Tuesday 9th November,200411730العددالثلاثاء 26 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

ركوب المرأة مع السائق.. خلوة محرمة ركوب المرأة مع السائق.. خلوة محرمة
صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان (*)

لا يخفى على الجميع عناية الإسلام بحفظ الفروج والأعراض وحفظ النسل وتجنيب المجتمع المسلم الجرائم الخلقية. قال الله تعالى:{وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً} والنهي عن قربان الشيء أبلغ من النهي عن الشيء نفسه لأنه نهي عنه وعن الوسائل الموصلة إليه فلذلك نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن سفر المرأة بدون محرم ونهى عن السفور وأمر بغض البصر كلا من الرجال وأمر النساء بالحجاب ونهى عن تبرج المرأة بالزينة وتطيبها عند الخروج من البيت. ونهى عن الاختلاط بين الرجال والنساء حتى في مواطن العبادة فأمر صلى الله عليه وسلم بتأخير صفوف النساء عن صفوف الرجال في الصلاة حتى ولو كانت المرأة وحدها فإنها تقف في الصلاة خلف الصف قال صلى الله عليه وسلم:(أخروهن حيث أخرهن الله) ونهى المرأة أن تخضع بالقول لئلا يطمع بها الذي في قلبه مرض. كل هذه الأمور من باب الوقاية من الوقوع في الفاحشة (والوقاية خير من العلاج). والذي نحن بصدد الحديث عنه هو ركوب المرأة وحدها مع سائق غير محرم لها وقد أفتى كثير من العلماء المحققين بتحريم ذلك لأنه نوع من الخلوة المحرمة وعلى رأسهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - لأن الخطورة في ذلك أشد من الخلوة في غير السيارة لأن السيارة بيد السائق يتحكم فيها كيف يشاء ولا يمكن المرأة التخلص منه إذا أراد أن يهرب بها - وفي الواقعة التي حصلت في الطائف من يومين ونشر خبرها في بعض الصحف أعظم شاهد على ما ذكرنا حيث جاء في الخبر أن ممرضة ركبت مع رجل غير محرم لها فأراد الهرب بها ولما لم تتمكن من التخلص منه فتحت باب السيارة وقذفت بنفسها على الرصيف رغم ما في ذلك من خطورة على حياتها. فهذه القصة تعطي أعظم شاهد على تحريم ركوب المرأة وحدها مع سائق غير محرم لها فهل يتنبه لذلك من يتركون بناتهم ونساءهم يركبن منفردات مع السائقين للذهاب للدراسة أو للعمل أو للسوق أو لأي غرض كان. فعليهم أن يتقوا الله وعلى النساء أن يتقين الله ويأخذن من هذه الواقعة أكبر واعظ (والسعيد من وعظ بغيره) وفق الله الجميع للبصيرة في دينه والمحافظة على المحارم والحرمات. ووقانا شر الذين يتبعون الشهوات ويريدون أن نميل ميلاً عظيماً.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

(*) عضو هيئة كبار العلماء


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved