Thursday 11th November,200411732العددالخميس 28 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

الجزيرة تعرض أخطر التقارير. . الجزيرة تعرض أخطر التقارير. .
أحد مقربي عرفات: كان الرئيس يحرص على توزيع بعض ما في طبقه على من هم على مائدته

  * فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
كشفت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية في عددها الصادر يوم 4-11-2004 ، عن تفاصيل مكالمة هاتفية جرت بين الرئيس الأمريكي ، جورج دبليو بوش ، ورئيس الوزراء الإسرائيلي ، اريئيل شارون. .
الصحيفة العبرية نشرت مقالا افتتاحيا للصحفي الإسرائيلي اليميني ، والمقرب جدا من شارون المدعو اوري دان ، جاء فيه: ستذكر كتب التاريخ أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ، شارون ، هو الرجل الذي قضى على رمز الفلسطينيين ، ياسر عرفات دون قتله. . بعد أن نجح بداية في جعل عرفات (غير ذي صلة) من الناحية السياسية والدبلوماسية بدعم من الإدارة الأمريكية. .
بيد أن أخطر ما كشفه المقال الافتتاحي لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية: هو أن القرار بالتخلص من الرئيس عرفات كانت اتخذته الحكومة المصغرة في جلستها التي عقدت في خريف عام 2003. . وكان قرارا مبهما تحدث عن ضرورة إزالة عرفات لأنه عقبة في طريق السلام.
وجاء في طيات المقال الافتتاحي: في الرابع عشر من نيسان أبريل الماضي ، وكما صرح شارون نفسه ، فقد أخبر شارون الرئيس الأمريكي ، جورج بوش ، بأنه بات في حل من وعوده التي أطلقها في أول اجتماع عقد بين الجانبين في شهر آذار - مارس من عام 2001 ، بعدم إيذاء الرئيس عرفات جسديا. . وجاء في المقالة: عندها رد بوش على شارون بالقول: ( ربما كان من الأفضل أن نترك مصير عرفات في يد العلي القدير). .
هذا وقد حرض المقال الافتتاحي الإسرائيلي بتعبيرات عنصرية ، حيث جاء فيه: حتى إذا ما استطاع الأطباء الفرنسيون بأوامر من الرئيس الفرنسي ، جاك شيراك ، إطالة عمر (مجرم الحرب) الفلسطيني من المقاطعة ، فإن عرفات على ما يبدو سيظل مكسور الجسد والروح ، وبهذا أثبت شارون بأن التصميم على تحقيق الهدف يؤتي ثمارا. .
عبارة قالها وزير الخارجية الإسرائيلي: ( هذه العقبة التي تسمى ياسر عرفات ستكون إزالتها من طريق الحل أقرب مما تتوقعون ). .
هذا ويتشكك الفلسطينيون في أن قائدهم التاريخي ، قد تجرع السم من حيث لا يدري ، حيث قال أمين عام رئاسة السلطة الفلسطينية ، الطيب عبد الرحيم: إن احتمال تعرض الرئيس عرفات للتسميم البطيء هو أحد الاحتمالات المطروحة والأطباء الفرنسيون يركزون الآن على دراسته. .
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني ، أحمد قريع ، أعلن انه لا يستبعد أن يكون عرفات قد تناول سما دُس له.
إلى ذلك تصاعدت مشاعر الذعر والقلق لدى المسؤولين الإسرائيليين على خلفية الشائعات التي تزايد الحديث فيها عن مسؤولية إسرائيل عن محاولة اغتيال الرئيس ياسر عرفات عن طريق السم بعد التصريحات المثيرة التي أدلى بها العضو العربي في الكنيست ، عصام مخول ، يوم الأحد ، الموافق 7 - 11 -2004 ، والذي لم يستبعد فيها قيام إسرائيل بدس السم للرئيس عرفات في محاولة للتخلص منه.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي اريئيل شارون تصريح مخول بهذا الخصوص بأنه ( خطير جدا ) ويتم بثه في جميع أنحاء العالم ، ولا يوجد له أساس من الحقيقة حسب تعبيره.
في حين اعتبر وزير الزراعة الإسرائيلي ، يسرائيل كاتس ، تلميح مخول بأن إسرائيل سممت عرفات بأنه ( خطير جدا ) وطالب بالتحقيق معه فورا. . وأضاف: هذه أقوال تحريضية وخطيرة تؤدي إلى سفك الدماء. .
أما الوزير غدعون عزرا ، القائم بأعمال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي فقال انه سيأمر الشرطة بالتحقيق في تصريحات مخول في اقرب وقت ممكن.
وكانت صحيفة معاريف العبرية نقلت عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم انهم قلقون من الهمس المتزايد في العاصمة الفرنسية باريس حيث يعالج الرئيس عن مسؤولية إسرائيل عن تسميمه وذلك على ضوء فشل الأطباء الفرنسيين حتى الآن في تحديد ماهية مرضه ، وبعد أن تبين أن نتائج الفحوصات التي أجريت حتى الآن أثبتت عدم إصابة الرئيس بمرض سرطان الدم ، كما كان يعتقد قبل ذلك ، بالإضافة إلى قرار الأطباء الفرنسيين نقل عينات من دم الرئيس عرفات إلى مختبرات في الولايات المتحدة وأوروبا لفحصها والتعرف على طبيعة المرض.
هذا وأثار نقل عينات الدم هذه تكهنات لدى أوساط عديدة ، من أن المختبرات التي نقلت إليها عينات الدم هذه هي في الواقع مختبرات ذات صلة بإنتاج فيروسات جرثومية قاتلة ، ما أضفى مزيدا من الشكوك حول إمكانية أن يكون الرئيس عرفات تعرض بالفعل لتسميم بالإشعاع يفضي إلى موته بصورة بطيئة ، بعد أن يتم تدمير جهاز المناعة لدعم الجسم.
من ناحيته قال العضو العربي في الكنيست ، عصام مخول ، ردا على الضجة التي أثارتها تصريحاته بخصوص إمكانية تسميم الرئيس عرفات ، في بيان توضيحي تلقت الجزيرة نسخة منه: إن تصريحاته تلك كانت جوابا على سؤال وجه إليه من قبل مراسل صحيفة ( يديعوت احرونوت العبرية ) حول الشائعات التي تقول إن عرفات قد سمم ، وقد كان جوابي - يقول مخول - بأنني لا أستطيع أن ألغي هذه الإمكانية ، خاصة أن إسرائيل لها باع في مثل هذا النوع من عمليات الاغتيال ، بدليل ما حدث مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، خالد مشعل في الأردن قبل سنوات. .
هذا ووصف ، مخول ، في بيانه ردود الفعل الإسرائيلية على تصريحاته بأنها تهدف إلى إبعاد الأنظار عن دور إسرائيلي محتمل في هذه القضية خاصة أن إسرائيل حاولت على مدى السنوات القليلة الماضية القضاء على الرئيس عرفات ، وأضاف ، يقول: ما أقوله هنا ليس استنادا إلى معلومات محددة ، لكنه تقديرات وتحليلات لما ينشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية ، وما يصدر من تصريحات عن وزراء في الحكومة الإسرائيلية وجنرالات عسكريين ، مشيرا على وجه الخصوص لتصريح كان أطلقه وزير الخارجية الإسرائيلي ، سيلفان شالوم ، قبل فترة ليست بالبعيدة ، قال فيه: (هذه العقبة التي تسمى ، ياسر عرفات ، ستكون إزالتها من طريق الحل اقرب مما تتوقعون ).
هذا ولا يستبعد مسؤولون فلسطينيون عديدون فرضية تسميم الرئيس عرفات ، فهذا النائب المقدسي عضو المجلس التشريعي الفلسطيني ، حاتم عبد القادر ، قال تعقيبا على ذلك: ( نحن في انتظار ما ستسفر عنه نتائج فحوصات عينات دم الرئيس التي أرسلت إلى الولايات المتحدة ، حتى يمكننا أن نقرر ما إذا كان الرئيس قد تعرض بالفعل لاغتيال بهذه الطريقة). .
وأضاف ، عبد القادر: رغم ذلك نحن لا نستبعد على إسرائيل خطوة كهذه ، خاصة أن كبار المسؤولين في الحكومة والجيش الإسرائيلي لم يخفوا على مدار السنوات الماضية عزمهم على النيل من الرئيس والتعرض لحياته ، وذهب بعضهم ومنهم شاؤول موفاز إلى توقع اختفاء عرفات عن الحلبة السياسية حتى نهاية العام الجاري. . وإجمالا يقول النائب المقدسي: إن إسرائيل تتحمل مسؤولية غير مباشرة عما آل إليه وضعه الصحي بسبب الحصار المفروض عليه منذ ثلاث سنوات.
إسرائيل تحاول درء التهم عنها ، عرفات ( أبو الإرهاب ) في القرن الحالي. .
يشار في هذا السياق ، إلى أن الصورة في الجانب الإسرائيلي ، حول ما يجري لعرفات الآن ، تتراوح بين تقديرات أجهزة الاستخبارات والأوساط السياسية ، التي تتحدث عما تسميه مرحلة ما بعد عرفات - حال وفاته- والكيفية التي سيتم التعامل فيها مع وضع ينشأ عقب رحيل عرفات.
وكرر شارون تعليماته خلال جلسة الحكومة إلى عدم التطرق إلى حالة عرفات الصعبة ، فيما بدا محاولة إسرائيلية لدرء أي اتهام موجه للدولة العبرية بالمسؤولية عن تدهور الوضع الصحي للرئيس الرمز.
بيد أن تعليمات شارون هذه لم تمنع وزراء وأعضاء كنيست من مواصلة حملة التحريض ضد الرئيس عرفات ، ووصفه ( بالإرهابي القاتل ). . فبعد اقل من يومين على تصريحات أدلى بها وزير القضاء الإسرائيلي تومي لبيد ، والتي قال فيها: إن إسرائيل تدفن ملوكها في القدس ، ولا تدفن (سفاحا إرهابيا عربيا ) مثل عرفات فيها. . نقل يوم الأحد ، الموافق 7 - 11 -2004 عن مصادر سياسية في ديوان شارون قولها: إننا لا نحترم هذا الشخص ( عرفات ) الذي نعتبره قاتل يهود ، وأبا الإرهاب الحديث في القرن الحالي ، ولن يبكي أحد على موته. .
أما في الشارع الإسرائيلي ، فقد بدا الموقف متساوقا ومنسجما مع ما عبر عنه المستوى السياسي والعسكري من فرحة غامرة مكبوتة للأنباء التي تحدثت عن تدهور صحة الرئيس عرفات واحتمالية أن يكون توفي ، وقد عبر الشارع الإسرائيلي عن هذا الفرحة بخروج حشد من المتطرفين الإسرائيليين إلى شوارع القدس الغربية لتبادل العناق والتهاني الحارة بالأنباء المتعلقة بالرئيس عرفات.
كما أن حالة الانسجام هذه عبرت عنها أيضا وسائل الإعلام الإسرائيلية التي لم تتوانِ ، والتي في أغلب الحيان تسابقت في بث أنباء غير دقيقة تارة عن طبيعة مرض الزعيم التاريخي للفلسطينيين ، وتارة عن وفاته ، حيث تحدث التلفزيون الإسرائيلي قبل أسبوع عن وفاة عرفات. . !!!!
عرفات كان يحرص على توزيع بعض ما في طبقه على من هم على مائدته ، بدءاً من قطع الذرة المسلوقة ، وصولا إلى شوربة الدجاج ، وخليط الحبة السوداء مع العسل. .
هذا وتساءل حافظ البرغوثي ، رئيس تحرير صحية الحياة الفلسطينية ، الناطقة باسم السلطة الفلسطينية في مقال افتتاحي نُشر قبل يومين ، ( لماذا لا نجد عضوا من اللجنة المركزية لحركة فتح أو التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، له القدرة على زيارة الرئيس عرفات في المستشفى أو وزيرا فلسطينيا. . ؟) ، ( لماذا أغلقت الحلقة على أربعة أشخاص. . ؟) ، (ومن قرر تحديدها وإغلاقها. . ؟).
وكتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الفلسطينية في المقال الافتتاحي: لو كان هناك مسؤول فلسطيني يشرح لنا الوضع ويجيب على الأسئلة لاطمأنت النفوس. . مثلا هناك شائعات عن تسمم الرئيس. . وأذكر هنا أن أعراض مرض الرئيس الحالية تشبه أعراضه في صيف العام الماضي. . وقد سرت في حينه شائعات عن أن هناك من دسّ له السم عن طريق قلم. . وان هذا الشخص من العاملين في مكتبه ، وانه تم إعدامه. . لكن لم يتأكد هذا النبأ مطلقا. . وأذكر أيضا - يقول رئيس تحرير صحية الحياة - أن صحيفة إسرائيلية نشرت قبل مرض الرئيس العام الماضي نبأ يقول إن جهاز الأمن الإسرائيلي قرر التخلص من عرفات بأي طريقة ، ولكن دون ترك أثر يدل على الفاعل. .
على أية حال - يقول رئيس تحرير صحيفة الحياة الفلسطينية - تجدد الحديث عن احتمال تسمم الرئيس عرفات ، وحتى الآن لم يقل الأطباء الفرنسيون كلمتهم لتحديد سبب تكسر صفائح الدم. . ولهذا تكتسب شائعة التسمم قوة كل يوم وتتداولها الألسن وتضخم فيها. .
وحسب معرفتي بالرئيس عرفات - يقول البرغوثي - إنه في آخر مرة زرت الرئيس عرفات فيها قبل رمضان ، كان بكامل صحته. . وهو عادة يحرص على مراقبة طعامه. . ويحرص على توزيع بعض ما في طبقه على من هم على مائدته ، بدءا من قطع الذرة المسلوقة ، وصولا إلى شوربة الدجاج ، وخليط الحبة السوداء مع العسل. . وبالتالي - يقول البرغوثي - أستبعد احتمال تسميمه عن طريق الطعام ، لأن غيره كان سيصاب بالتسمم أيضا. . ولكن إذا ثبت التسمم فإن الفاعل سيبقى مجهولا. . لأن أعداء الرئيس كثر بعضهم منا فضلا عن أعدائنا. . وهكذا يبقى لغز المرض مفتوحا ، ويبقى الجو الفلسطيني مسموماً ، أيضا ، إلى أن يفتي الفرنسيون بعكسه. .
الرجوب: عرفات لم يتسمم. .
وعلى عكس ، ما يراود الفلسطينيين من شكوك ، استبعد العميد ، جبريل الرجوب ، مستشار الرئيس الفلسطيني لشؤون الأمن القومي احتمالية أن يكون الرئيس ، ياسر عرفات ، قد أصيب بالتسمم ، نافيا أن يكون رئيس المخابرات المصرية ، اللواء عمر سليمان قد نقل للقيادة الفلسطينية أية معلومات بشأن عميل إسرائيلي كان ضمن طاقم الرئيس الفلسطيني في مبنى المقاطعة بمدينة رام الله. .
كما نفى الرجوب أن تكون الأجهزة الأمنية الفلسطينية قد أجرت مؤخرا تحقيقات مع خمسة عشر من المرافقين العسكريين والمدنيين المقربين من عرفات. .
جاءت تصريحات الرجوب هذه ، خلال برنامج نقطة نظام الذي بثته قناة العربية الفضائية ، مساء يوم الجمعة الماضي ، وكان الرجوب يعقب على إذاعة نبأ يتحدث عن تحقيقات فلسطينية بدعوى احتمال تورط مقربين من عرفات في تسمم الزعيم التاريخي للفلسطينيين. .
وفي هذا السياق قال الرجوب: إن نظرية التسمم هي (سيمفونية) يحاول الإسرائيليون تسريبها لخلق حالة من الشك وعدم الثقة في الدائرة المحيطة بالرئيس الفلسطيني ، الذي يعالج منذ حوالي أسبوعين في مشفى بيرسي بالعاصمة الفرنسية باريس. .
ونفى الرجوب بشكل قاطع أن تكون الأجهزة الأمنية قد أجرت تحقيقات مع أطقم مدنية أو عسكرية أو فنية كانت تحيط بالرمز أبو عمار. .
وفي رد على سؤال يتعلق باختراق لأمن الرئيس عرفات ، قام به الإسرائيليون ، سابقا ، أثناء وجوده في تونس ، قال الرجوب: إن ما تتناقله وسائل الإعلام هو شائعات ، إن الإسرائيليون دائما يحاولون إثارة البلبلة بين الفلسطينيين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved