Thursday 11th November,200411732العددالخميس 28 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

مشروع (أنا معلم) في تعليم عسير مشروع (أنا معلم) في تعليم عسير
محمد إبراهيم فايع - خميس مشيط

ميدان لا يقبل الجمود ويحفل بالجديد ويحث منسوبيه على التطور والتدريب أهم وسائله إنه ميدان التربية والتعليم.. والإدارة العامة للتربية والتعليم في عسير للعام الثالث على التوالي أخذ مسؤولوها على عاتقهم مسؤولية أن المعلم والذي يوصف بأنه أهم أركان العملية التعليمية ينبغي أن تسخر له الجهود من أجل الارتقاء بمهاراته والنهوض بمستواه واطلاعه على الجديد في مجال عمله واستغلال وقته فيما يعود عليه بالنفع، فأقامت وبنجاح مضطرد في كل عام (مشروع أنا معلم) والذي أبدى هذا العام صبغة جيدة في نوعية البرامج المقدمة فيه أو في جانب الأساليب التدريبية المتبعة، أو من حيث الاهتمام من قبل المستهدفين من اقامة البرنامج وأعني المعلمين، والتجربة قمنة بأن يؤخذ بها من قبل الإدارات التربوية في عموم المملكة.
إن (مشروع أنا معلم) يعد بحق تجربة حية وناضجة وفعالة، ولدت في تعليم عسير استطاع وبجدارة أن يحرك الهمم ويصل إلى بعض أهدافه التربوية المتوخاة والتي ارادها القائمون عليها، وكان أمراً ضرورياً إشعار المعلمين بأنهم اصحاب رسالة وأن ما يربطهم بساحتهم أكبر بكثير من ذلك العقد الذي وقعوه مع الوزارة للعمل فيها كمعلمين وأن حدود التدريب للمعلم لا سقف له.
فهم مربون والمربي لابد وأن ينطلق إلى خارج حدود إطار اعماله المسندة إليه ومن الخطأ أن يظل المعلم يؤمن بمفهوم ضيق أشيع عند البعض عن ممارساته عمله كمعلم أنه حضر إلى ميدان التربية والتعليم ليدرس.. ثم يمضي واضعاً خلفه بأنه مسؤول عن التربية والتي تسبق التعليم، وكذلك متجاهلاً دور التطور الذاتي والتدريب على مهارات التدريس وطرائقه وأساليبه وأدواته وكأن الأمر بالنسبة لثقافته قد انتهى بانتهاء دراسته الجامعية وتوقفت عندما خرج من باب الجامعة أو الكلية، كذلك سريان فكرة أن المعلم ليس بحاجة إلى التدريب أو الأساليب الاشرافية التي ينفذها المشرفون التربويون بهدف تطوير قدرات المعلمين وهي متنوعة، مثل الدروس التطبيقية واللقاءات والمشاغل التربوية وكذلك القرارات الموجهة والنشرات التربوية والدورات هي فكرة غير صحيحة لأنها تنطلق من عدم الرغبة في التطوير والرضا بالجمود وكأن الامر قد انتهى بالمعلم عند حدود ما تلقاه من دروس في المجال التربوي بالرغم انه ثبتت جدوى وأهمية التدريب والمعلم على رأس العمل، فهو ينطلق في مجال عمله عبر بوابة ما يتلقاه من أسس ومفاهيم ونظريات ربما لم يدرسها في الجامعة مباشرة من قاعة التدريب إلى قاعة الصف ليطبق ما تعلمه هذا في حد ذاته يكفل للمعلم (الراغب) أن ينجح في رسالته.
ومقياس نجاح المعلم في أداء رسالته إنما يكمن في قناعته بما يقدم له وتفاعله مع تلك البرامج التدريبية كمشروع (أنا معلم) وأنها تصب في مصلحته وترفع من انتاجه حتى يكون على مقدرة في التأثير الايجابي في قلوب طلابه وعقولهم، ليس فقط حول نقل المعلومات إلى أذهان الطلاب بل يمتد أثره إلى تدريسهم على كيفية التفاعل في حياتهم والتعايش مع الآخرين ليكونوا أجيالاً صالحة صافية التفكير وعذبة في المفاهيم الصحيحة ، وهذا العام أنا أجزم أن إدارة التربية والتعليم في عسير نجحت في اختيار التوقيت وتحديد المدة بثلاثة أيام، وكذلك اختيار بناء الاختبارات التحصيلية كموضوع برنامج تدريبي للمشروع استفاد منه المعلمون أيما فائدة لأنه كشف عن مهارات جيدة لدى بعض المعلمين وإبداعات لمسناها عن كثب ودعا مديري المدارس إلى نفض غبار الأجهزة التعليمية وجلبها إلى أيدي المعلمين لإعمالها لمصلحة برامج المشروع.
فعلى سبيل المثال مشروع (أنا معلم) في عامه الأول سنة 23-1424هـ تنوعت موضوعاته ما بين الوسائل التعليمية والبيئة المدرسية والتفكير الابداعي والأنشطة المدرسية.
وفي عامه الثاني 24-1425هـ تطرق المشروع إلى الجودة الشاملة في التعليم) فأحدثت بهذا المصطلح وضوحاً في أذهان التربويين بأن الجودة التي ارتبطت بالسلع التجارية هي مطلب ملح في تحقيقها في أداء المعلم والمتعلم وجميع عناصر العملية التعليمية بما في ذلك مدير المدرسة والمرشد الطلابي ووكيل المدرسة.
ثم موضوع برنامج هذا العام (بناء الاختبارات التحصيلية) والذي نجح في اعطاء المعلمين المادة كافية حول مفهوم تحليل المحتوى وجدوى المواصفات وتحليل الفقرات الاختبارية الموضوعية والمقالية وصياغة الأهداف السلوكية وأتذكر ما قلته لأحد المعلمين بأن تحليل المحتوى يكفيك كمعلم أنه يدفعك للاطلاع على منهجك للحكم عليه، ومن ثم اشتقاق أهدافك وبناء أسئلة عليها لتخرج بنتائج جيدة سواء في مخرجاتك أو من خلال تدريسك وهو لا يكلفك عناء كثيراً، وتمنيت أن يصبح متوافراً في برنامج (معارف) الحاسوبي ليتعامل معه كل المعلمين بشكل يسير.
وكأحد منسوبي ادارة التربية والتعليم في عسير أتمنى العام القادم أن أرى المشروع وقد توصل إلى اختيار برامجه في ضوء دراسة لاحتياجات الميدان ومن خلال استبانة توزع في نهاية هذا العام 1425هـ - 1426هـ لتستقي من خلالها آراء المعلمين حول أهم الموضوعات التي يرون حاجتهم في تلقي التدريب فيها والأساليب المتبعة والوسائل المطلوبة في تنفيذ البرنامج، وهذا من وجهة نظري يعد تحقيقاً لمبدأ الشورى وإشراك أهل الميدان في صنع بعض قراراتهم وما يهمهم في حقلهم.
وإن كان لدي من اقتراح أهديه للقائمين على مشروع أنا معلم في إدارة تعليم عسير أن يجعلوا العام القادم ورشة عمل لمحو أمية الحاسب الآلي عند المعلمين والمشرفين التربويين وبهذا نكون تطرقنا إلى موضوع مهم ويحتاجه الجميع.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved