Thursday 11th November,200411732العددالخميس 28 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

البوارح البوارح
زايد بن سلطان آل نهيان
د. دلال بنت مخلد الحربي

قبل أيام توفي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، لتنتهي حقبة زمنية من تاريخ الإمارات العربية المتحدة ، تميزت بنشاط كبير وحيوية ملفتة للانتباه ، وكل من قدر له زيارة الإمارات العربية يشهد بما طرأ عليها من تطور وتقدم ، ومما يشد الانتباه هو ذلك التنظيم الرائع في العمران والطرق والازدهار والحركة التجارية والأمن الذي تعيشه رغم كثرة الوافدين إليها وتعدد جنسياتهم.
ولو عدنا للتاريخ فإن هذه الدولة التي تضم اليوم مدناً مثل أبو ظبي ودبي والشارقة والفجيرة ، ما كانت غير مشيخات متواضعة تخضع للسيطرة البريطانية ، ويتكون سكانها من مجموعات من الصيادين والبدو الرحل ، وتظهر لنا الصور التي التقطت لها حتى في الستينيات الميلادية ، كيف أنها كانت فقط مجموعة من القرى والمدن الصغيرة المتواضعة التي بنيت مساكنها بشكل بدائي.
ولا شك أن الثروة البترولية التي تفجرت منها كانت أهم عامل في تحفيز هذه المنطقة ، إلا أن الشيخ زايد بن سلطان بما عرف من حنكة ودراية فطرية وشجاعة وإصرار على الخروج من الماضي إلى حاضر مزدهر ، كانت العامل الأهم والأكثر فاعلية ، فعندما تولى حكم الإمارات بدأ من ذلك اليوم في الإنفاق على كل الإمارات من الثروة البترولية التي كان اكثرها يأتي من ابو ظبي ، ثم انه منح كل امارة من هذه الامارات استقلالاً ذاتيا ،ً وذلك بموجب النظام مما يسر لكل واحدة منها أن تنهض بعوامل داخلية ، إضافة إلى الدعم الاتحادي.
إضافة إلى التطور الداخلي الذي وصل إلى درجة مرموقة ، فقد كان الشيخ زايد رجل سياسة استطاع أن يبني علاقات مميزة مع البلدان العربية والإسلامية ، ومع بلدان العالم العربي وأصبحت الإمارات العربية دولة تعرف بالمحافل الدولية بإسهاماتها في عملية النمو في كثير من البلدان الإسلامية والعربية وبمشاركاتها في كثير من القضايا التي تمس الوضع العالمي.
ومن المؤكد أن كثيراً من الدول العربية تدرك جيداً ما أدت إليه معونات الإمارات إليها ، ودور تلك المعونات في التغلب على بعض المصاعب والمشاكل.
ولا شك أن شعب الإمارات سيفتقد كثيراً قائده وحاكمه الذي تميز بالبساطة وعرف عنه حب الناس ، كما أن الدول العربية ستفتقد زعيماً اشتهر برغبته في توثيق عرى العلاقات العربية وإسهاماته في التنمية الاقتصادية العربية ، وبمساعدته التي كانت تقدم إلى هذه الدول.
إن مشهد التعزية في الشيخ زايد والصور التي تناقلتها الفضائيات ، توضح ما حظي به زايد بن سلطان من حب في الداخل ومن تقدير على مستوى الزعامات في البلاد العربية والإسلامية والأجنبية.
أخيراً نسأل الله ان ينزل رحمته على الشيخ زايد ، وان يسكنه فسيح جناته جزاء ما قدمه من عمل لشعبه ولأمته العربية والإسلامية ، وأن يتمكن خلفه من السير على منواله وأن ينهج طريقه إلى إكمال مسيرة البناء داخلياً وخارجياً.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved