بينما كنت أتصفح (جريدة الجزيرة) الغراء في عددها 377 (23) الحجة 91 وقع نظري على موضوع بعنوان (إلى الأمام يا فتاة الجنوب) بقلم فتاة حجبت اسمها وراء رمز (زهرة الجنوب) وهنا وقفت طويلاً أتأمل أي زهرة هذه.. والزهر أنواع كثيرة.. ولكنني اقتنعت أن الزهر لا يعرف الكتابة وأن الكلمات لا يبينها في أسطر الورق إلا أناس من بني البشر.
وهذا التأمل لماذا هؤلاء الذين يكتبون من وراء الستار أو بكلمة أصح يكتبون بالرموز والأسماء المستعارة هل لأنهن يردن المحافظة فلا يستطعن الإباحة بأسمائهن خلف المواضيع التي يكتبنها في صفحات الجرائد والمجلات، أم أن هناك من الأقرباء والأهل من لا يريد أن يرى اسم قريبته صريحاً في جريدة أو مجلة.. إن صح أي من هذين الاحتمالين فقد يكون مصدر جهل أو عصبية جاهلية.
وهنا أسأل ما هي المساوىء التي تعود على أي كاتبة تكتب اسمها الصريح في أي موضوع تريد نشره في جريدة أو مجلة؟ ثم ان هناك من المحررات والكاتبات وصاحبات المواهب من يكتبن أسماءهن صريحة وبالخط العريض ولا يجدن أي حرج في ذلك.. وأضرب لذلك مثلاً المشرفة على تحرير هذه الصفحة التي تُعنى بشؤون المرأة السيدة (عنان الرواف) فهي لا تكتب من وراء الستار، ولو كان ذلك لما استطاعت زهرة الجنوب ولا غيرها من الكتابة إليها لنشر مواضيعهن.إن الكثيرات من المتعلمات اللاتي خرجن على قاعدة الكتابة من وراء الستار يكتبن مواضيعاً طويلة في مختلف المجالات ولا يرين في ذلك أدنى حرج من أن يضعن أسماءهن خلف تلك المواضيع التي تطرقن إليها ولم يذكر عليهن أحد ذلك.إن الذي يتكلم من وراء الستار لا يقبل منه الكلام وان قبل فقد يكون مجاملة لأن الحياة عودتنا على الجد والعمل بثبات خلف كل رأي سديد وفكرة بناءة، وأعني بذلك أنه يجب على صاحبات المواهب والراغبات من الطالبات وغيرهن من اللاتي يجدن قدرة على الكتابة أن يفصحن بأسمائهن خلف تلك المواضيع ليقتدي بهن أُخريات يردن الخروج إلى الميدان لمعالجة المشاكل الاجتماعية وغيرها خصوصاً في دنيا بنات حواء اللواتي هن في أمس الحاجة إلى مناقشة كثير من مواضيعهن الاجتماعية وغير الاجتماعية، وأعتقد أن الفكرة لا تهضم إلا بمعرفة من أين صدرت فهي كالطعام لا تقبله النفس إلا بعد معرفة أين طُهي.وأرجو سلفاً أن تعذرني (زهرة الجنوب) فلست أريد أن أتفلسف في هذا الموضوع لأنني لا أعنيها بالذات ولكنني أخاطب بنات حواء ككل وأنني في نفس الوقت أقدر لها هذه المحافظة ومحاولة عدم تسليط الأضواء عليها ولكني من جهة أخرى لا أريد وغيري من القراء أن تبقى المواضيع تكتب في الصحف والمجلات من وراء الستار بالرموز والأسماء المستعارة وأيضاً أريد إفساح المجال لغيرك ليندفع في المساهمة في معالجة مشاكلنا الاجتماعية وما أكثر تلك المشاكل.
إنني لا أعتقد أن تلك المواضيع تستوجب حجب اسم الكاتبة عن القارئات، فمثلاً قد تريد إحدى القارئات أن تستفيد منك أو تحاول مناقشتك في أي موضوع هادف أو بناء ولكنها لا تدري من هي زهرة الجنوب ولا من أين تتكلم.. إن الكاتبة الجريئة يا أختي لايهمها عدم حجب اسمها بقدر ما يهمها معالجة المواضيع المهمة إذا كانت واثقة من نفسها، مؤمنة برسالتها وهادفة في كلمتها، فالاسم ليس إلا وسيلة للايضاح، ونصيحتي هذه ليست لك وحدك ولكنها عامة والله من وراء القصد
.تعليق:
إن اسم الأخت زهرة الجنوب معروف لدي، فهي قد أرسلته صريحاً وطلبت مني إخفاءه خلف زهرة الجنوب وذلك تلبية لرغبة أسرتها كما ذكرت في رسالتها وليس في ذلك ملامة مسايرة منها لظروف البيئة وتقاليد الأسرة.
المحررة |