إلى جنة الخلد يا أبا عبدالرحمن
د. عبدالله المعيلي (*)

مات فلان، خبر يتردد يوميا، يثير في النفس الأسى والألم، إلا أن الخبر الذي تلقيناه مساء السبت الثالث والعشرين من رمضان ليس كأي خبر، إنه خبر وفاة الأخ الحبيب إبراهيم الدريس، لقد وقع الخبر على أسماع محبيه كالصاعقة، كيف لا وأبو عبدالرحمن كان معنا بالأمس ملء السمع والبصر، يتدفق حيوية ونشاطاً، يشارك زملاءه كعادته بثاقب خبرته وصواب رأيه.
لقد حبا الله الفقيد الغالي سمات جليلة وخصالاً حميدة، تجلت في تميز علاقاته وحسن تعامله، في هدوئه وتواضعه، لقد اشتركت وزملائي بالوزارة معه في العديد من اللقاءات والاجتماعات والندوات والمؤتمرات، وكان أبو عبدالرحمن كما يعهده الجميع دائماً صائباً برأيه سراً في فكره وأفكاره موفقاً مقبولاً، بل إن الجميع يتطلع إلى مداخلاته ومداعباته اللطيفة التي دائما ما تبعث في النفس البهجة والسرور.
لقد افتقدنا أخاً كريماً ومربياً جليلاً وصديقاً عزيزاً. لقد افتقدنا بسمة طالما ارتسمت على الشفاه. افتقدنا أخاً واسع القلب طيب النفس محباً محبوباً.
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إذا أصاب أحدكم وداً من أخيه فليتمسك به فقلما يصيب ذلك..)
نعم لقد أصاب كل من عرفك حياً وداً منك، فحق لك ميتا أن نتمسك دائما بالدعاء لك.
فطيب الله ثراك وجعل الجنة مثواك وجمعنا بك في دار الخالدين.