في مثل هذا اليوم من عام 1935م استولت القوات اليابانية على مدينة شنغهاي أهم موانئ الصين والمركز الاقتصادي الرئيسي لها.
فعلى الرغم من الفارق الهائل في المساحة وعدد السكان بين الصين واليابان لصالح الصين إلا أن الصينيين عانوا لسنوات طويلة من النزعة العدوانية لليابانيين الذين كانوا يرون أن الصين وشبه الجزيرة الكورية وغيرهما من دول شرق وجنوب شرق آسيا مناطق نفوذ لليابان في مواجهة النفوذ الاستعماري الأوروبي والأمريكي فيها،وفي عام 1895 استولت اليابان عنوة على تايوان وبنغهو التابعة للصين. كما استولت على كميات هائلة من الفضة بلغت 230 مليون ليانج من الفضة والليانج هو وحدة الوزن الصيني (16 ليانج تعادل 500 غرام). كما ارتكبت قوات الاحتلال الياباني مذابح مروعة في الصين بلغ عدد ضحاياها حوالي 650 ألف شخص. في الوقت نفسه لم تكن اليابان تمتلك من القدرات البشرية ما يمكنها من احتلال كل الأراضي الصينية فاتبعت سياسة الاحتلال بالقطعة ،وقد استمرت الأطماع اليابانية في الصين خلال القرن العشرين. ففي نهاية 1931بدأت اليابان هجومها في الشمال الشرقي (منشوريا) وخلق (دولة ماتشوكو) المصطنعة. وفي 1933 تابعت اليابان زحفها حتى احتلت خمس مقاطعات وحاولت إقامة دولة أخرى تجمعها.
لم تحاول حكومة تشانج كاي شيك الصينية مقاومة الغزو الياباني وحافظت على علاقات سرية مع الاحتلال الياباني. وفي 1933 وافق على منطقة منزوعة السلاح بينه وبين ودولة ماتشوكو وبالتالي اعترف ضمنيا بكيان تلك الدولة العميلة. وفي سنة 1935 أبرم معاهدة سرية مع اليابان تنص على اعتبار الصين الشمالية محايدة وتعهد تشانغ بقمع أي عمل أو قول معاد لليابان.
وفي العام نفسه استأنفت القوات اليابانية احتلال مساحات جديدة من الصين فاحتلت مدينة شنغهاي. واستمرت هذه الحملة اليابانية من صيف 1937 إلى خريف 1938 وأدى إلى احتلال خمس مقاطعات شمالية حتى بداية الحرب العالمية الثانية، ومع بداية الحرب العالمية الثانية شددت القوات اليابانية قبضتها على مناطق احتلالها في الصين واستخدمت أقصى درجات القمع في مواجهة أي حركة تمرد كما استنزفت الموارد البشرية والمادية للصين لتمويل المجهود الحربي الياباني ، وبعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية اضطرت إلى الانسحاب غير المشروط من كل الأراضي الصينية. ورغم ذلك مازال الصينيون يطالبون اليابان بالاعتذار الرسمي والتعويض عن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها في حق الشعب الصيني خلال سنوات الاحتلال.
|