من فضل الله ونعمائه على هذه البلاد أن حباها باحتضان الحرمين الشريفين ومشاعر الحج المبارك فضلاً عن انطلاق الدعوة المحمدية من أراضيها ثم هيأ لها قيادة تطبق الشريعة الإسلامية كما فجَّر الله تعالى من أراضيها الذهب الأسود حيث تساعدها هذه الثروة على خطط التنمية مع شعب وفي خيِّر يسارع إلى مساعدة المحتاج عبر الجمعيات الخيرية الكثيرة والمنتشرة في أنحاء البلاد.. وتزداد عطاء في شهر رمضان المبارك حيث تتضافر جهود الدولة مع الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال الاخيار لتوزيع الزكاة والصدقة على مستحقيها.. وإخراج سجناء الحقوق الخاصة.
ورغم هذه التظاهرة الإنسانية من الجميع إنني أرى غياباً ملفتاً للنظر من قبل المستشفيات الخاصة والعيادات الطبية بتخصيص يومي الخميس والجمعة لعلاج الفقراء والمساكين مجاناً فعلى مدار السنوات الماضيات لم أقرأ أو أسمع أو أشاهد مثل هذا العمل الإنساني.. بل أراها ترفع أسعار العلاج بين الفترة والأخرى مما يزيد معاناة الفقراء والمساكين..!!
فرص العمل
يخرج الشاب أو الشابة من الثانوية العامة فيبادر إلى البحث عن عمل لمساعدة نفسه وأسرته وخدمة وطنه.. فيقال له: اذهب وأحضر لنا دبلوم حاسب آلي أو نحو ذلك. فيذهب ويسجّل في احد المعاهد التي كتب على لوحتها الخارجية تحت إشراف وزارة التربية والتعليم أو تحت اشراف وزارة العمل والشؤون الاجتماعية قبل انفصالها ويدفع رسوماً من دم قلب والديه وكذلك الشابة ثم يستلم الدبلوم فيذهب به للقطاع الحكومي فلا يعترف بدبلومه ويقول له: اذهب فصدّقه من الوزارة المختصة فيذهب به فتقول له: لا نعترف بهذا المعهد وهذا الدبلوم.. فيقول لهم: ولماذا سمحتم لهذا المعهد بتعليق لوحة يذكر فيها أنه تحت إشرافكم.. فلا يجد جواباً ،ان الواجب على هاتين الوزارتين أن تقوما بجولات على هذه المعاهد وتشطب اشرافها عنهم حتى لا يتورط الشاب أو الشابة بهذا الإعلان المكشوف.. ويعاد تصنيف هذه المعاهد لتخرج الغث من السمين، حتى لا يتورط الناس بدفع مالهم وأوقاتهم لهذه المعاهد التي لا تعترف بها الوزارات.
الزواج الطلاق
نشرت الأستاذة إقبال السباعي: (هل نستطيع اليوم وفي ظل الضغوط الاقتصادية التي يعاني منها الشباب والانفتاح على العالم الخارجي والإغراءات والمثيرات التي تحوط بالشباب من كل حدب وصوب أن نطالبهم إذا لم يتمكنوا من القدرة على الزواج أن يصوموا) ثم إذا استطاعوا الزواج مادياً في أعمار صغيرة سيظلوا إلى متى في منزل والديهم لأنهم لم يتعلموا إدارة شؤون ومسؤولية المنزل، أتذكَّر أن شاباً استقل مع زوجته بمنزل عن والديه.. ولكنه ظل يحضر الطعام من منزل والديه تارة. وأخرى من المطاعم، وتارة الزوجة هي التي تحضر ذلك من أهلها، بطبيعة الحال: لا أبرىء اهاليهم بعدم تربيتهم على الخدمة المنزلية وبالتالي يلجأون لأبغض الحلال وهو حلال عندما تستحيل الحياة وتتعقد بين الشريكين، وهو أبغض لشق قلب الأسرة وتفكيك أواصرها.
ومن هنا جاء مفهوم المودة والرحمة ضرورياً للغاية. قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} إن منزلي يقع بجوار محكمة الأنكحة تصادفني صباحاً وبعد الظهر (مناظر) أزواج يطلقون، وزوجات تطلبن الطلاب، وبينهم من يطالب بالنفقة أو يطالب بالحضانة.. واطفال مشدوهون لا يعلمون شيئاً.
الإنسان والقط
كتب الأستاذ مصطفى الخولي يقول: مكافأة ألف جنيه نقداً لمن يعثر على هذا القط.. كان ذلك هو الإعلان المنشور في جريدة محلية، وبجواره صورة القط. مع ملاحظة أن القط اختفى بمنطقة كفر عبده بالإسكندرية ومع فقرة تقول: يُرجى التأكد من أوصاف القط الموضح بالصورة قبل الاتصال على أرقام التليفونات المذكورة. ثم تساءل الاستاذ الخولي: إذا كانت المكافأة ألفاً فكم يكون ثمن الأستاذ القط؟. وإذا كان صاحبه يدفع الفاً في القط.، فكم يدفع في كلب؟ ثم في إنسان.. وكم يدفع لطفل مشرد أو عجوز مريض..؟
|