(1)
انتخابات في أمريكا.. وانتخابات في أفغانستان وفي العراق.. ونحن نعيش أجواء انتخابات أيضا..فتستعد مناطق المملكة لانتخابات المجالس البلدية كما تستعد الغرفة التجارية الصناعية بالرياض لانتخاب مجلس الادارة.
(2)
ومن وحي الانتخابات أتذكر قصة فيلسوف مصر الكبير لطفي السيد.. الذي ترجم أرسطو الى العربية وعين مديرا لجامعة القاهرة، وأدخل البنات الى الجامعة سراً، وتنبأ ونادى بتحرير النساء وكان له شأن عظيم في الحياة الثقافية المصرية.. وكان من الداعمين للانتخابات ولهذا سارع ورشح نفسه ممثلا لقريته التي ولد ونشأ فيها، حيث أهله وأقاربه ومحبوه..
وترشح ضده رجل لا يحسن القراءة والكتابة وليس له في أمور الحياة رصيد يفتخر به..
وجاب هذا الرجل النكرة القرية طولا وعرضا يصيح: إن لطفي السيد رجل يؤمن بالديمقراطية.. وان الديمقراطية تعنى ان تتزوج المرأة أربعة رجال مثلما يتزوج الرجل أربع نساء.. وساء أهل القرية أن يسمعوا مثل هذا الفكر منسوبا الى أحد أبنائهم فقرروا أن يبعثوا بوفد منهم ليقابل لطفي السيد في القاهرة.. وهناك واجهوا الفيلسوف الكبير بسؤال محدد..
قالوا: سمعنا أنك تنادي بالديمقراطية فهل هذا صحيح؟ قال: نعم ثم نعم.
فعاد الوفد الى القرية مستاء وخسر لطفي السيد الانتخابات خسارة شنيعة.. وقرر ألا يترشح بعدها أبداً.
(3)
وكان للشيخ العالم علي الطنطاوي - رحمه الله - تحفظات على بعض أحوال الحضارة الغربية وهو من أكثر علماء المسلمين علما بها ودراية بأحوالها..
وسمعته يوما يجيب على سؤال عن الأخذ برأي الأغلبية..
قال - رحمه الله -: هب أنك أخذت قريبك الى المستشفى وشخص الأطباء مرضه بسرطان في اصبع قدمه وقرروا قطع الاصبع حتى لا ينتشر السرطان في باقي القدم.. ثم جاءك من قال: لا تأخذ برأي الأطباء وحدهم، بل أشرك معهم كل من في المستشفى من عمال وفنيين وممرضين واداريين وغيرهم. فلما فعلت ذلك كانت الغالية ضد قطع الإصبع فماذا أنت فاعل؟
(4)
ولعل من أجمل ما شاهدت، برنامجا خصص لمقابلات عوائل في مختلف الولايات المتحدة الأمريكية.
يسأل المذيع الرجل عن مرشحه فيقول: بوش، ويذكر أسبابه.. ثم يتوجه المذيع الى الزوج بحضن زوجها فتقول إنها ستصوت لكيري.. وتذكر أسبابها.. ويتكرر المشهد بين الوالدين وأبنائهما.. كل له رأيه الذي يختلف أو يتفق مع الآخر دون أن يفسد للود قضية.. وتستمر الحياة بعواطفها.. ويحترم كل استقلالية الآخر.. في حين انه ببعض البلاد يطلق بعض الرجال النساء لأنهن شجعن النصر على الهلال.. أو فضلن اللحم على الدجاج..
والله المستعان.
|