من خلال متابعتي لبعض ما ينشر بالصحف المحلية قرأت مثل بقية الإخوة والأخوات القراء ردوداً لبعض إخوتنا المواطنين، وهم يردون على نشر أسمائهم مع قوائم (التخريب) المسماة بالإصلاح ويسهبون بالرد، ومن الواضح أنهم يعتقدون أن هذا المريض (الفقيه) إنسان عاقلً ومحاسب من خلال غيرتي الوطنية، وقبلها عزتي بديني حرصت على مشاهدة هذه الظاهرة ومحاولة فهمها أولاً، ثم الرد عليها.. فقد لاحظت أن هذا الإنسان (الفقيه) ومن معه من الخفافيش هم (مرضى نفسيون) لديهم من العقد والإحباطات ما هو كفيل بتدميرهم، كذلك من الملاحظ أن أغلب هؤلاء الذين يتواصلون معه أناس منبوذون من عوائلهم لأسباب هم يعرفونها جيدا ويريدون بذلك التواصل الانتقام من أهلهم بأي شكل مهما بلغ سووه وهم يعرفون أن (السعوديين) ينعمون بحمد الله بالولاء لهذا البلد، وأن أمننا- ولله الحمد- لا تزعزعه (هلاوسهم) وأحلام يقظتهم الخائبة، وهم يتكلمون ويقهقهون على مآسيهم العقلية وأفكارهم المريضة، ويستجدون الناس علانية لدعمهم، وهم غير قادرين على العطاء وغير متصالحين مع أنفسهم فكيف هم مع الآخرين؟
فهؤلاء الناس لا يرد عليهم بالتوضيح والشرح والمنطق لأنهم لا يحملون عقلاً يؤهلهم للتمييز بين الصواب والخطأ..
وأفضل طريقة لمعاملتهم هي أن توضح لهم مصحات عقلية تسمى (عصفورية الإصلاح) لكي تعيد لهم توازنهم ثم يناقشون بعد ذلك، وهذه مسؤولية وزارة الصحة التي يجب ألا ينحصر دورها على الناحية الجسدية فقط، وذلك من خلال وضع نظام يلزم كل من له ملفا طبيا أن يتضمن هذا الملف كشفا على القوى العقلية، كما أن على وزارة العمل أن تجعل هذا الكشف إلزاميا لمن يتقدم بطلب الوظيفة ويجدد كل سنة على الأقل.
وكذلك على الجهات الحكومية الأخرى تفعل دور الإخصائي النفسي وخاصة بالمدارس والجامعات، وذلك لحماية أسر أولئك المرضى فإنني أكاد أجزم أن الكثير ممن ينجرف وراء هذا التيارات المخربة قد ترك خلفه معاناة أسرته منه وكذلك أطفاله من عدوانيته الواضحة وعقده المكبوتة، ومن خلال تنفيذ هذا الاقتراح (بمتابعة النمو العقلي والنفسي) يمكن محاولة التنبؤ بمستقبل الأشخاص (السلوكي) قبل أن يصلوا لما وصل له الفقيه شفاه الله.
علماً بأن هؤلاء الفئة من المرضى موجودون بكل بلدان العالم النامية والمتحضرة بنسب متقاربة ومحدودة، وعلاجهم سهل إذا تم حصرهم ووضعهم بهذه المصحات وعلينا ألا نقف وننتظر حصول الأذى من المريض لنفسه أو لأقربائه أو لمواطنيهم حتى تتم معالجتهم بل تطبق هذه الكشوفات على الأشخاص، ويتم التعامل معهم كل حسب حالته قبل الدخول بمضاعفات المرض التي تجعل المريض غير مدرك لمرضه ورافضاً للعلاج حتى لو كان هذا المريض طبيباً!!
|