Wednesday 10th November,200411731العددالاربعاء 27 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

علاقتها مع الصحافة والإعلام جدلية جداً علاقتها مع الصحافة والإعلام جدلية جداً
العلاقات العامة.. إدارات تعطيل..

سعادة الأستاذ/ خالد المالك
رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
في ظل التنافس المحموم الذي تعيشه المؤسسات والقطاعات الحكومية والخاصة على إثر ثورة المعلومات والاتصالات تزداد المسؤولية الملقاة على عاتق إدارات العلاقات العامة لأنها القناة التي عن طريقها تبرز المؤسسات والشركات والوزارات إنجازاتها وتنشر من خلالها أفكارها ومعلوماتها، وهي حلقة الوصل بينها وبين الجمهور الرسمي والشعبي.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل إدارات العلاقات العامة تقوم بدورها بالشكل المطلوب الذي يفترض أن يكون؟
الجواب لا يحتاج إلى تفكير، فالواقع يؤكد أن معظم، بل الغالبية العظمى من إدارات العلاقات العامة في الإدارات والقطاعات الحكومية والشركات والوزارات تحولت إلى أقسام يمكن وصفها وبلا ريب ب(إدارات تعهد الحفلات.. ومرافقة الوفود الرسمية داخل وخارج البلاد)؛ فمعالجة مشاكل الاتصال الطارئة بين الوزارات والقطاعات الحكومية، وإبراز دور المؤسسة المشرف، ونقل المعلومات من الجمهور وإليه وهي أساسيات عمل العلاقات العامة..أصبحت مبادئ وأسساً مقبورة في بطون الكتب والمراجع.
إن الخلل أصبح واضحاً، والشكاوى المتكررة من المتعاملين مع إدارات العلاقات العامة تثبت ضمور دورها المناط بها وظهور الموظفين في الحفلات.. كلها مؤشرات تدل بما لا يدع مجالا للشك أن وجود إدارات العلاقات العامة يشكل عبئا ماليا وإداريا على الوزارات والشركات والهيئات الحكومية، مع أن العلاقات العامة هي الوظيفة الإدارية التي تقيِّم سلوك العامة، خصوصاً المتعاملين مع تلك الجهات، والتعريف بالقوانين، والإجراءات الخاصة في الشركات والمؤسسات والوزارات التي تعمل فيها وتخطيط البرامج والسياسات المتعلقة بالتواصل مع المجتمع والجمهور والمراجعين والصحافيين بصفة عامة. إن معظم موظفي العلاقات العامة أصبحوا لا يستوعبون طبيعة عملهم ومعرفة الواجبات والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم، بأنهم حلقة الوصل بين وزاراتهم وهيئاتهم وبين المتعاملين معها، سواء على المستوى الشعبي والمتمثل في المواطنين، أو الرسمي وهي الهيئات والوزارات الحكومية الأخرى، ودليل صحة كلامي أن يقوم أي شخص بنظرة بانورامية سريعة وشاملة للصحف اليومية والمجلات الأسبوعية، ليتأكد من طبيعة عمل أقسام العلاقات العامة الحكومية.إن علاقة الصحافة مع إدارات العلاقات العامة أصبحت جدلية جداً!! فعلى الرغم من قدرة وسائل الإعلام لاسيما المقروء منها على مراقبة السلطة التنفيذية وتقييم أدائها والتأثير في تركيبتها فإن بعض المسؤولين مازالوا يمنعون الموظفين من الإدلاء بآرائهم،حتى ولوكانت القضية تمس الحياة العامة وتكشف عن مواطن الخلل، ويفرضون عليهم سلسلة توقيعات قبل وصول الخبر إلى المحررالصحفي، بدءاً من موافقة المسؤول المباشر وحتى المسؤول الأعلى منه وصولا إلى موافقة المدير العام، وبعد ذلك يتم تحويل الخبرإلى قسم الإعلام الذي يطلع عليه بدوره قبل تسليمه إلى الصحافة حيث يظهر الخبر مشوها ومحرفاً وكأنه سينشر في دوريات الحائط الخاصة بالوزارة أو المنشأة المعنية..فلماذا هذا الروتين الطويل والبيروقراطية الكريهة؟
ومم يخاف المسؤولون ؟! ألا يعملون تحت الشمس كما يدعون؟!
وهل باتت الحقيقة العلمية هاجسا يخيف المسؤولين؟ أسئلة كثيرة تتبادر إلى ذهن الصحافي الذي يحرص على كشف الحقيقة وإظهارها للناس حسب ما تمليه عليه مهنته.. فيتحول بذلك من صحافي يبحث عن الحقيقة إلى ناقل خبر وموظف لديهم يُملون عليه ما يجب نشره، وما لا يجب. وقد تستغرب من أحد المديرين ممن لا يسمح بخروج أي تصريح صحفي إلا باسمه بحجة أنه مدير يتحمل مسؤولياته الكاملة فيضيع بذلك جهد الموظف وعمله الذي صرف عليه وقتا طويلا مبعثراً ومختزلا في شخصية واسم مديره.إن إدارات العلاقات العامة والإعلام تلعب دورا مهما في دفع عجلة التنمية، وأن من أهم الأهداف التي تحققها من خلال استراتيجية إعلامية شاملة هي الاستخدام الأمثل لكل وسائل الإعلام وأدواتها، لأنها المرآة الصادقة التي تعكس أنشطة الهيئة، أو الشركة، أو الإدارة الحكومية، أو الوزارة الخدماتية، كما أنها هي الوسيلة المثلى التي يمكن من خلالها إبراز قضايا جهتها أو أنشطتها المختلفة؛ لأن للعلاقات العامة دوراً كبيراً في تحمل أعباء إبراز دور الوزارة أو الشركة أو الهيئة، حيث يفترض أن تنشر معلومات عن نشاطاتها وإنجازاتها وتساهم في تذليل العقبات و المشاكل التي تواجه المتعاملين معهم خصوصا وسائل الإعلام من صحافة وتلفزيون وإذاعة.
ختاماً..إن موظفي العلاقات العامة لا يمكن أن يعترفوا أو يقروا بأن دور إداراتهم هامشي وغير مفعَّل، ولعله من المفيد القول من خلال مقابلة العديد من مديري العلاقات العامة ومسؤوليها : إن المعضلة الأساسية التي يواجهونها هي عدم اكتراث واهتمام الإدارات العليا بأهمية الدور الذي يقومون به فضلا عن ضعف الهيئة والتخصص لمعظم الموظفين، ولو أجري اختبار على مستوى الوزارات والهيئات والشركات والإدارات الحكومية فإني أجزم بلا شك أن 90% من موظفي العلاقات لا يفقهون.. ماذا تعني؟! كما أنهم ليس لديهم مرونة في التعامل مع وسائل الإعلام، فهم يرون أن معظم محرري الصحف اليومية، والمجلات، والإذاعة، والتفزيون يشيدون بعمل إداراتهم.. فقط.

مشعل بن سحمي الفهري
شركة أرامكو السعودية
ص.ب: 2943 الظهران 31311


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved