هي أساس المسألة !!
نادر بن سالم الكلباني

هذه الموجة الخطيرة من الإرهاب وترويع الآمنين التي نمر بها حالياً والتي تلقي بظلالها وتأثيرها على أوجه عديدة من حياتنا اليومية.. لا أعتقد انه يوجد انسان خلصت روحه وبرأت من المرض يتعاطف مع أو يبرر ما تقوم به هذه الفئة الحاقدة من تدمير واساءة لمجتمعنا ومكتسباتنا ولقيمنا وما آمنا به.. خاصة ونحن كمجتمع لم نألف مثل هذه الأحداث الشاذة والغريبة عما فطرنا الله عليه من ميلنا وحبنا للسلام والتسامح واشاعة المعروف.هذا أمر نتفق عليه.. لكن دعونا نتساءل كيف تجد هذه الفئة الضالة مرتعاً لها تعيش وتتنفس من خلالها وتختبئ لتلتقي فيما بينها لتوسيع دائرة الدمار والضرر بمجتمعنا وكلنا نتفق على أهمية القضاء عليها ومواجهتها؟ والجواب لاننا وللأسف نتهرب دائماً من تحمل مسؤولياتنا المباشرة ونكثر من التنظير ومطالبة الآخرين بحل المشكلات التي ربما تكون مشاركاتنا في وجودها أكبر مما قد نتصوره.. لا يمكن الإقتناع أن التطرف والتصلف في السلوك والمعتقد هو وليد يوم وليله.. يمسي أحدهم وهو بيننا معتدلاً في كل شيء ويصبح وهو أداة مسخرة للدمار وقتل الأنفس المعصومة التي حرمها الله وليقتل.. فيما بين هذا وذاك وقت طويل هام.. أهمل وهمش بسلبية مفرطة وبتهرب الكثيرون من تحمل مسؤولياتهم.. فهؤلاء الذين أشاعوا الألم و الفوضى في مجتمعنا وأساءوا بشكل متعمد ومباشر إلى ديننا وقيمنا هم شباب في سن الاندفاع تربوا ونشأوا في بيوتنا عندما ندعي أنه تم التغرير بهم فهذا جانب من الحقيقة ويبقى الجانب الأهم أنه تم اهمالهم في مراحل حساسة من حياتهم والبعد عنهم وعدم احتوائهم ورصد ما اعترى سلوكهم وفكرهم من انحرافات فلجئوا إلى الشيطان الذي استطاع أن يفعل ما عجزنا أن نفعله نحن فاحتواهم وكسب قناعاتهم وأملى عليهم ما يحدث الآن، وهنا تتضح أهمية دور الأسرة بصفة عامة ودور الأم أو المرأة بصفة خاصة فهي الأقرب والأقدر على ملاحظة أي تغيير في سلوك الابن أو الزوج ثم يأتي دور بقية افراد العائلة والمجتمع.شبابنا يعيشون معظم الوقت خارج منازلهم.. في الاستراحات.. أو الشوارع.. أو التجمعات بعيدين عن دائرة المساءلة والمتابعة من الأسرة حتى اذا وقع احدهم فيما لا تُحمد عقباه علت الاصوات في أنه تم التغرير بهم ومطالبة الآخرين من اصحاب العلم أو الفكر بتوعية الشباب ونشر المفاهيم الصحيحة دون أن تفعل هذه الأصوات ما هو مطلوب منها متناسين أن ما يحدث بعد هذه المرحلة التي تتحملها الأسرة.. والأسرة فقط، وعلى رأسها الأم ما هو الا انتشار للمرض تصعب معه المعالجة وتطول.أمهاتنا وزوجاتنا وبناتنا أمام اختبار حقيقي لمدى تأثير تواجدهن على مجتمعنا وعلى مستقبل حياتنا دون اغفال دور الأب ولكن يبقى أصل الغرس الطيب ومنبعه ومتابعته في متغيراته والمسارعة في احتوائه ورعايته أو التنبيه اليه مسؤوليتها هي.. وهي وحدها.