ما زال الموت يحصد الآلاف في فلسطين والعراق.. بالأمس مات زوج المرأة الطيبة أم خالد, استشهد أبو خالد الرجل المسن وهو يمضي في طريقه، وما زال السيناريو يواصل، يعرض زهق الأرواح من ضحايا بريئة.!
وما زالت الترسانة الصهيونية تواصل مسيرتها بلا كلل أو ملل ضد شعب مغلوب على أمره، وما زال صمود الأبطال يواصل رحلته في عباب النضال ويحملون أرواحهم على راحتهم، ويقدمونها فداء للوطن, فهنيئاً لهم بهذه الشهادة.. قال تعالى {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.
إن المرارة التي تعتصر هؤلاء الأبطال تجعل الإصرار والتحدي مبدأ أن يكونوا أو لا يكونوا! ولن يكفي ترديد الشكوى لنوفيهم حقهم؛ لأننا عزلنا أنفسنا وتهنا في أرض بعيدة عنهم ربما فوق سطح القمر المظلم، واكتفينا بأن نبكي حقهم السليب.. ومضينا لا نلوي على شيء.!
هذه قضية أمة عربية وإسلامية، ولا أعلن إذا كانت صرخة أمل دنقل ستجدي أم أنها ستذهب أدراج الرياح مثل غيرها, ولنحاول جاهدين في وجه العدوان الغاشم:
لا تصالح إنه الثأر!
لا تصالح!
لو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأر
تبهت شعلته في الضلوع
إذا ما توالت عليها الفصول
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباه الذليلة
لا تصالح!
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم.. لميقاتها
والطيور.. لأصواتها
والرمال.. لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة
الصبا - بهجة الأهل - صوت الحصان - التعرف بالضيف - همهمة القلب.. حين يرى برعما في الحديقة يذوي - الصلاة لكي ينزل المطر الموسمي.
كل شيء تحطم
لا تصالح!
فما الصلح إلا معاهدة بين ندين..
(في شرف القلب)
لا تُنتقص.. والذي اغتالني محض.. لصٍ
سرق الأرض من بين عيني..
والصمت يطلق ضحكته الساخرة
لا تصالح!
مرفأ
الجباه الأبية لا تنحني، تخضب بالدم ولا ترضى بالهوان.!
|