اهتمام الدولة وفقها الله بالحرمين الشريفين سجيَّة هذه البلاد ونهجها ولعل الجهود المبذولة خلال موسمي رمضان والحج دليل على هذا الحرص والرعاية ولقد كان توجيه ولي العهد خلال ترؤسه مجلس الوزراء الموقر بتسهيل أمور المعتمرين والحرص على راحتهم تتويجاً للخدمات التي تقدمها المملكة لضيوف الحرمين الشريفين طوال العام فقد كان هذا التوجيه عنوان الجزيرة الرئيسي في صفحتها الأولى بالعدد 11716 الصادر يوم الثلاثاء 12-9-1425هـ.. ولعل الملاحظ مع مرور الزمن وزيادة المسلمين في أصقاع المعمورة زادت بذلك أعداد زوار الحرمين في الآونة الأخيرة وهذا مشاهد على أرض الواقع في رمضان الحالي حيث الكثافة الهائلة التي غص بها الحرم المكي في وسط الأسبوع فكيف في نهاية الأسبوع أضف إلى ذلك العشر الأواخر من رمضان مما يتطلب تضافر الجهود المبذولة وتحقيق أرقى المستويات للوصول إلى أكثر تنظيم ورعاية ونظافة وتيسير تنفيذاً لتوجيهات ولي العهد وفقه الله.
فقد تم ملاحظة قلة العاملين داخل الحرم والساحات المحيطة كذلك انعدام نظافة الفرش الخاصة بالنساء في الساحات المحيطة وقلتها مما يتطلب الأمر إلى الحرص على نظافتها يومياً وإبدالها بأخرى لكثرة ما يتعرضها من أوساخ ونجاسات وما يطؤها من أطفال قد يخرج منهم نجاسات تفقد طهارتها وصلاحيتها للصلوات.
إن الوضع الحالي يتطلب زيادة العاملين والعاملات حتى يتحقق بذلك التنظيم ويواكب الأعداد الهائلة والازدحام الشديد والنظافة الدائمة التي يتطلبها الوضع كل لحظة خاصة في هذا المكان الطاهر الذي يجب أن يبقى على طهارته كل لحظة.
إن الأعداد التي تصلي في الساحات المحيطة كثيرة جداً وتمتد إلى الشوارع الجانبية من الحرم وهذه الأعداد بحاجة هي الأخرى إلى رعاية وتنظيم وتنظيف والخدمات والعاملون قدراتهم قد تواكب داخل الحرم لكن الوضع يحتاج إلى مضاعفة في العدد حتى لو اضطر الأمر إلى طرح ذلك في منافسة طارئة لشركات ومؤسسات الأمن والسلامة والصيانة والنظافة خاصة في أوقات المواسم خلال رمضان والحج.
ونحن على ثقة من تجاوب المسؤولين في رئاسة الحرمين والرفع بذلك للجهات المختصة لتحقيق ما نصبو إليه في تأمين الخدمات الضرورية لهذا المكان الطاهر وتحقيقاً لتطلعات حكومة خادم الحرمين الشريفين وتجاوباً مع توجيه ولي العهد وفقه الله. ولن يتأتى ذلك إلا بإعادة دراسة الوضع الراهن وتقييمه ووضع الخطط المناسبة لسد الاحتياج الذي تولد بفعل تدفق الآلاف المؤلفة فالفرش في الساحات لا تفي الغرض مما يتطلب زيادة الطلب كذلك ضرورة توفير الآلات والمعدات الخاصة بنظافة الفرش وغسيلها في مكانها حيث تبقى فترة وهي خارج الاستعمال بسبب الذهاب بها للغسيل فتبقى فجوة يتطلب إيجاد بديل فلو وجدت الآلات لما غابت الفرش عدة أيام وأملنا في رئاسة الحرمين وفاعلي الخير بدعم إمكانيات الحرم ليكون على المستوى المأمول.
حمد بن عبدالله بن خنين - الدلم |