* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
أعلنت كتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، هذه الحركة التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني العليل، الذي يداوى في مشفى بيرسي العسكري في العاصمة الفرنسية باريس، أعلنت حالة الاستنفار الشامل في صفوفها لتصفية من وصفتهم بالمتورطين في (تسميم الرئيس عرفات) إن ثبت ذلك، كما جاء في بيان وزعته الكتائب في الأراضي الفلسطينية.
وأكد البيان: أن الكتائب ستتصدى لأي مؤامرة ينسجها من وصفتهم ب(أصحاب الرؤية الأمريكية n الإسرائيلية).
كما توعد البيان: بحرق كافة الوجوه ونزع الأقنعة عن الراغبين بتشكيل قيادة بديلة تخرج عن دائرة الرئيس عرفات وتهدف إلى إنهاء المقاومة.
هذا ويتشكك الفلسطينيون في أن قائدهم التاريخي، قد تجرع السم من حيث لا يدري، حيث قال أمين عام رئاسة السلطة الفلسطينية، الطيب عبد الرحيم: إن احتمال تعرض الرئيس عرفات للتسميم البطيء هو أحد الاحتمالات المطروحة والأطباء الفرنسيون يركزون الآن على دراسته.. وكان رئيس الوزراء الفلسطيني، أحمد قريع، اعلن انه لا يستبعد أن يكون عرفات قد تناول سما دُس له.
وعلى عكس، ما يراود الفلسطينيين من شكوك، استبعد العميد، جبريل الرجوب، مستشار الرئيس الفلسطيني لشؤون الأمن القومي احتمالية أن يكون الرئيس، ياسر عرفات، قد أصيب بالتسمم، نافيا أن يكون رئيس المخابرات المصرية، اللواء عمر سليمان قد نقل للقيادة الفلسطينية أية معلومات بشأن عميل إسرائيلي كان ضمن طاقم الرئيس الفلسطيني في مبنى المقاطعة بمدينة رام الله.. كما ونفى الرجوب أن تكون الأجهزة الأمنية الفلسطينية قد أجرت مؤخرا تحقيقات مع خمسة عشر من المرافقين العسكريين والمدنيين المقربين من عرفات.. جاءت تصريحات الرجوب هذه، خلال برنامج نقطة نظام الذي بثته قناة العربية الفضائية، مساء يوم الجمعة الماضي، وكان الرجوب يعقب على إذاعة نبأ يتحدث عن تحقيقات فلسطينية بدعوى احتمال تورط مقربين من عرفات في تسمم الزعيم التاريخي للفلسطينيين.. وفي هذا السياق، قال الرجوب: إن نظرية التسمم هي (سيمفونية) يحاول الإسرائيليون تسريبها لخلق حالة من الشك وعدم الثقة في الدائرة المحيطة بالرئيس الفلسطيني، الذي يعالج منذ حوالي أسبوعين في مشفى بيرسي بالعاصمة الفرنسية باريس.. ونفى الرجوب بشكل قاطع أن تكون الأجهزة الأمنية قد أجرت تحقيقات مع أطقم مدنية أو عسكرية أو فنية كانت تحيط بالرمز أبو عمار.
وفي رد على سؤال يتعلق باختراق لأمن الرئيس عرفات، قام به الإسرائيليون، سابقا، أثناء وجوده في تونس، قال الرجوب: إن ما تتناقله وسائل الإعلام هو شائعات، إن الإسرائيليين دائما يحاولون إثارة البلبلة بين الفلسطينيين.
إلى ذلك تصاعدت مشاعر الذعر والقلق لدى المسؤولين الإسرائيليين على خلفية الشائعات التي تزايد الحديث فيها عن مسؤولية إسرائيل عن محاولة اغتيال الرئيس ياسر عرفات عن طريق السم بعد التصريحات المثيرة التي أدلى بها العضو العربي في الكنيست، عصام مخول، يوم الأحد، الموافق 7 - 11 - 2004، والذي لم يستبعد فيها قيام إسرائيل بدس السم للرئيس عرفات في محاولة للتخلص منه.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي اريئيل شارون تصريح مخول بهذا الخصوص بأنه خطير جدا ويتم بثه في جميع أنحاء العالم، ولا يوجد له أساس من الحقيقة حسب تعبيره.
في حين اعتبر وزير الزراعة الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تلميح مخول بأن إسرائيل سممت عرفات بأنه خطير جدا وطالب بالتحقيق معه فورا. وأضاف: هذه أقوال تحريضية وخطيرة تؤدي إلى سفك الدماء.
|