عندما ينفض الطلاب (همَّ) الطابور وثقله، ويتوجهون إلى قاعة الدرس بعضهم (زاحفاً)، وبعضهم يداعب وجهه (تثاؤب) جميل، والبعض الآخر لم يغسل عن وجهه بقايا نعاس من نوم البارحة (الثقيل)، وبعض قليل تفتر على وجوههم ابتسامة وتكسوها اشراقة متفائلة بانبثاق صبح جديد، يجلس الجميع في مقاعدهم وهم يتقاذفون مجموعة من الأسئلة (وش عندنا اليوم.. كم حصة.. متى حصة الرياضة .. الخ)
وبعد هذه الأسئلة التي تجلب الأسى تخرج الجداول من (مخبأة الجيب) وقد اهترأت وأكلتها الأيدي من كثرة الفحص والتدقيق، يتحسسون فيها عن حصة لا تقيدهم بنجاح أو رسوب ولا تزعجهم بواجب واختبار وبعد هذه الرحلة المضنية والعملية المجهدة تقع أبصارهم على حصة مريحة مفتوحة (رياضة، نشاط، وطنية.. الخ) فيتنفسون الصعداء ويسكن روعهم ويهدأ خفقان قلوبهم.
أرجو من قارئي الكريم أن يلتمس لي العذر في هذا المدخل وبعض الخيال المتشائم لكنه هو واقع وحقيقة بعض الطلاب اليوم.
لأن الطالب عموماً يتضايق وينزعج من وضع بعض المواد ورتابتها وقيودها الصارمة، وهو بطبيعته كبشر يكره هذه القيود التي قد تقيد وتحد من إبداعه، فإذا كان مجبراً على حضور الحصة ومطالباً بالتركيز والانتباه وعدم التحرك داخل الفصل أو محاولة الالتفات ولابد من المراجعة في البيت ومن ثم احضار الواجب، ثم هناك موعد للاختبار، فإن هذه الأمور وان كان لابد منها- في بعض المواد - تحد من إبداع الطالب وتقلل من نتاجه لأن- كما أسبقنا - مساحة الحرية والتخفف من الرتابة القيود تحبها النفس البشرية وترتاح لها.
الطالب طاقة كامنة متى ما وجد المناخ الملائم والمادة التي تحركها، والمعلم الذي يرعاها ويثيرها تفجرت هذه الطاقة عن موهبة وإبداع.
فكرة النشاط فكرة رائدة وفاعلة يجد فيها الطالب، ضالته وتكون أرضاً جاهزة لاستنبات مواهبه وتجاربه وأفكاره.
لكن لابد من التنويع في الطرح في هذه المادة والتجديد والإبداع والابتكار، لابد من إعطاء حرية كاملة للطالب في هذه الحصة بأن يتلمس ما عنده من ميول وإبداع ويكتشف مواهبه.
أيضاً لا نقصر النشاط على الابتكار والابداع فليس كل الطلاب مبدعين، لكن نجعل منها حصة تحرك الطلاب وتبث فيهم روح التعاون وتمدهم بالحماس، ندرب الطلاب فيها على بعض المهارات التي تبني نفوسهم وتنميها وتسد ثغراتها.
أيضاً مشرف النشاط لا يكفي منه الإشراف فقط وتوزيع الأدوار، لابد أن يتفحص الطلاب ويقلب فيهم يناقش أفكارهم ويشجع اطروحاتهم يشيد بإبداعهم ويكتشف مكنوناتهم ويحرك بعض النفسيات الخاملة الساكنة وينظر في هوايتها وميولها ويوجهها التوجيه المناسب.
|