* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
طالب عضو الكنيست الإسرائيلي أوفير بينيس من حزب العمل رئيس الحكومة أرييل شارون أن يدرس ثانية إمكانية الاستجابة لطلب الفلسطينيين بدفن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات (في حال لم يكتب له الشفاء) في مدينة القدس الشرقية. ويطرح أوفير بينيس هذا الطلب من شارون مقابل أن تتعهد كافة الفصائل الفلسطينية تجاه إسرائيل والرباعية بالهدنة بدون تحديد وقت وإخراج مدينة القدس خارج دائرة (العنف والإرهاب).
وبحسب أقوال عضو الكنيست الإسرائيلي: إن الموافقة على دفن عرفات في القدس الشرقية تؤكد وجود جاهزية إسرائيلية للحوار وتلزم الفلسطينيين بحسم موقفهم، إما الحوار وإما استمرار المواجهات. وفي نبأ لاحق صرح عضو الكنيست غدعون ساعر من حزب الليكود في تعقيب له على تصريحات أوفير بينيس فقال: إن أقوال بينيس تعبر عن إفلاس صهيوني عميق لحزب العمل. وزعم هذا العضو الليكودي (غدعون ساعر) بأن حزب العمل الإسرائيلي تبنى المواقف الفلسطينية في كل قضية جوهرية تتصل بالنزاع..!! وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرنسوا لادسو قد قال: إن مسألة كيفية إعادة رفات الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في حالة وفاته في باريس تبقى (فرضية) بالنسبة لفرنسا. ورداً على سؤال حول احتمال أن تجري فرنسا مفاوضات مع إسرائيل أو دول أخرى من المنطقة كمصر لإعادة رفات عرفات إلى مسقط رأسه فلسطين، في حال وفاته، أجاب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية انها مسألة فرضية ليست من اختصاص السلطات الفرنسية.
وتعرض (الجزيرة) هنا هذا التقرير، الذي يوضح أن العنصرية الصهيونية المغتصبة للأرض الفلسطينية، لم تأل جهداً للشماتة بالفلسطينيين أصحاب الأرض والحق الشرعيين.
ولم يختلف رأي الشارع الإسرائيلي مع رأي المسؤولين السياسيين في دولة الاحتلال.. حيث احتفل متطرفون يهود مساء يوم الخميس الماضي على طريقتهم الخاصة بالعناق في شوارع مدينة القدس القديمة حين سماعهم الأنباء التي تتحدث عن تدهور صحة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي يخضع لعلاج مكثف في مستشفى بيرسي الفرنسي. وتزامن عناق المتطرفين اليهود مع تصريح إسرائيلي ينضح بالعنصرية والفاشية، صدر هذه المرة عن وزير القضاء في دولة الاحتلال الإسرائيلي، حيث قال الوزير العلماني يوسف لبيد بكل عنصرية وقحة: إن القدس مدينة يدفن فيها اليهود ملوكهم، إنها ليست مدينة نريد أن ندفن فيها إرهابياً وسفاحاً عربياً، في إشارة إلى القائد التاريخي للفلسطينيين الرئيس ياسر عرفات..!! ومن قبله قال رئيس الحكومة الإسرائيلي أرييل شارون خلال جلسة الحكومة الأسبوعية: ما دمت رئيساً للحكومة، لن يوارى جثمان عرفات في الحرم القدسي..!! وحتى إن قادة الاحتلال يعارضون فكرة دفن الرئيس الفلسطيني في الضفة الغربية، فهم يخشون أن يسير الفلسطينيون بالآلاف إلى الحواجز المؤدية إلى مدينة القدس حاملين نعش الرئيس عرفات إذا سمح بعودة جثمانه إلى رام الله، فهم يفضلون (أي الإسرائيليين) أن يوارى الثرى في غزة، وبالتحديد في مدينة خان يونس.
هذا ويصر الفلسطينيون على حق الرئيس عرفات أن يوارى الثرى في مدينة القدس بجوار المسجد الأقصى المبارك.. والشيخ عكرمة صبرى مفتى القدس والديار الفلسطينية قال في تصريحات خاصة تنقلها (الجزيرة): إن من حق الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات أن يدفن في مدينة القدس في حالة وفاته، لقد كانت أمنيته أن يدفن بجوار المسجد الأقصى، إنها وصية لقائد عظيم للشعب الفلسطيني.. إن الرئيس عرفات أوصاني شفهيا برغبته في أن يدفن إلى جانب المسجد الأقصى في الجدار الغربي للحرم الشريف في القدس، لقد أوصى أن يدفن هناك في جدار الأقصى، حيث دفن عبد القادر الحسيني، والحسين بن علي ومحمد علي جناح وفيصل الحسيني وعبد الحميد شومان..
وكان الرئيس دوماً يتمنى ويدعو الله للعيش لليوم الذي يستطيع فيه الصلاة في المسجد الأقصى، هم لا يريدوه حياً ولا يريدوه ميتاً..
وكان د. صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين قد حث في حديث لشبكة (سي.إن.إن الأمريكية)، إسرائيل على احترام الحساسيات الفلسطينية، قائلا: اعتقد أنه من السابق لأوانه التحدث في هذه المرحلة عن الدفن أو عدم الدفن، مضيفا: أتمنى أن يفهم الإسرائيليون أنه في يوم ما سيحل السلام بيننا ويجب أن يظهروا حساسية في هذا الوقت الحرج إزاء مشاعر الفلسطينيين وعواطفهم تجاه رئيسهم التاريخي..
|