Thursday 11th November,200411732العددالخميس 28 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

القوات الأمريكية تسيطر على 70% من المدينة وعلاوي يدعو المسلحين إلى إلقاء أسلحتهم القوات الأمريكية تسيطر على 70% من المدينة وعلاوي يدعو المسلحين إلى إلقاء أسلحتهم
القتال يستعر في الفلوجة والجثث منتشرة في شوارع وأحياء المدينة
الصليب الأحمر: وضع النازحين في الفلوجة ينذر بكارثة

  * بغداد - الفلوجة - الوكالات:
سيطرت القوات الأمريكية على 70% من مدينة الفلوجة أمس الأربعاء.
وقال ضابط أمريكي رفيع المستوى رافضاً ذكر اسمه: إن قوات التحالف تسيطر الآن على 70% من الفلوجة وهناك بعض الجيوب التي ما زالت تقاوم.
وأضاف أن المقاومة التي واجهتنا بشكل عام لم تكن منظمة كما كنا نعتقد، ونواجه حالياً مقاومة في بعض مناطق وسط المدينة والجزء الجنوبي منها.
ومن جهته أكد المتحدث العسكري الميجور فرنسيس بيكولي السيطرة على ما بين 60 و70% من الفلوجة، موضحاً أن العمليات مستمرة من شارع إلى شارع ومن منزل إلى منزل في المناطق الخاضعة للسيطرة الأمريكية بهدف التأكد من خلوها من المقاتلين.
وقال مراسل لفرانس برس داخل المدينة: إن المواجهات مستمرة في الأحياء الشمالية، حيث ما يزال دوي القصف بمدفعية الدبابات مسموعاً.
وأكد ضابط في المارينز أن إطلاق نار يستهدف الجنود في وسط الفلوجة موضحا أن المسلحين يحتمون بعدد من المساجد ويطلقون النار منها.
وأضاف لكن وحدات المارينز لن تدخل المساجد، مشيراً إلى أن القوات العراقية قد تفعل ذلك.
من جهة أخرى أوضح الضابط أن فريقاً طبياً من المارينز يتولى معالجة المصابين من المدنيين في الفلوجة في المستشفى العام الذي سيطرت عليه القوات العراقية والأمريكية فجر الاثنين الماضي.
وأفاد شهود عيان أمس أن قصف المقاتلات الحربية والمدفعية والدبابات الأمريكية في أنحاء متفرقة من مدينة الفلوجة منذ وقت مبكر من أمس خلف العشرات من القتلى مازالت جثثهم منتشرة في الشوارع والأحياء.
وأوضح الشهود لمراسل وكالة الأنباء الألمانية أن الجيش الأمريكي مازال يقصف بعنف أحياء متفرقة في المدينة منذ فجر أمس مستخدمة الطائرات الحربية والدبابات والمدفعية في قصفها لتحصينات المسلحين.
وأوضح الشهود أن القصف خلف عشرات القتلى مازالت جثثهم منتشرة في الشوارع والطرقات وخاصة في أحياء الجولان ونواب الضباط والمعلمين والعسكري.
وكانت القوات الأمريكية شنت فجر أمس هجمات من المحور الشمالي لمدينة الفلوجة استهدفت أحياء الجولان والعسكري والجغيفي وحققت توغلاً وصل إلى كيلومتر واحد في بعض مناطق هذه الأحياء وسط معارك عنيفة بين المسلحين والجيش الأمريكي.
وتشهد مدينة الفلوجة حالياً حرب شوارع بين المسلحين من جهة والقوات الأمريكية والحرس الوطني العراقي من جهة أخرى بعد أن شنت هذه القوات هجومها على أحياء الجولان والعسكري والجغيفي وتمكنت من التوغل مسافة كيلومتر واحد بالقرب من مجمع نيسان الطبي في الفلوجة في حين سمع دوي انفجارات نتيجة تبادل لاطلاق النار بين الجانبين.
وقال ضابط في مشاة البحرية الأمريكية أمس: إن القوات الأمريكية وصلت إلى قلب معقل المسلحين في حي الجولان إلا أنها لا تزال تواجه بعض المقاومة، وقال الميجر كلارك واطسون: لقد وصلنا إلى قلب حي الجولان، ويقع حي الجولان في شمال غرب الفلوجة ويوجد المسلحون فيه بكثافة.
وقال الضابط الأمريكي تقدمنا أربعة كيلومترات مربعة إلا أنه من السابق لأوانه القول: إننا نسيطر على الحي، سيحتاج هذا وقتاً لأنه سيكون هناك دوماً جيوب للمقاومة.
وقال مراسل لرويترز إن نيران الأسلحة الآلية وقذائف المورتر والصواريخ هزت المدينة فيما شنت الطائرات عدة غارات على حي الجولان بعد 15 دقيقة.
وكان الدخان يتصاعد من منازل تقع وراء محطة السكك الحديدية التي تم الاستيلاء عليها، حيث أقام مشاة البحرية الأمريكية والقوات العراقية قاعدة لهم.
وقال مشاة البحرية: إن المقاتلين لم يظهروا أي علامة على الاستسلام رغم أن القوات الأمريكية اخترقت وسط المدينة التي تقع غربي بغداد بعد هجوم شنته مساء الاثنين، ولقيت دبابات مشاة البحرية التي توغلت في وسط الفلوجة مساء الثلاثاء مقاومة شرسة.
وقال السارجانت ايشميل كاستيلو الذي يعمل على مدفع ضمن طاقم دبابة لرويترز: إن المقاتلين على الطريق الرئيسي الذي يقسم الفلوجة أطلقوا نيران المدافع الآلية والقذائف الصاروخية بعد أن تعرضوا لنيران قذائف المورتر الأمريكية.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) مساء الثلاثاء: إن عشرة جنود أمريكيين على الأقل وجنديين عراقيين قتلوا في الهجوم الذي شنّه عشرة آلاف جندي من الجيش الأمريكي ومشاة البحرية و2000 جندي من القوات العراقية.
وأغضب الهجوم على الفلوجة الذي يقول مقيمون إنه أسفر عن سقوط جرحى بين الأطفال يموتون لنقص المساعدات الطبية وإغلاق متاجر الطعام وانقطاع الكهرباء السنَّة الذين حثوا العراقيين على مقاطعة الانتخابات المقرر أن تجري في يناير كانون الثاني والتي ينظر إليها على أنها حيوية للسلام.
وواجه رئيس الوزراء المؤقت أياد علاوي الذي أصدر الأمر أمس الأول بفرض حظر التجول ليلاً في بغداد لأجل غير مسمى غضب السنّة في مأدبة إفطار رمضانية في نفس اليوم.
وقال أحد المراسلين: إن عدنان الدليمي وهو مسؤول سنّي في وزارة الشؤون الدينية حثّ علاوي قبل الإفطار قائلاً: يتعين عليك أن توقف القتال لمدة أربع أو خمس ساعات.
وأضاف يوجد كثير من الجرحى الذين يحتاجون إلى رعاية، امنحهم وقتاً لإنقاذ الجرحى، يوجد مدنيون قتلوا في الفلوجة، أنت مسؤول عن حياتهم أمام الله.
ورد علاوي بقوله: كما تعلمون فقد حاولنا كل بديل قبل اللجوء إلى القوة العسكرية، وأضاف لا يوجد شيء لدينا ضد المدنيين في الفلوجة، إنهم أبناء هذا البلد.
دعا رئيس الوزراء العراقي أياد علاوي (المسلحين) في الفلوجة إلى إلقاء أسلحتهم والسماح للقوات العراقية بدخول المدينة سلمياً، وفقاً للمتحدث باسمه ثائر النقيب.
وعيّن علاوي أيضاً بصورة مؤقتة العميد عبد القادر محمد جاسم موحان حاكماً عسكرياً لمحافظة الأنبار التي تضم مدينتي الفلوجة والرمادي وأعلن أنه يعتقد بإمكان التوصل إلى اتفاق مع زعماء القبائل في هذه المنطقة.
وأكد النقيب أن القوات العراقية جاهزة لدخول الفلوجة سلمياً وبسط سلطتها فيها بعد أن يلقي المقاتلون والإرهابيون أسلحتهم.
وقال: إن الحل السياسي ما زال ممكناً رغم استمرار القتال، مؤكداً أن عشائر الدليم البالغة النفوذ في الأنبار ستعلن في بيان تأييدها للحكومة.
وأشار النقيب إلى أن رئيس الوزراء مصمم على إشراك جميع شرائح المجتمع العراقي في العملية السياسية وبناء مجتمع ديموقراطي، مشيراً بذلك إلى الانتخابات العامة المقررة مبدئياً في كانون الثاني/ يناير 2005م.
من جهته أعلن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية أن قادة مسلحين منهم أبو مصعب الزرقاوي غادروا على الأرجح مدينة الفلوجة التي يهاجمها الجيش الأمريكي منذ يوم الاثنين، وقال الجنرال توماس ميتز الذي سُئل من بغداد خلال ندوة صحافية في البنتاغون نستطيع أن نحدد عدد القتلى بعشرة، ولا أريد أن أكون أكثر دقة.
وأضاف أن عدد القتلى في صفوف المقاتلين، أكبر كما أعتقد، وهذا ما كنت أتوقعه، مشيراً إلى أنه يتوقع أياماً أخرى من المعارك الصعبة، وحدد بما بين 2000 و3000 عدد المقاتلين في المدينة.
ورفض الجنرال ميتز العضو في قيادة التحالف تحديد عدد الجرحى بين قوات التحالف أو المقاتلين، وأضاف أن قوات التحالف أسرت منذ بدء العمليات عدداً صغيراً من المقاتلين.
وقال: إن المقاتلين يقاتلون ضمن مجموعات صغيرة جداً ولا يبدون تنسيقاً لتنظيم دفاعهم، وقال: إن الزرقاوي العدو الأول للأمريكيين لم يعد موجوداً في المدينة، وأضاف أعتقد شخصياً أن عدداً من كبار المسؤولين (المتمردين) قد فروا.
وأوضح الجنرال أن هذا النوع من الأشخاص يعرفون أن لدينا قوة ضاربة كبيرة واننا قادرون على تحرير مدينة الفلوجة من الموجودين فيها.
وأعلن الجنرال ميتز أن القوات الأمريكية تخطت بسهولة الخطوط الدفاعية للمتمردين، لكن الجنود الأمريكيين سيواجهون الآن مجموعات صغيرة منظمة من المقاومين.
وأشار إلى أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تلاحق الزرقاوي سواء في الفلوجة أو في سواها من المناطق العراقية.
من جهة أخرى قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الأربعاء: إن آلاف العراقيين الذين فروا من القتال في الفلوجة يعانون من نقص الطعام والماء منذ أيام.
وقال المتحدث باسم الصليب الأحمر أحمد الراوي: هناك الآلاف من المسنين والنساء والأطفال الذين يحتاجون المساعدات وتشمل الماء والطعام والرعاية الطبية والإيواء.
وأضاف يجب أن يسمح لهم بالعودة إلى ديارهم في أسرع وقت ممكن، وتابع قائلاً: إن النازحين يتركزون في قرى الحبانية والعامرية والصقلاوية حيث يقدر أن بها وحدها 20 ألفاً.
وقال الراوي: ليست لدينا أرقام دقيقة، آخر مرة تمكنا من الوصول إلى النازحين كانت يوم الخميس.
وتابع أن عدداً غير معروف من المدنيين والمقاتلين الجرحى موجود داخل الفلوجة دون رعاية وأضاف الصليب الأحمر قلق للغاية، نطالب جميع المتحاربين بضمان المرور إلى من يحتاجون إلى الرعاية الطبية بغض النظر عمّا إذا كانوا أصدقاء أم أعداء.
ويقدر أن 60 ألف مدني ما زالوا في المدينة التي قصفتها الطائرات والمدفعية الأمريكية قصفاً عنيفاً.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved