Wednesday 10th November,200411731العددالاربعاء 27 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

بلا تردد بلا تردد
يُفسدون في نهار رمضان
هدى بنت فهد المعجل

تصفد الشياطين..!
في رمضان.. تُصفّد الشياطين.. شياطين الجن، كما أخبر بذلك المصطفى (صلى الله عليه وسلم).
فماذا عن شياطين الإنس!!؟؟
وهم يفسدون في رمضان.
في نهاره، وليله دون هوادة.
ماذا عن شياطين الإنس وهم يذنبون، ويعصون الله في نهار رمضان.. وليس أي ذنب.
ليس أي ذنب!!
* فقد أقدم 3 شبان على اغتصاب سيدة سعودية أمام طفلتيها في نهار رمضان بمدينة (الدمام).. حيث عقب خروج زوجها للعمل صباحاً اقتحم 3 شبان ملثمين الشقة وتناوبوا على اغتصابها أمام طفلتيها، ثم قاموا بتصويرها عارية، وهددوا بنشر الصور على الانترنت.
جريمتهم النكراء حدثت في نهار رمضان.
أي عقوبة ستغسل ذنب خطئهم؟؟
أي قصاص يقع عليهم، من شأنه أن يشفي غليل تلك السيدة المنكوبة، ويكون قصاصاً قادراً على أن يمحو من أعين الطفلتين ما أصاب والدتهم من هتك لعرض واغتصاب متوالٍ من 3 شبان ماتت أحاسيسهم.
هل من المتوقع أن من أقدموا على فعل تلك الفاحشة في نهار رمضان أن يكونوا قد اعتادوا على صيام رمضانات سابقة..؟!!
أو صلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر..؟!!
أو صدقة تطفئ غضب الرب، فتطهرهم وتزكيهم..؟!!
أو بر والدين يدعون لهم آناء الليل وأطراف النهار؟؟؟!
هل من المتوقع أن في صحيفة أعمالهم عملاً صالحاً.. إذن فكيف يجرؤون على فعل ما فعلوه بلا ضمير، ولا رادع، ولا هوادة، ولا خشية، ولا خوف من عقاب ينتظرهم أضعافاً مضاعفة طالما أن ما أقدموا عليه، أتوا به في نهار رمضان.
* في نهار رمضان هذا العام أيضاً تمكّن مدير إحدى المدارس المتوسطة من القبض على عدة طلبة يدخنون خلال الدوام الرسمي بلا خوف، أو وجل..
فهل في العقوبات على الطلبة المخالفين للأنظمة عقوبة رادعة، وقوية تلقى على مَنْ دخن أثناء الدوام المدرسي، وفي نهار رمضان؟؟
أم أن الأنظمة متساهلة، والعقوبات حانية، تحرض على مزيدٍ من التدخين، وعلى التمادي في الأخطاء طالما أن العقوبات هينة، لينة.
الفصل الجزائي لعدة أيام، بجانب الخصم من درجات السلوك، وعدم منح الطالب شهادة حسن سيرة وسلوك حين التخرج إذا صدر منه التصرف مرة أخرى.. عقوبة أراها رادعة..
وقد يرى المسؤول عقوبة أفضل أكثر تأديباً.. وربما يقنع برأيي.. المهم أن يتخذ حياله الإجراء الرادع حتى لا يتكرر التصرف منه فيرتكبه مرة أخرى.. ولا توسوس نفس غيره لارتكاب الخطأ ذاته، وأخطاء غيرها حين عدم إيقاع العقوبة على المذنب.
* وفي نهار رمضان هذا العام كذلك أقدمت عدة طالبات على الإفطار أثناء الدوام المدرسي دون عذرٍ شرعي، وحرضن غيرهن على الإفطار..
فأين الوازع الديني.. مَنْ الذي أضعفه؟؟.. هل هو تهاون الأهل في متابعة أبنائهم وبناتهم؟؟
أو الصحبة السيئة..
أم ماذا؟
كيف يجرؤ هؤلاء على فعل كل ما فعلوه آنفاً وفي نهار رمضان؟؟
ما الذي تداعى فيهم؟ ومات؟
الضمير.. أم الوازع الديني.
ما الذي يدفع شباباً في نهار رمضان على عرقلة النساء والفتيات عن ممارسة رياضة المشي باعتراض طريقهن..
والتلفظ عليهن بألفاظ مزرية لا تمثل عاداتنا ولا تقاليدنا ولا تعاليم ديننا السمحة.. فيمتد الإزعاج ويتفاقم ويزداد بعد الإفطار، وبعد صلاة التراويح، فلا مجال للنساء في ممارسة رياضة المشي إلا في حدود ضيقة جداً.. أو بصحبة وحماية من محرم.. وإلا فإن الشاب لا يتورع عن مضايقتهن..
وتنفيرهن من ممارسة رياضة نصح بها الأطباء، وغير الأطباء.
دوريات الشرطة لا تمارس عملها بإخلاص وتفانٍ.. وإلا لما تمادى الفتية في إزعاج النساء بمجرد رؤية عباءة سوداء بداخلها امرأة تمشي، أو تعدو.
الى أي مستوى وصل له أبناؤنا، وشبابنا، ورجالنا، حتى يتمادوا في مضايقة النساء، وملاحقتهن، ومتابعتهن حين سيرهن أو ممارستهن للرياضة..!!
أليس من حق المرأة السير؟؟
وهل من ذنب ارتكبته إن هي سارت على قدميها؟؟
توقعنا أن رمضان بحرمته، وروحانيته، سيردع مَنْ في قلبه مرض، ويترك النساء دون مضايقتهن.. ولكن!! وللأسف من ابتلي قلبه بمرض لا فرق عنده بين شهر رمضان، وباقي شهور العام.
ولا بين نهار رمضان.. وليله.. وفجره!!
فهل تتكفل الجهات المسؤولة بتصفيد شياطين الإنس قبل أن يستشري الضرر؟؟؟!

ص . ب - الدمام 31443
فاكس: 8435344 - 03


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved