تمثِّل المخاوف الوظيفية والأسرية والخيارات المتاحة أبرز الهموم للمرأة العاملة، خصوصاً في المجال الذي يتطلب تنازلاً في الوقت وزيادة في الجهد بغض النظر عن العائد أو المحفِّز.
وحتى توفَّق المرأة بإذن الله في التجاوز لبعض المصاعب التي تواجهها في التوفيق بين العمل وشبكة العلاقات القائمة فيه وبين المنزل والأسرة وما يستلزم من أمور فهي ولا بد أن تكون مالكة للقدرة على تحويل المخاوف إلى خيارات بحيث تنتقي منها ما يصلح ويناسب عن ثقة وبإقدام أكثر من أن تنظر إليها كمخاوف يترتب عليها أضرار قد تتفاقم إلى عواقب وعلى بسيط المثال لو أن امرأة خيِّرت بين العمل وبين مد يد العون وطلب الكفاف فهي سوف تتأمل وتحاسب نفسها كثيراً بين أن تدخل في سلك العمل والضغوط اليومية على حساب الأسرة والالتزامات والمحاذير الأخرى وبين أن تطلب المساعدة مالياً كلما عنت لها الحياة بحاجة من أحد، والقصد أن المخاوف والخيارات سلسلة من الحلقات التي لا تنتهي وتتطلب الصبر ومجاهدة النفس والمحاورة ولأن دافعية العمل للمرأة أقل بكثير من الرجل للمتلازمات الدائمة كالبنية البدنية والتحمل والمشقة، وأن المرأة تستهلك مشاعرها في العمل أكثر من الرجل وغيرها..
لأجل ذلك ليس من السهل على الكثير من النساء أن تدخل إلى العمل لمجرد العمل أو للوجاهة، بل لا بد أن تهدف من خلاله لنشر وتبني رسالة سامية في المجال الذي تعمل فيه طباً كان أو تربيةً أو تعليماً أو خدماتٍ اجتماعيةً أو غيرها، أو حتى الأعمال التطوعية على أن الضرورات والملحات للعمل من عدمه تحددها المرأة نفسها، والمهم في التعامل مع هموم ومتطلبات العمل هو النظر إلى المخاوف على أنها خيارات يُنتقى منها الأفضل.
|