Wednesday 10th November,200411731العددالاربعاء 27 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

نتج عنها عدم اكتمال تطورهم النفسي الاجتماعي والإدراكي الجسدي نتج عنها عدم اكتمال تطورهم النفسي الاجتماعي والإدراكي الجسدي
40% من الأطفال الفلسطينيين تعرضوا لتأثيرات الاحتلال الوخيمة

  * فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
أوضح مسؤولون فلسطينيون في مركز البحوث الإنسانية والتنمية الاجتماعية في الأراضي المحتلة أن 40% من الأطفال الفلسطينيين تعرضوا لتأثيرات الاحتلال الصهيوني الوخيمة، مما نتج عنه عدم اكتمال تطورهم النفسي الاجتماعي والإدراكي الجسدي، وتعرضهم للانتهاكات في حقوقهم، فأدى ذلك إلى ظهور الكثير من المشاكل والاضطرابات النفسية لدى الأطفال، والتي أحدثت تراجعا ملموسا لديهم على صعيد الجانب التعليمي التربوي والاجتماعي والنفسي.. ويستند مركز البحوث الإنسانية والتنمية الاجتماعية في الأراضي المحتلة إلى إحصائيات صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية.
المرشدة الاجتماعية زينب أبو إسماعيل، من مركز البحوث الإنسانية، قالت ل (الجزيرة): إن وضع الأطفال الفلسطينيين النفسي معقد، في ظل الانتفاضة وما يتعرضون إليه من أشكال القهر والاضطهاد والعنف بمختلف أنواعه جراء استخدام الأسلحة الحربية القمعية والقصف لمختلف المناطق من البر والبحر والجو من قِبَل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وأشارت إلى تأثيرات كثيرة ووخيمة على الأطفال نتاج عدم اكتمال تطورهم النفسي الاجتماعي والإدراكي الجسدي وتعرضهم للانتهاكات في حقوقهم، ونوهت المرشدة إلى دور الوالدين البالغ الأهمية في شفاء الطفل المصاب بالتأزم النفسي الناتج عن الأحداث الحالية؛ فهما يمثلان أول حاضنة اجتماعية آمنة توفر كل متطلبات الحياة النفسية والعملية، وشددت على أهمية محاولة إخراج ما بداخل الأطفال من مشاعر ومخاوف لأن ذلك يفتح المجال واسعاً أمام قدرات الوعي والعقل مع العمل السليم.
وأكدت أبو إسماعيل على ضرورة الاهتمام بالأطفال ومراعاتهم لأنهم هم الجزء الأضعف في الأسرة وهم الأكثر عرضة للأحداث، وأن نعمل على عدم استخدام العنف ضد أطفالنا ومعاملتهم الجيدة بطريقة التحفيز والبُعد عن الضرب.
أطفال فلسطين بحاجة إلى رعاية وكان تقرير إحصائي أصدره الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أكد أن رصاص وقذائف السفاحين اليهود قتل أكثر من 634 طفلاً دون سن الثامنة عشرة (أي بنسبة 19.9% من مجموع الشهداء)، فيما أصاب الصهاينة 3543 طفلا آخر، من بينهم ما يزيد على 3000 أصبحوا معاقين.. وأكد التقرير الفلسطيني، الذي وصل مكتبنا في الأراضي المحتلة نسخة منه: أن الأطفال الفلسطينيين أصبحوا مع تواصل العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، بحاجة إلى رعاية، وقال التقرير إنه خلال العام 2003 تم متابعة 7839 قضية خاصة بالأطفال، منها 4991 لأطفال حرموا من المأوى نتيجة هدم المنزل أو احتراقه من قِبَل قوات الاحتلال الصهيوني، خاصة في شمال وجنوب قطاع غزة.
ولفت التقرير إلى أن 42.1% من الأطفال الفلسطينيين عاشوا تحت خط الفقر حتى نهاية العام 2003، بينما تشير الإحصاءات الى أنه يعيش حالياً 29.4 من مجموع الأطفال الفلسطينيين تحت خط الفقر.
بينما يشير التقرير إلى أن عدد الأطفال العاملين بلغ حوالي 40139 طفلاً أي ما نسبته 3.1% من مجموع عدد الأطفال، ويعتبر العامل الاقتصادي من أهم العوامل التي تدفع الأسر إلى تشغيل أطفالها.
جرائم بحق الطفولة الفلسطينية..!!
هذا، وفي وقت أكد فيه أخصائيون نفسيون ل (الجزيرة) أن الأعراض الداخلية للخوف وللهلع والجزع أصبحت في قاموس الطفل الفلسطيني جزءا من الحياة اليومية التي يعيشها، وأن ما يقارب من 80 % من أطفال فلسطين أصبحت استجابتهم للخوف عينية.. في ذات الوقت أكد، هشام عبد الرازق، وزير الأسرى الفلسطيني ل (الجزيرة) أن سلطات الاحتلال تستخف بكافة حقوق الأسرى الأطفال في فلسطين المحرومين من حريتهم، حيث تعتقلهم عادة بعد منتصف الليل وفي ساعات الفجر الأولى، بعد مداهمة المنازل والضرب على الأبواب، والدخول بأعداد كبيرة من الجنود، وهم يشتمون ويصرخون، مما يثير الرعب في قلوب الأهالي خاصة الأطفال منهم.
وكشف وزير الأسرى الفلسطيني ل (الجزيرة) أن الاحتلال الصهيوني اعتقل منذ تفجر انتفاضة الفلسطينيين قبل أكثر من أربع سنوات، 2500 طفل أسير، ما يزال منهم 391 أسيراً في السجون الإسرائيلية، وقد بلغ أكثر من 400 أسير سن ال 18 عاماً وهم داخل تلك السجون، ومن بين الأسرى الأطفال 41 مريضا و225 تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاما، و16 أسيرة قاصرة، إضافة إلى اصغر أسيرين وهما، نور ابن الأسيرة منال غانم، وعمره نحو عام، ووائل ابن الأسيرة ميرفت طه، وعمره نحو عام ونصف العام.
وندد الوزير الفلسطيني باستخفاف سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحقوق الأطفال، عبر اعتقالهم وإثارة الرعب فيهم، مؤكدا على ضرورة إعطاء الأطفال كافة حقوقهم المنصوص عليها في كافة الاتفاقيات الدولية، سواء خلال عملية الاعتقال، أو ما يليها من إجراءات التحقيق والتوقيف.. وأشار وزير الأسرى الفلسطيني إلى أن قوات الاحتلال تستخدم أساليب مغايرة وأكثر إنسانية، حين تقوم باعتقال الأحداث الإسرائيليين، حيث لا يسمح القانون المطبق عليهم بالاعتقالات المتأخرة، ويمنع التحقيق معهم في ساعات الليل المتأخرة.
وبيّن الوزير الفلسطيني أن جنود الاحتلال لا يقومون بإبلاغ الطفل بحقوقه كمعتقل، ولا يعلمونه وعائلته بسبب الاعتقال، ويقومون منذ لحظة الاعتقال بتقييد الطفل وإغماض عينيه، وينهالون عليه بالضرب والركل بالأرجل وأعقاب البنادق طيلة فترة نقله إلى مركز التحقيق، مشيرا إلى أن رجال المخابرات الإسرائيلية يجبرون الطفل الأسير على التوقيع على إفادة باللغة العبرية لا يعرف محتواها، أو يجبرونه على الاعتراف على أطفال آخرين.
وفي رد على سؤال ل (الجزيرة)، قال الوزير الفلسطيني إن الأحكام المفروضة على الأطفال الأسرى الفلسطينيين عالية، ومتفاوتة، ومقرونة بفرض غرامات مالية، فهناك طفل محكوم بالسجن المؤبد، وثلاثة أطفال آخرين محكومون مدة 15 عاماً، وآخرون محكومون من 5- 9 سنوات، وأطفال حكموا من 1-3 سنوات بتهمة الانتماء للتنظيمات الفلسطينية، في حين حكم أطفال من 6-18 شهراً بتهمة إلقاء الحجارة!!.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved