في مثل هذا اليوم من عام 1918 تخلى القيصر فيلهيلم الثاني آخر قياصرة الإمبراطورية الألمانية عن العرش بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى لتنتهي فترة الحكم الملكي الألماني وإعلان قيام الجمهورية الألمانية.
ولد فيلهيلم الثاني قيصر ألمانيا وبروسيا وهو فريدريش فيلهيلم فيكتور ألبيرت فون هوهنزوليرن في السابع والعشرين من يناير عام 1859 في برلين، وكان ولده هو ولي العهد فريدريش وزوجته الأميرة البريطانية فيكتوريا. وقد كانت ولادته متعثرة مما أدى إلى إصابته بالشلل في ذراعه اليسرى.
درس في جامعة بون في ألمانيا. وعند وفاة فيلهيلم الأول في التاسع من مارس عام 1888 تولى والده فريدريك عرش ألمانيا وأصبح هو ولياً للعهد. ولكن سرعان ما رحل الأب عن الحياة متأثراً بإصابته بسرطان الحلق في يونيو عام 1888 ليصبح فيلهيلم الثاني ملكاً لألمانيا وبروسيا.شهدت سنوات حكمه محاولات عديدة من أجل تأكيد مكانة ألمانيا كدولة أوروبية عظمى وسعى إلى ضمان نصيب لبلاده في كعكة المستعمرات الإفريقية والآسيوية التي كانت فرنسا وبريطانيا تقتسمانها تقريباً. ورفع شعار (مكان تحت الشمس) تعبيراً عن رغبة بلاده في مد نفوذها الاستعماري.وكانت القوات البحرية في ذلك الوقت هي كلمة السر من أجل ضمان نفوذ استعماري فيما وراء البحار؛ فشكل الإمبراطور الألماني قوة بحرية ألمانية قاربت القوة البريطانية التي كانت تعتبر سيدة البحار.ومع أنه من الصعب على المؤرخين اتهامه بالمسئولية عن إشعال الحرب العالمية الأولى عام 1914 إلا أنهم يتفقون على أن إمبراطور ألمانيا لم يبذل الجهد المطلوب لمنع اشتعالها في أعقاب اغتيال ولي عهد النمسا في البوسنة والهرسك؛ فقد تحالف مع الإمبراطورية النمساوية المجرية وشجع خطها المتشدد في منطقة البلقان. ورغم أنه فقد صبره على ممارسة هذه الإمبراطورية في اللحظة الأخيرة إلا أن الوقت كان قد فات لكي يمنع نشوب الحرب التي كلفته عرشه وكلفت عائلته ملكها بالكامل.
|