هذه عبرات أسكبها بالقلم على أوراقي لتبوح المشاعر بفقدان والدي وقرة عيني.
ففي غمرة سرورنا بحلول شهر القرآن والنور وفي آخر العشر الأوائل منه (أيام الرحمة) انطفأت شمعة الدار ورحل عن دنيانا عميد أسرتنا ووالد الجميع أبي الحبيب (إبراهيم بن عبد الله بن عبد الكريم الخليفي).رحل الرجل الصبور.. كافل الأيتام، ومربي الأجيال، رجل افتقد في سنواته الأخيرة (رحمه الله) معظم الرفاق فضاقت به الآفاق، ولكنه كان يتجلد أمامنا ويُظهر لنا الرضا والصبر.
والدي العزيز فقدك لم يكن فاجعة لأفراد أسرتك فحسب، بل تجرعه جميع من عرفك.. ولكنه القضاء ولا راد لقضاء الله ولا نملك إلا الاحتساب.وبعد الوفاة.. جاء المحبون على مختلف المستويات الاجتماعية لمواساتنا في مصابنا، ولا ننسى المشاركة الوجدانية لمعالي وزير الخدمة المدنية الأستاذ محمد بن علي الفايز وحرصه حفظه الله على تقديم العزاء شخصياً وعائلته الكريمة، حتى إخواننا العرب هالهم فقدان جارهم العزيز (الحاج إبراهيم) وحضروا للعزاء.. فاللهم أجزل الأجر والثواب لجميع المحبين والاصدقاء.
وأنت أيتها (البكيرية) الغراء شاركينا العزاء والرثاء واللوعة.. فقد كان الفقيد يتغنى بجمالك ومزايا رجالاتك وأبنائك.. وطالما حدثنا عن تطلعاته في أن يقضي يوماً كاملاً يتأمل أطلالك البهية ويسترجع الذكريات في مراتع الطفولة والصبا ومواطىء الأجداد والآباء.رحل ابنك البار.. وسيرتك العطرة ندية في فؤاده (رحمه الله).
والآن اقتربنا من وداع عزيز آخر هو (شهر رمضان الفضيل) نودعه أيضا بالعبرات وأزيز القلوب على الفراق. وعندما يهل علينا العيد - بإذن الله - سنعايدك يا (أبي) كما كنا نفعل دائماً ونتحلق جميعاً حولك رجالاً ونساءً وأطفالاً، أبناءً وأحفاداً.سنعايدك بالدعاء لك نحن وأبناء العم (سليمان) والعم (عبدالكريم) رحمهما الله.
اللهم يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ارحم (والدنا) فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض وقه عذابك يوم تبعث عبادك.اللهم ارحم غربته وارحم شيبته وابدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله.
اللهم أطعمه من الجنة واسقه من الجنة وأره مكانه في الجنة.
اللهم اجعل ذريته ذرية صالحة تدعو له بخير إلى يوم الدين.
اللهم اغفر وارحم (فقيدنا) برحمتك التي وسعت كل شيء.
واسأل الله العظيم أن يتقبل منا ومنكم الدعاء ويغفر لموتانا وموتاكم وموتى المسلمين.
|