رحلت بعيداً رحيل اللقالق
وطرت كفرخ السنونو السعيد،
عبرت جبالاً وخضت الفوالق
أيا (جبل الشيخ) هل من يعيد؟
يعيد إليّ خرير الجداول،
وضحكة أختي البريئة،
وزغرودة للصبايا
بقرب ابتداء حصاد جديد
سألت النوارس عن شط بحر،
وعن زورق ذي شراع تهدّل،
سألت عنان السماء وقاع الفناء:
(متى نستطيع اللقاء،
لردم الفوارق وغرس الزنابق
وإعلان عرس جديد مديد؟)
أدرت إلى وجه أمي الحبيب
قفاً من عقارب،
ورحت أخوض التجارب
أحارب.. أحارب
أحارب قهقهة للضباع
وغدر الذئاب
وخبث الثعالب
بسيف قصير وترس خريد
أصارع جيشاً من المشكلات
ومن جن خيبر مئات الفيالق
فأصرعهن جميعاً
بفكر سنيٍّ وعقل جديد
وتمضي السنون
فيشتعل الشيب في المفرقين
ويهزأ مني الزمان
ويسخر مني القدر
أيا لعنة العمر
رويداً .. رويداً فإني بشر
ورفقا بابن
تشرد دهراً، وحارب عصراً،
ومرّغ أنف العداة
ليدفع مهراً هو الاغتراب
ويمضغ قهراً هو الاحتراب،
عنيد ولكن محب لأم
تريد لقاء ولو من سراب
د. المهندس جول بشارة |