* فيينا - من لوي شاربونو - رويترز:
زعم دبلوماسيون وخبراء أن صفقة أوروبية تهدف إلى تجميد برنامج إيران لإنتاج الوقود النووي مقابل تزويدها بتكنولوجيا نووية للاستخدامات السلمية وحوافز أخرى لن تفلح مطلقاً دون مشاركة مباشرة من الولايات المتحدة.
وتوصل دبلوماسيون من فرنسا وبريطانيا وألمانيا خلال مباحثات جرت يومي الجمعة والسبت الماضيين في باريس مع مفاوضين إيرانيين إلى اتفاق مبدئي توقف إيران بمقتضاه برنامجها لتخصيب اليورانيوم لفترة غير محددة بينما تتفاوض على صفقة للحصول على مزايا اقتصادية وسياسية أكبر من الاتحاد الأوروبي.
وقالت الولايات المتحدة التي تتهم إيران باستخدام برنامجها النووي كواجهة لتطوير أسلحة نووية إنه يتعيَّن أن تكون الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة قادرة على التحقق من أي تعليق إيراني لأنشطة التخصيب.
وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين في واشنطن: (في النهاية فإن ما تفعله إيران هو المهم وليس فقط ما قد يوافقون عليه). وأضاف قائلاًً: (في النهاية فإننا سنرى ليس فقط هل سيكون بمقدور إيران والأوروبيين التوصل لاتفاق حول الكيفية التي يمكن بها لإيران أن تتقيد بمطالب مجلس مديري الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكن أيضاً هل سيكون بمقدور الوكالة التحقق من ذلك وهل سيكون بمقدورها تقديم تقرير عن ذلك إلى مجلس المديرين).
وإذا وافقت الدول الأوروبية الثلاث وإيران على الصفقة فإنها ستمنع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إحالة ملف إيران إلى مجلس الأمن الدولي عندما تجتمع في 25 من الشهر الحالي وهو ما تطالب به الولايات المتحدة منذ فترة.وقال ديفيد اولبرايت مفتش الأمم المتحدة السابق للأسلحة ورئيس معهد أبحاث العلوم والأمن الدولي لرويترز: (على المدى الطويل لا أعتقد أن هذه الصفقة يمكن أن تؤتي ثمارها دون مشاركة الولايات المتحدة فيها... إنها يمكن أن تعمل لمدة ستة أشهر أو نحو ذلك. لكن ليس على المدى المتوسط أو الطويل). على حد زعمه.
وأضاف قائلاً: (إحدى المشاكل أن إيران يمكن أن توقف البرنامج لستة أشهر وبعدها تستأنف التخصيب وبطريقة ما تلقي باللوم على الاتحاد الأوروبي).وقال دبلوماسيون إن الإيرانيين قد يوقفون التخصيب الآن لتفادي الإحالة لمجلس الأمن ثم يفتعلون مشكلة مع الاتحاد الأوروبي في وقت ما بعد اجتماع الوكالة الدولية ويبدؤون في الإعداد للتخصيب الفعلي لليورانيوم وهي عملية تنقي اليورانيوم إلى درجة تصلح للاستخدام كوقود للمفاعلات النووية أو صناعة أسلحة.
وقال دبلوماسي غير أمريكي: (لدى إيران مكونات ما يترواح بين 1100 إلى 1200 وحدة طرد مركزي (لتخصيب اليورانيوم، وهي توَّاقة إلى تجميعها معاً).
وأضاف قائلاً: (المرحلة القادمة بالنسبة لإيران ستكون إعلان أنهم يعدون لإجراء تخصيب تجريبي لكنهم لا يخصبون أي يورانيوم).
وقالت عدة مصادر إنه مع الأخذ في الاعتبار أن الاجتماع القادم للوكالة الدولية لن يعقد قبل مارس - آذار من العام القادم فإن إيران ستكسب نحو خمسة شهور إذا تفادت الإحالة لمجلس الأمن خلال اجتماع الوكالة هذا الشهر.وأعرب محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال تصريحات له في سيدني بأستراليا عن أمله في أن تنتهز إيران هذه الفرصة لتجميد أنشطة التخصيب وفتح الطريق لتطبيع علاقات إيران مع المجتمع الدولي.وقال سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الأبيض مشيراً إلى المهلة التي قدمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإيران الوكالة حددت مهلة تنتهي في نوفمبر. وهذا هو الوقت الذي يتعيَّن على إيران فيه أن تنتهز الفرصة وتذعن.
وقال أولبرايت إن هناك مشكلة ثانية تتمثَّل في عرض الاتحاد الأوروبي تقديم تكنولوجيا نووية.
وفي العرض الأصلي تعهدت الدول الأوروبية الثلاث ببيع مفاعل نووي يعمل بالماء الخفيف إلى إيران والذي يعتبر أقل ملاءمة لأنشطة سرية لصنع أسلحة نووية عن المفاعلات التي تعمل بالماء الثقيل.وقال دبلوماسيون غربيون مطلعون على المفاوضات الإيرانية الأوروبية رفضوا أن تُنشر أسماؤهم إنهم يعتقدون أن شركات في فرنسا وألمانيا وبريطانيا لن توافق مطلقاً على بيع إيران تكنولوجيا نووية تعارضها الولايات المتحدة.وقال دبلوماسيون أوروبيون ومسؤولون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن مشاركة الولايات المتحدة ستعطى قوة مطلوبة بشدة للمبادرة الأوروبية مع إيران.
لكن المتشددين في واشنطن يرفضون توحيد القوى مع الاتحاد الأوروبي مؤكِّدين أن إيران بإبقائها على أبحاثها لإنتاج وقود نووي خافية عن وكالة الطاقة لنحو 20 عاماً خسرت الحق في برنامج نووي سلمي.
|