دعاني زميل لشرب الشاي في احد المقاهي العامة التي يتمتع مرتادوها بخصوصية المكان بما في ذلك وجود تلفزيون لكل كبينة كما يسميها البعض مع ان تلك الخصوصية لا تمنع سماع بقية اصوات التلفزيونات الاخرى والتي اجزم ان عددها يتجاوز المئات وليس العشرات.
كان غالبية المتواجدين في المقهى قد اختاروا محطات تنقل مباراة دولية والقلة القليلة تنوع اختيارها بين مسلسل وفلم واغنية، والحقيقة ان الجو لم يكن مريحاً لكثرة الازعاج وعلو اصوات المعلقين وكذلك صراخ المتابعين عند كل هجمة او تسجيل هدف واختلاطها بأصوات المغنين والممثلين الا انها تخمد كما تخمد النار بالماء بعد انتهاء المباراة فلا تعود تسمع إلا اولئك القلة الهادئة. هذا الواقع المتمثل في الرغبة الجامحة في المتابعة وشدة الانتباه لكل شاردة وواردة عند نقل المباريات على الهواء يمكن الاستفادة منه بتمرير عبارة او توجيه في مختلف المجالات في اللحظة التي تقع بعد تسجيل الهدف مباشرة وقبل اعادته من قبل المخرج وهو اغلى واهم توقيت في عالم وحسابات الاعلانات التلفزيونية لكونها اللحظة الحاسمة والهامة والاكثر جذباً واثارة.
|