عرفات يلقي أول خطاب في الأمم المتحدة

في مثل هذا اليوم من عام 1975 ألقى رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في مقرها بمدينة نيويورك الأمريكية لأول مرة في تاريخ القضية الفلسطينية. وكانت منظمة التحرير الفلسطينية قد تشكلت في منتصف الستينيات كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني باعتراف جامعة الدول العربية.
تولى قيادة المنظمة عند نشأتها أحمد الشقيري الذي اضطر إلى تركها بعد هزيمة الدول العربية في حرب الخامس من يونيو عام 1967 أمام القوات الإسرائيلية ليخلفه ياسر عرفات الذي مازال في منصبه إلى اليوم.
وكانت فترة السبعينيات قد شهدت مساندة دولية واسعة للحقوق السياسية للشعب الفلسطيني بفضل دعم دول عدم الانحياز والدول العربية والإسلامية والاتحاد السوفيتي والدول الشيوعية في ذلك الوقت خاصة بعد انتصار العرب في حرب أكتوبر ضد إسرائيل.
وفي عام 1974 اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة بانضمام منظمة التحرير الفلسطينية إلى المنظمة الدولية بصفة مراقب لتكون أول عضو ينضم إلى الأمم المتحدة بهذه الصفة حيث كان الانضمام إليها حتى ذلك الوقت قاصرا على الدول المستقلة بالفعل ولم تكن تعترف حتى بحكومات المنفى التي كانت تشكلها حركات التحرر الوطني.
وكان قرار الأمم المتحدة بقبول انضمام منظمة التحرير الفلسطينية ضربة مؤلمة لإسرائيل والولايات المتحدة من ورائها ولكنهما لم تتمكنا من القيام بأي شيء لمنع هذه الخطوة في ظل التأييد العالمي الواسع لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هاجم عرفات إسرائيل بسبب سياساتها الاستعمارية والعنصرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. واختتم الكلمة بالقول (جئت إليكم وفي يدي غصن الزيتون رمز السلام. فلا تتركوا الغصن يسقط من يدي فتحل البندقية محله).
وفي عام 1988 ألقى الرئيس ياسر عرفات خطابا تاريخيا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في مقرها الأوروبي بجنيف بسبب رفض الولايات المتحدة السماح له بدخول الأراضي الأمريكية. وفي هذا الخطاب أعلن اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل وفي الوقت نفسه أعلن قيام دولة فلسطين وحكومتها في المنفى.
وبعد اتفاقات أوسلو للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين عام 1993 قامت السلطة الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات في الضفة الغربية وقطاع غزة. ولكن مازالت منظمة التحرير الفلسطينية التي تجمع تحت مظلتها أغلب حركات المقاومة الفلسطينية خارج الأراضي المحتلة.