إثر تعادل فريق الهلال مع فريق النيل يوم الأربعاء الماضي بهدف لكل منهما أقيمت يوم الجمعة مباراة فاصلة بين الفريقين لكسر التعادل البارد بفوز ساخن يحدد الجدير بنتيجة المباراة (مباراة الأربعاء) وتحديد صاحب الحظ في التعادل وهذه المباراة كادت تنتهي بالتعادل أيضا لولا براعة تمساح الهلال الذي غطس الى أعماق النيل وأكسب الهلال هدف الفوز بمجهود فردي.. ومحسن بخيت في الهلال ينقصه اللاعب المحرك الفاهم لتحركاته وتنقلاته وهذا عامل ساعد على بقائه دون المعدل الحقيقي الذي يجب أن يكون عليه فكثير من قدراته ما زال كامنا فيه ولم يستطع أحد ابرازها ولا حتى ساعد على ظهور بعضها.
المباراة
كانت المباراة حماسية بصورة عامة في الشوط الثاني ظهرت الرغبة الحقيقية عند اللاعبين في تحقيق نتيجة فارتفعوا بمستواها كثيرا عنه في الشوط الأول..
برز في خط هجوم النيل اللاعب أزهر كما برز في هجوم الهلال محسن بخيت فكانا مصدر ازعاج لدفاع الفريقين.
وكل من محسن وأزهر (في الهوى سوا) لا هذا في النيل فهمه زملاؤه.. ولا هذا في الهلال استطاع أحد من زملائه أن يجود عليه بكرة توافق خطورته.
لا أخفيكم انني كنت قبل المباراة أخشى على الهلال من هزيمة صعبة وذلك لفارق الخبرة بين اللاعبين ولكن الاصرار ذوب هذه الفوارق وأبطل مفعولها واضطر لاعبو النيل الى اللعب بارتباك ظاهر وبصورة مرتجلة خاصة عندما استلم محسن بخيت كرة الهدف واستطاع بها أن يشق طريقه الى المرمى بشكل مكشوف متجاوزا ثلاثة من المدافعين دفعة واحدة وحارس المرمى.
وكان من الممكن أن يكرر ذلك المشهد مراراً فيما لو كان سعد المقبل أكثر مرونة وخفة وأكثر فهما للكيفية التي يسلم بها الكرة لمحسن بخيت. وكذلك اللاعب ناجي كان ثقيلا وبطيئا ومع ذلك كله أكثر من المحاورة في أوقات كانت الكرة فيها بحاجة الى من (يجدعها) لزميل آخر. الى جانب ذلك كله هناك عوامل أخرى ساعدت في خروج النيل سالما بمصبه وضفتيه. من هذه العوامل أسلوب اللعب عموما عند لاعبي الهلال واعتمادهم الكرات العالية في التمرير وهو أمر أتى في صالح لاعبي النيل وموافقا لتكوينهم مما جنبهم كثيرا من المشاق التي كان من الممكن عدم قدرتهم على مواجهتها فيما لو اعتمد الهلال على الكرات الارضية.
الحارس طارق التميمي وقف في مواجهة هجمات النيل موقفا رائعا ولكنني أعيب عليه في بعض الأحيان الاندفاع وأنا أعرف ان هذه حالة يقدم عليها طارق بدون شعور وسط غمرة الحماس.
ملاحظة لا بد منها
في الأسبوع الماضي وفي مباراة اليمامة والنيل أكلت مقلبا، وذكرت اللاعب رقم 5 باسم نجم الدين الذي اتضح لي فيما بعد أنه يلعب مع منتخب السودان في الحبشة ضمن تصفيات ميونيخ وكان الخطأ أنني سمعت الاخوان السودانيين يهتفون له بحماس وينادونه باسمه ورغم عدم قناعتي بمستواه إلا أنني اقتنعت بأنه نجم الدين حتى اتضح لي الأمر فيما بعد وعرفت ان الخطأ لم يكن متعمداً وإنما كانوا يخمنون ووقع على حساب معلوماتي.
فاروق بن زيمة |