في مثل هذا اليوم من عام 1980 أعلن الرئيس العراقي السابق صدام حسين الحرب ضد إيران بعد إلغاء معاهدة الجزائر التي سوت النزاع بين الجانبين بشأن السيادة على منطقة شط العرب.. وصدام حسين هو الذي وقع هذه المعاهدة عندما كان نائباً للرئيس عام 1975م. وعندما تولى الحكم عام 1979خلفاً للرئيس أحمد حسن البكر تزامن ذلك مع قيام الثورة الإسلامية في إيران بزعامة الخميني. ورفع النظام الإيراني الجديد شعار تصدير الثورة الإسلامية إلى الدول المجاورة وبخاصة العراق ودول الخليج، فسارع الرئيس العراقي بمساندة من الدول الغربية وبخاصة الولايات المتحدة إلى إعلان الحرب على إيران عام 1980 بدعوى استعادة السيادة على منطقة شط العرب المتنازع عليها ووقف الدعم الإيراني للمتمردين الأكراد في العراق.في بداية الحرب نجحت القوات الإيرانية في تحقيق مكاسب كبيرة على الأرض حيث كانت تتمتع بقدرات تسليحية عالية ورثتها عن فترة حكم الشاه عندما كان الشاه هو أقرب حلفاء أمريكا في المنطقة ويمتلك واحداً من أقوى الجيوش التقليدية. واستولت القوات الإيرانية على شبه جزيرة الفاو العراقية. ولكن الدعم العربي الكبير للعراق في هذه الحرب على أساس أن العراق كان يقاتل من أجل حماية البوابة الشرقية للعالم العربي ثم المساندة الأمريكية الهائلة للعراق وتزويده بأحدث الأسلحة بما في ذلك الأسلحة الكيماوية ساعدت في قلب موازين القوة في هذه الحرب خلال النصف الثاني من الثمانينيات.وتمكنت القوات العراقية من استعادة شبه جزيرة الفاو. كما نجح العراق في تطوير صواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب المدن الإيرانية وبخاصة المنشآت النفطية في ميناء عبدان.
وحاولت إيران الرد على استهداف منشآتها النفطية بمحاولة ضرب ناقلات النفط في مياه الخليج العربي وبحر العرب مما أدى إلى إرسال الولايات المتحدة الأمريكية لقطع من الأسطول السادس المرابط في البحر المتوسط لحماية ناقلات النفط في الخليج من أي اعتداءات إيرانية.وبعد الضربات العسكرية المؤلمة التي تمكنت القوات العراقية من توجيهها إلى الإيرانيين أعلن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية الإمام الخميني عام 1988 قبوله وقف إطلاق النار مع العراق وقال قولته الشهيرة (إني أتجرع السم وأنا أعلن قبول وقف إطلاق النار).
وقد أسفرت هذه الحرب عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص بالإضافة إلى تشريد ملايين آخرين على الحدود بين الجانبين. كما استنزفت الحرب الموارد الاقتصادية الهائلة للدولتين على الرغم من أنهما من أكبر منتجي النفط في العالم وبخاصة العراق الذي يمتلك ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم بعد المملكة العربية السعودية.
ولم يكتف صدام حسين بتلك الحرب المدمرة. فلم يمر سوى عامين تقريبا حتى قام بغزو واحتلال الكويت في أغسطس عام 1990،حيث استغلت الولايات المتحدة الفرصة وشكلت تحالفاً عسكرياً لشن حرب تحرير الكويت في يناير 1991، وكانت هذه الحرب بداية النهاية لنظام صدام حسين الذي أطيح به في التاسع من إبريل عام 2003 عندما احتلت القوات الأمريكية بغداد.
|