حينما كنت أطالع الجزيرة في عددها 11682 توقفت عند صفحة (العزيزة) لأقرأ تعقيباً للدكتور عبدالله بن ناصر السدحان الوكيل المساعد للتنمية الاجتماعية بوزارة الشؤون الاجتماعية على مقال د. خالد الشريدة حول مراكز الأحياء وأنها ضرورة حضارية، فوجدت الدكتور عبدالله قد ترجم الهم الاجتماعي الذي يحمله إلى واقع عملي، حيث أوضح مشكوراً أهمية المراكز الاجتماعية والتربوية في الأحياء وأنها (الرئة الاجتماعية التي يتنفس من خلالها الحي وساكنوه بمختلف مشاربهم وشرائحهم.. وأنها المحضن التربوي والمورد الثقافي لساكني الحي...).
ولا شك أن وكالة الوزارة للتنمية الاجتماعية تعمل بحرص وجد على تفعيل الحس الاجتماعي الغائب أو المغيب مع الأسف في أغلب الأحياء.. حيث شجعت الوزارة على تنشيط الأحياء اجتماعياً حينما حث الدكتور عبدالله أهالي الأحياء على المبادرة بطلب إنشاء مثل هذه المراكز الاجتماعية.. التي أصبحت ضرورة ملحة في الحياة المدنية المتحضرة التي ألغت ما تميز به المجتمع المسلم من تعاون وتكافل اجتماعي...
وقد حمل المسؤولون في مركز الإحسان الخيري ببريدة على عاتقهم هذه الفكرة وقاموا بدراستها وتنظيم متطلباتها.. والسعي لتحقيق أهدافها المرجوة.. وتم التنسيق وأخذ موافقة الجهات المختصة التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية.. فخرجت ولله الحمد فكرة برنامج متميز يهدف إلى رفع مستوى سكان الحي تربوياً واجتماعياً وعلمياً.. ولا سيما أن كثيراً من الآباء انشغل عن أبنائه تربوياً ودراسياً فجاءت هذه الفكرة من (مركز الإحسان الخيري ببريدة) وذلك بعد توفيق الله تعالى واختيار نخبة من المتميزين من المربين والمعلمين الذين سيساهمون بإذن الله في نجاح باكورة تنشيط الحي اجتماعياً وتربوياً وعلمياً.
وسيتم تنفيذ البرنامج وفق آلية مدروسة ومنظمة تساهم في بث روح التكافل الاجتماعي وتنمية الجوانب التربوية والعلمية.. من خلال بعض مناشط هذا المركز المتمثلة في دورات علمية وعملية في فنون التعامل مع الوالدين والجيران والأقارب والمعلمين والأصدقاء.. وغيرها من البرامج والدورات التربوية التي تساهم في غرس الكثير من الفضائل والقيم الإسلامية النبيلة.. وتبث الوعي تجاه هذه الفنون الضرورية والتي يحتاجها الكبار والصغار.. علاوة على الدورات المنظمة في حفظ القرآن وتجويده.. والحاسب الآلي.. والإلقاء وفن الخطابة.. وغيرها من البرامج الأخرى الرياضية.. والمسرحية.. والثقافية.. التي تخدم المجتمع وتقوي أواصره الاجتماعية.
ونحن بدورنا في مركز الإحسان الخيري نشارك د. عبدالله مناشدته الملحة (بالمطالبة بالمرونة في تخصيص بعض الأراضي في المخططات السكنية لتكون مرافق اجتماعية على غرار المرافق الصحية والتعليمية وكذا المرونة الإدارية لدى وزارة التربية والتعليم من خلال الدعم المعنوي للمعلمين والمعلمات الذين سيشاركون في إدارة هذه المراكز وتنفيذ برامجها).
وأخيراً.. نشكر د. عبدالله على هذا الحس الاجتماعي المترجم واقعياً.. ونأمل أن يتحقق من خلال ما طرحه الدور الاجتماعي والتربوي للأحياء.
عبد العزيز بن عبد الله السعدون
بريدة |