نورٌ أطلَّ وإنه رمضانُ
هو رحمةٌ يهدي لنا الرحمنُ
رمضانُ شهرٌ في تفردِ شأنهِ
خيرٌ تفيض بجودهِ الشطْآنُ
الله أعلاه بصوم صادقٍ
فيه الهدى والخيرُ، والفرقانُ
من يرغب الجناتِ ذاك سبيلُها
الصومُ، والإيمانُ، والإحسانُ
رمضانُ كنز لا نضوبَ لخيرهِ
لا تنتهي من فضلهِ الأزمانُ
الله أوجبَ أن يكونَ صيامُهُ
تكفيرَ ما قد أفسدَ الإنسانُ
رمضان تطهيرٌ، وخيرُ عبادةٍ
فيه يعمُّ على الدنا الغفرانُ
صمْ للإله بلا رياء، إنهُ
صدقُ الإنابة، كلهُ رضوانُ
صم للإله تقرباً شكراً، فما
أحرى بذلك، نعم ذا شكرانُ
صم للإله يقين صدقٍ راسخٍ
يزجى به الخالق العرفانُ
صم صوم صدقٍ خالصٍ ومطهر
من كل ما يغوي به الشيطانُ
يا كلَّ ذي صومٍ صدوقٍ مؤمنٍ
هذي مكائد، دبَّرَ العدوانُ
هذي بلاد المسلمين بمحنة
سوداء، يبغِى شرَّها الشنآنُ
العالمون تكالبوا من حقدهم
في زمرةٍ دستورها الطغيانُ
هم يبتغون لأمتي ذلاً، وما
يوماً ترى إلا بها الشجعانُ
هم يرتجون لديننا مسخاً به
ضعف العقيدة، إنه البهتانُ
ستظل في ثبتِ اليقين عقيدتي
ستظل والإخلاصُ والإيمانُ
إذ ليس في ديني سوى حق به
أس السلام، دعت له الأديانُ
الغرب والصهيونُ غصَّ حُلوقهمْ
أنا جميعاً للهدى عنوانُ
رباه: هذا ما يرادُ لديننا
لا لن تلين لديننا أركانُ
هم بالشرور وقوة همجية
عاثوا فساداً، خُرّبت بلدانُ
هم يزعمون بأنهم في فعلهم
كل السلام، هم الحروبُ تُدانُ
هم ينفثون بكل أرض سُمهم
وغواةُ أطماعٍ لهم جرْذانُ
بعضُ الذين تستَروا في دينهمْ
سمعوا غوايات، لهمُ أرسانُ
عاثوا بشرّهمُ، ولكن أمتي
بالدين يحميها لنا المنَّانُ
لا لن يفلّ الحقدُ سيفاً قاطعاً
لا لنْ يكون لهم لديَّ مكانُ
وطني الحبيب أنا صيامي دعوةٌ
لله حفظك درعنا وسنانُ
يا من يصومُ عن الشرور هو الذي
حقاً يصوم، جوارحٌ أبدانُ
يا من يدافع عن عقيدته هنا
ساح الجهاد أتى بها رمضانُ
ليس الذي يبغي الشرور بصائم
الدين سلم للهدى إعلانُ
من كان للغوغاءِ صنو تشرذم
هو في دعاءِ الحق ثمّ جبانُ
من كان يبغي مطلباً بعدالةٍ
بابُ القيادة مشرعٌ يقظانُ
رباه بدِّد للعدو قواهُمُ
إن العدو بغيّهِ نشْوانُ
هذي بلاد المسلمين تحيطها
أحقادهم، لا لن يُهزَّ كيانُ
رباه في رمضان خيرُ توسُّلٍ
لك يا إلهي يُقْصَم الطغيانُ
تعلو لنا رايات نصر دافع
أما العدوُّ فذِلَّةٌ وهوانُ
يا كلّ أعداء الحياة لأنكم
جهلٌ بوعدِ الله ذا برهانُ
إني بلادٌ للعقيدة موئلٌ
أنتم أراذل، فعلكم شنْآنُ
أنتم نشرتم في الحياة مفاسداً
أنتم بلا شرفٍ هناك يُصانُ
وترددون بغير صدق دعوةً
للخير، ساء الفعل، ضلَّ بيانُ
هذي عراقي قد ذبحتم أمةً
وحضارةً، ما أهلها قد هانوا
القدسُ بالصهيون أرضُ تصارع
والذود في عرف لكم عدوانُ
وتزينون دسائساً ومفاسداً
وتؤلبون، ويخدعُ الشبَّانُ
من سولت نفسٌ له بدناءة
عيثٌ بأمتنا هو النّدمانُ
إنا هنا في كل شبرٍ قوةٌ
ويصوم عن نزقِ الهوى الفتيانُ
إن كان بعض المارقين وراءهمْ
أيدٍ خبيثة، عقلهمْ وهمانُ
إن كان بعض الجاهلين تطاولوا
بالشر، أو من خلفهم ديدانُ
إن كان بعض الخارجين على الهدى
في صورةٍ شوْهَاءَ ذا خذلانُ
هم بالدعاية يوهِمون بأنهمْ
دعوى التحرُّر، للخلاص لسانُ
هم مارقون عن الصراط، وشأنهُمْ
أبواق غدر صُمّتِ الآذانُ
يدعون للتخريب باسم عقيدة
دعوى التفرق، تُشعلُ النيرانُ
كبتوا كما كبت الذين بسبقهمْ
من جاء منه تطاولٌ، عِصيانُ
وطن الهداية كيف ينكر فضلهُ
وطنُ السلام وبالسلام أمانُ
وطن الحمية للجميع مؤيدٌ
سيبيدهم، أنّى همُ قد كانوا
لم يعرف الوطن الكريم جحودهم
للفضل، ليس بأهله نكران
لم يعرف الوطن الأبيُّ تهاوناًَ
في قمع أشرار لهم أضغانُ
سيظل شامخ في السماء ترفعاً
ويدُكُّها رأساً لمن قد خانوا
المارقون عن الطريق تنكبوا
شرَّ السبيل لأنهم عُميانُ
لم يسمعوا صوتَ الهداية صادقاً
إذ ما علا بالحق ثمَّ أذانُ
صُمٌّ وعُميٌ عن حقيقة ديننا
هم ثلةٌ لفظتهمُ الوديانُ
رمضان جاء وقد تكشف غيهم
طويت لهم صفحاتهم ومكانُ
قد لاحقتهم بالعيونِ حراسةٌ
للأمن صدّوهم، همُ فئرانُ
ندمٌ ولا يجدي؛ فتلك جريرةٌ
سيحاكمون ويُنصبُ الميزانُ
رمضان غفرانُ الذنوب جميعها
للتائبين، يُكبَّلُ الشيطانُ