في مثل هذا اليوم من عام 1775 تشكلت قوات مشاة البحرية الأمريكية المعروفة باسم (المارينز). جاء تشكيل هذه القوات بموجب قرار للكونجرس الأمريكي الذي اجتمع في فيلادلفيا في ذلك اليوم ونص على ضرورة (تشكيل كتيبتي مشاة) للخدمة في المعارك البرية مع الأسطول الأمريكي. وكان عضو الكونجرس جون أدامز هو راعي قرار تشكيل هذه القوة الأمريكية التي تحولت بمرور الوقت إلى أحد أهم افرع القوات المسلحة الأمريكية بالفعل وأصبح جنود المارينز بمثابة النخبة بين جنود القوات المسلحة الأمريكية.
وكانت أول معركة شاركت فيها قوات المارينز هي غزو جزر الباهاما عام 1776 تحت إمرة الكابتن صامويل نيكولاس أول قائد لهذه القوة. وقد استمر قائدا للمارينز خلال الثورة الأمريكية في السنوات التالية لتأسيس هذه القوة والتي انتهت باتفاقية باريس في إبريل عام 1783 التي اعترفت فيها بريطانيا باستقلال أمريكا. وبعد عقد معاهدة باريس ووفقا لبنود هذه المعاهدة تخلت أمريكا عن قوتها البحرية وباعت آخر سفنها وتم حل قوات المارينز بالتبعية.
ولكن في الحادي عشر من يوليو عام 1798 أعيد تشكيل قوات المارينز مرة أخرى.
ورغم الهالة التي تحيط بجنود المارينز داخل الجيش الأمريكي، ولكن تاريخهم في المنطقة العربية لا يدعو للفخر على الإطلاق. تعرضت قوات المارينز إلى ضربتين موجعتين في المنطقة العربية خلال القرن العشرين. الأولى كانت في لبنان في مطلع الثمانينيات عندما جاءت القوات الأمريكية إلى لبنان بدعوى إحلال السلام في الوقت الذي اعتبرها اللبنانيون قوة دعم للاحتلال الإسرائيلي فتم تنفيذ هجوم بسيارة مفخخة ضد مقر قيادة المارينز بالقرب من مطار بيروت الدولي أسفر عن مقتل أكثر من مائتي جندي مما أجبر الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت رونالد ريجان على اتخاذ قراره بسحب هذه القوات على الفور.
والثانية كانت في عهد الرئيس الأمريكي بيل كلينتون عندما نزلت القوات الأمريكية إلى الأراضي الصومالية في إطار قوة دولية بدعوى إنهاء الحرب الأهلية في الصومال في عملية حملت اسم (إعادة الأمل)، ولكن إحدى الفصائل المسلحة الصومالية تمكنت من اسقاط مروحية أمريكية طراز بلاك هوك وعلى متنها حوالي 17 جنديا من جنود المارينز في العاصمة الصومالية مقديشيو مما أسفر عن مقتل جميع الجنود، ومثل الصوماليون بجثث القتلي مما أجبر الرئيس بيل كلينتون على سحب القوات الأمريكية من الصومال.
والآن تخوض هذه القوات معارك ضارية ضد المقاومة الوطنية في العراق حيث أثبتت هذه المقاومة على لسان العديد من القادة الأمريكيين أن جنود المارينز ليسوا الشبح المرعب على الإطلاق.
|