمله من رسائل وصور مضحكة.
نهار وليل رمضان لا يختلفان
عبدالله سعيد الأحمري - موظف حديث قال ليل رمضان لا يختلف كثيرا عن نهاره - بالنسبة لي - ففي الليل وعقب الانتهاء من صلاة العشاء والتراويح أكون قد اتفقت مع أصدقائي للخروج للعب كرة طائرة وفضلناها في الجلوس على أحد المقاهي، أو التجول في الشوارع.. وهكذا.. ووسط كل هذا من الممكن أن يكون هناك اتصال تليفوني بزملائي الآخرين وهكذا يمضي الشهر الكريم بين الصلاة وتلاوة القرآن الكريم واللقاء بالأصدقاء.
الإيمان في القلب
رائد الدوسري - طالب بالثانوية يرى أن (الإيمان في القلب)، وليس معنى أنني أتحدث أو أضحك مع زملائي أنني لا أحترم الصيام وشهر رمضان الكريم، فأنا أعرف جيدا حدود هذا الشهر، فعلاقتي بزملائي عادية جدا، وأعتقد أننا في هذا الشهر نكون أكثر تحفظا في تعاملاتنا مع بعضنا، على الأقل في النهار.. وليس معنى هذا أننا في الليل نفعل ما يغضب الله سبحانه وتعالى، لكن أستطيع أن أقول بصراحة إن ملابس الرياضة لا تقدح في تعظيم الشهر ولا روحانيته، حيث نستمر في السهر واللعب حتى وقت صلاة القيام فنصليها وبعدها نتناول وجبة السحور في الاستراحات ومن ثم نعود لبيوتنا من أجل قراءة جزء من القرآن وبعدها النوم.
نبتعد عن مشاكل البيت
أما زاهر حسن المالكي - 25 عاما فيرى أنه لا يوجد ما يمنع من ممارسة الرياضة في رمضان، حتى لو طالت المدة فهي فرصة سانحة لمقابلة الأصدقاء المقربين وأولاد الحارة للابتعاد وتخفيف بعض المشاكل التي تقع حينما نكثر من الجلوس بالمنزل، لذا تكون هذه اللقاءات جيدة لمسح الخلافات حتى بين الأصدقاء حيث تتشجع النفس أكثر على التسامح في هذا الشهر الكريم وتقوى هذه العلاقة عند ممارسة الرياضة سويا يكون فيها حماس وتنافس شريف.
ونفى المالكي أن تكون هذه اللقاءات بابا لحدوث بعض الخلافات وتلفظ بعض الألفاظ البذيئة وإن حدثت فهي لا تتعدى وقت اللعب فقط أما بعد ذلك فالقلوب تكون صافية حيث نتناول وجبة السحور سويا في أغلب ليالي رمضان. وأردف يقول: لا أخفيك أن هناك علاقات وتعارف جديدة تقع في هذه اللقاءات الشبابية تتسم بالود والاحترام.
تكوين صداقات جديدة
وعندما استفسرنا عن أسباب تكوين الشباب لصداقات جديدة قال أحد الشباب (علي الأحمري - 26 سنة): إنه يحب التعرف دائما على شباب جدد؛ ليتعرف على طريقة حياتهم وأفكارهم، وهذا لا يكون إلا عن طريق اللعب جماعيا في ممارسة رياضة معينة. ولا يمكن لك أن تتأكد من شخصية من تتحدث معه.. إلا إذا مارست معه موقفا يحتاج إلى حماس وأخلاق تنكشف لك أثناء مثل هذه الرياضة، فأي شخص يستطيع أن يقول عن نفسه ما يشاء دون وجود وسيلة للتأكد.. فمن يضمن لك أن من تصادقه هو فعلا من يدعي المثالية والصداقة؟
وقال إن كل شيء منفتح هنا تستطيع أن تعبر رأيك في أي شيء لا يمكنك التعبير عنه في مكان يلزمه الرسمية وتقدير حب الوالدين مثلاً.