في مثل هذا اليوم من عام 1729 وقعت فرنسا وبريطانيا وإسبانيا معاهدة سلام ثلاثية عرفت باسم (معاهدة إشبيلية) في أعقاب سنوات من الحرب التي شاركت فيها العديد من الدول الأوروبية التي انقسمت إلى فريقين الأول تقوده إسبانيا ويضم معها فرنسا وهولندا، والثاني يضم بريطانيا ومعها عدد من الإمارات الأوروبية.نصت هذه المعاهدة على توقف التبادل التجاري بين الجزر البريطانية والمستعمرات الإسبانية سواء في العالم الجديد، وبخاصة أمريكا الجنوبية أو في آسيا، وأن تكون إسبانيا وتجارها هم الوسيط الوحيد بين البريطانيين وهذه المستعمرات، في المقابل تسمح إسبانيا للسفن البريطانية بعبور المياه الإسبانية.وكانت هذه المعاهدة دليلاً على إنهاك طرفي الصراع دون أن يتمكن أي طرف من حسمه عسكرياً لصالحه، فقبل كل منهما أن يتنازل عن جزء من أطماعه مقابل وقف النزيف البشري والاقتصادي.
وكان القرن الثامن عشر هو قرن الصراع الاستعماري بين إسبانيا الإمبراطورية التي بدأت شمسها تغرب، والجزر البريطانية التي كانت شمسها تتجه بقوة إلى كبد السماء والتي لم تتوقف محاولاتها من أجل التهام المستعمرات الإسبانية سواء في الأمريكتين أو في آسيا.
لذلك لم يكد ينتهي القرن حتى كانت إسبانيا إمبراطورية سابقا وحلت بريطانيا محلها في أغلب مستعمراتها تقريباً. وفي ظل هذا المناخ السياسي لم تصمد هذه المعاهدة أمام المطامع الاستعمارية لكل أطرافها أكثر من عامين فقط.
ففي عام 1731 ادعى البحار البريطاني (روبرت جانكينز) قائد السفينة (ريبيكا) أن حرس السواحل الإسبان قطعوا أذنه. وقد أثار هذا الحادث توتراً واسعاً في بريطانيا.
|