الإذاعة السعودية عبر البرنامجين الثاني والعام تقوم بجهود متواصلة لتقديم كل جديد مع إشراقة كل صباح ، بل انك تشك مع هذه الجهود بأن المذيعين والمذيعات والعاملين يصحون باكراً قبل طيور الصباح .. ورغبة في أن تكون الإذاعة في توافق مستمر لكل المستجدات وان تتعامل مع الأجواء المحيطة بها وفق سياسات وليس تطلعات وأماني ، فإن الرغبة في تسويق الرأي الذي أتمنى واتوخى ان يكون بناء دون إسفاف أو مبالغة قطعا لن يأخذ صفقة الإلزام ، كل ذلك في سبيل التواصل البناء مع جزء لا يتجزأ من حياة الكثير ولوسيلة إعلامية لها مداخلها الفذة في سبيل تطوير الكلمة السعودية على المسامع.
وزن الإذاعة السعودية على الساحة الإعلامية ثقيل للغاية ونجاحاتها نافذة بأبعاد ، ربما لان الإذاعة هي الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي تفرض عليك ما يسمع وليست كغيرها ، وتملك سرعة الوصول بمجرد تفوه المذيع أو المذيعة بما يقول وأنت لا تملك سوى ان تسمع ما يقال ويبث.
ومن هنا فإن الحرص على ان يتلقى المتلقون المفيد والمسموح فيه في وقت قصير نسبيا ، مقارنة بوسائل إعلامية أخرى يعد موجها ومؤثرا على الهيكل البرامجي لا يقلل من أثره في تسويق البرامج والحلقات واللقاءات في الإذاعة بشكل عام ، وعندما نتقصى واقع الأداء الإذاعي فإننا نطمع بالكثير من التفوق لان الكلفة في اساسات البناء الإعلامي في هذه البلاد لا يتحمل أكثر من التفوق دائماً ، ولكن التفوق لا يحصل دائماً بسبب أو جملة من الأسباب ، منها الافتقار إلى بعض البرامج النوعية والكيفية وعدم الاستهداف الموازي لشرائح مجتمعية متعددة ، وقصر التدفق وحصره في أحايين كثيرة في الرغبة في التنوع غير القابل للاستمرار ، أو الإصرار على برامج لاستقطابها عددا يرون انه كبير قياساً بالبرامج التي تخفق في استيعاب الأعداد والمد الاثرائي المعلوماتي ، وهي موجودة لسبب أو لرؤية أو لوجهة نظر تبتعد عن القصور بكثير ولها وزنها الذي يعمله صانعوه ، وهذا يبرر ولا شك استمرارها ولكنه يبرر حق النقد والتساؤل .
يستطيع المتابع للإذاعة وما تبثه من برامج وخصوصاً الجماهيرية منها ان يلحظ ان نجاحها يتوقف في جزء كبير منه على المستعمين ، وأنا لا اقصد ان تنجح البرامج بمجرد البث ولكن القصد ان هناك برامج يمكن بثها واثرائها للسامع ونجاحها دون الاعتماد على المستعمين ، فإذا كان المذيع أو المعد لا يملك القدرة على الإنجاح بما يكفل استمرار البرنامج المختار للعرض ، فإن القصور يطال هنا المنهج المتبع في استخلاص الكوادر القادرة على خلق النجاح من حيث لا ينجح ، لان الباعث الشخصي في المذيع يفترض وجوده بمسؤولية مهنية ، ويخطئ من يقلل من شأن المذيعين الطاعنين في النجاحات الإذاعية ، سواء على مستوى البرامج الفرادية أو الجماعية الجماهيرية أو الإخبارية ، خاصة ممن لهم سنوات خلف المايك جهداً وتفانياً ومصداقية تقف خلف تحقيق الإذاعة السعودية مكانة على ساحة الإذاعات العربية .. ومن الملحوظات :
1- لا توجد برامج تستهدف المواطنين في الخارج ، خصوصاً الطلبة والمسافرين للعلاج أو حتى السياحة ، لان التواصل مع المواطن والإذاعة لا يتوقف عند حدود الوطن فقط.
2- تخلو الساحة من برامج المسابقات الثقافية ذات النفس الطويل المدعومة بالحوافز المادية على مدار العام ، التي تشجع التنويع الثقافي لدى المستعمين ، فالموجود برامج عبارة عن سؤال واحد فقط طوال البرنامج أو الحلقة وهذا يعني ان المستمعين يبحثون عن البرامج والمفروض ان البرامج هي التي تبحث عن المستمعين والمتلقين.
3- تخلو الإذاعة من برامج تتلمس حاجات المواطنين العاملين في مختلف المناطق ممن يتطلب عملهم السفر يوميا مع كل صباح بين أطراف البلاد ، إما للتدريس أو العمل أو الدراسة أو التجارة اقصد ان حياة هؤلاء بمعزل عن التغطية الإذاعية.
4- ربما لا توجد برامج متخصصة عن الأمراض المنتشرة والظواهر الصحية وغيرها ، وعندما تأتي تكون مضمنة في مناسبات طارئة كتغطية لمؤتمر أو ندوة أو سؤال في برنامج ، أي أنها قد لا تكون موجودة بشكل مستمر على قائمة البرامج التي تطرح مع كل دورة إذاعية.
5- لا تتمتع الإذاعة بصفة التواجد الحي في أروقة العمل والدوائر الحكومية لمناقشة الموضوعات التي تهم المواطنين المراجعين منهم بشكل مكثف.
6- لا تقدم الإذاعة شريط معلومات يهم المواطن بشكل متواصل كمعلومات عن ساعات العمل في الجهات المختلفة ، التغيرات المناخية في أماكن محددة ، الصيدليات المناوبة للحالات الطارئة ، أو المستشفيات الخاصة وأماكنها.
7- لا تتواصل الإذاعة مع طلبة المدارس سوى مع بداية الدراسة فقط ، ولا يوجد مكان للطلبة الجامعيين في الإذاعة كبرامج أو مشاركات متواصلة ، وما يقال في الإذاعة في هذه السنة هو ذاته قيل في السنوات السابقة ، أي ان المسألة قد لا تتجاوز ملء البرنامج بما يغطي الوقت المخصص فقط.
8- تعالج الإذاعة في جزء ليس باليسير القضايا المجتمعية بصورة متعالية جداً في الأسلوب ، بحيث يصعب على المتلقي البسيط فهمها بصورة واضحة بسبب الدرجة العلمية الرفيعة للمتحدث في موضوعات تهم اغلب الشرائح المجتمعية. - كتاب وقارئ - الأسرة.
9- تقبل الإذاعة في بعض البرامج الجماهيرية بالاسم المستعار للمتحدث مما يفقد مصداقية في نوع المشاركة التي تتلقاها ومدى جديتها.
10- ليس هناك نزول للإذاعة إلى الشارع مع المواطنين بشفافية لنقل صورة إذاعية حية لما يدور في الشارع ، والتحرج هنا لا مبرر له لان جزءا من تغذية النجاحات لأي وسيلة إعلامية هي الناس في الشارع وما يفكرون به وما يشكون منه ويتطلعون إليه - الإذاعة معك -.
أخيراً نبارك للمسؤولين حصد الجوائز التي نتمنى ان تستمر والتي جاءت بسبب جهود لا تتكرر ممن يحملون ويقدورن الرسالة الإعلامية عبر هذه الوسيلة العزيزة والغالية على الجميع.
|