الوقت هو حياة الإنسان.. فعمر الإنسان هو عدة أيام في مجموعها سنوات.. وحين جاء الإسلام هذا الدين العظيم حرص على تشريع الشرائع والسنن لتنظيم الوقت.. فكان وقت النوم ووقت العمل.. فيقول تعالى:{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً {10} وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً} وجاء تنظيم الشعائر الدينية بعناية فائقة.. فالصلاة تتكرر خمس مرات.. كل صلاة في وقت معلوم بعناية دقيقة.. ثم الزكاة لها وقتها المعين حين يحين الحول، ثم الصيام الذي شرع له الشهر التاسع من كل عام هجري والحج آخر أركان الإسلام له وقته المحدد بل وتفاصيل مناسك الحج الزمانية.هذا يشعرنا بأن الشارع الحكيم جل جلاله حريص أن يستغل عباده عمرهم وفق توقيت زمني دقيق.. وأن يحرصوا على استغلال كل لحظة من لحظات العمر بما يفيد.. وبعد الشعائر الدينية هناك حقوق الجسم وحقوق الآخرين.. فلا رهبانية في الإسلام فجسم الإنسان له حقه من مطعم ومشرب وترفيه.. والآخرون لهم حقوقهم كزيارة الأقارب والاعتناء بالأبناء فحين نبحث بالسنة النبوية المطهرة.. سنجد تنظيماً دقيقاً لكل هذا.إذا عملنا حسبة صغيرة من عمر الانسان وفرضنا عمر الإنسان 70 عاماً فإن خمس دقائق تضيع يومياً تعادل 3 شهور من اجمالي العمر.. ويتوزع وقت الإنسان المعاصر كالتالي: سبع ساعات للنوم + 8 ساعات للعمل + ساعتان بالسيارة + ساعة للهاتف + ساعة ونصف الساعة للطعام + نصف ساعة لقضاء الحاجة + ساعة للاسترخاء.. ساعة للعبادة.. بهذا يكون إجمالي الوقت المستهلك يومياً 22 ساعة اي 66 سنة من عمر هذا الإنسان الذي يفترض أنه سيعيش 70 عاماً ويبقى 4 سنوات.. فماذا سيفعل بها؟المقصود من هذه الحسبة هو أن تعرف قيمة الوقت.. ويجب أن نلغي الكلمة التي نسمعها كثير:( إنني أضيع وقتاً) فتضييع الوقت هو تضييع للعمر.
|