جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان).
ففي هذا الحديث دليلٌ على مشروعية الاعتكاف، وهو لزوم مسجد على وجه القربة من شخص مخصوص بصفة مخصوصة. والاعتكافُ ليس بواجب، وإنما هو نافلة من النوافل.
قال ابن القيم- رحمه الله- مبيّناً المقصود من الاعتكاف: (وشرع لهم الاعتكاف الذي مقصوده وروحه عكوف القلب على الله تعالى وجمعيته عليه، والخلوة به عن الاشتغال بالخلق، والاشتغالُ به وحده سبحانه؛ بحيث يصير ذكرُه، وحبُّه والإقبال عليه في محلِّ هموم القلب، وخطراته؛ فيستولي عليها بدلَها، ويصير الهمُّ كله به، والخطراتُ كلُّها بذكره، والتفكرُ في تحصيل مراضيه، وما يُقرِّب منه، فيصير أُنسُهُ بالله بدلاً عن أنسه بالخلق؛ فيُعدُّهُ بذلك لأُنسه به يوم الوحشة في القبور حين لا أنيسَ لَه، ولا ما يَفْرَحُ به سواه؛ فهذا مقصودُ الاعتكاف الأعظم) انتهى كلامه رحمه الله. اللهم آنس وحشتنا في القبور، وآمن فزعنا يوم النشور، وصلِّ اللهم على نبينا محمد.
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم المشرف على موقع دعوة الإسلام
- www.toislam.net الزلفي |