اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بالقصيم من اللجان الحيوية التي تعمل لبناء الإنسان وتبني قضية وإنشاء جيل وهي هيئة أهلية مستقلة أُنشئت بقرار وزاري وتُعنى برعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم كما تساهم في إعادة تأهيلهم وتحصينهم ضد العودة للجريمة.. وتهدف إلى تهذيب نزلاء الإصلاحيات والسجون والوقوف مع أسرهم مادياً ومعنوياً حتى يتجاوزوا هذه الأزمة.. وتتميز هذه اللجنة بتنوع برامجها وصلاحيتها للفئات المستهدفة وإيجابياتها الفاعلة.. ومما زادني إعجاباً بهذه اللجنة وعملها في القصيم إعدادهم لورشة عمل أُقيمت بالادارة العامة للتربية والتعليم بالقصيم واعتمدت على أربعة محاور علمية تمَّ طرحها على أربع مجموعات من المرشدين ومديري المدارس وخرجوا بعدد من الآليات والتوصيات التي يمكن العمل على تنفيذها للرفع من مستوى أداء الخدمة الاجتماعية والنفسية لهذه الفئة من خلال دورهم داخل المدارس.
* المحور الأول.. وهو مهارة تحديد المشكلة واكتشافها وقد تمثَّل هذا المحور في تفعيل السجلات والملاحظة المستمرة بما يدعم العمل الإرشادي لاكتشاف حاجات ومشكلات هذه الفئة ويمكن تطبيقه من خلال التعرف على بناء السجناء بالاطلاع على السجلات وما يلاحظه المعلم والمرشد على سلوك الطلاب أثناء النشاط المدرسي كآلية لاكتشافهم مع العمل على تطوير بعض الاجراءات النظامية بإصدار بعض التعاميم المنظمة لذلك.
* المحور الثاني.. مهارة تحديد الاحتياجات.. وقد تمثَّل هذا المحور في إعطاء الفرصة للطلاب للتعبير عن مشاعرهم تجاه مشكلاتهم للحفاظ عليهم من الوقوع في الانحرافات السلوكية وغيرها.. ويمكن تفصيل هذا المحور خلال المطالبة في تفصيل المقابلة لاكتشاف الحالات واستقصاء المعلومات عن ابن السجين بالمدرسة..
* المحور الثالث.. مهارات خلق الاتجاهات.. وقد تمثلت هذه المهارات في الدوافع الايجابية للطلاب أبناء السجناء وتنمية قدراتهم على شغل الفراغ بما يعود عليهم بالنفع مع مساعدتهم بعمل برامج للاستذكار الجيد وكذلك تنمية الاستقلالية والاعتيادية على النفس بإسناد بعض الأدوار داخل المدرسة ضمن المناشط المقررة مما يعزز ثقتهم بأنفسهم.
* المحور الرابع.. مهارات المواجهة النفسية.. وقد تمثلت في تنمية قدرات أبناء السجناء من الطلاب على مواجهة الضغوط والتي قد تدفعهم إلى ترك الدراسة من خلال الإحساس بالدونية أو العزلة ويمكن تجاوز ذلك من خلال تطوير آليات العمل المهني في اكتشاف أبناء السجناء على الاستمرار في البحث عنهم وتفقُّد أحوالهم ودعمهم من خلال تواصلنا مع مؤسسات المجتمع والعمل على مشاركتهم لزملائهم في جميع المناشط التي تقوم بها المدرسة.. وهذه الورشة التي نتوقع منها نتائج عظيمة كانت بإدارة الدكتور محسن المحسن أستاذ مساعد بجامعة القصيم والأستاذ عبد الرحمن بن ناصر السلمي عضو اللجنة الوطنية والأستاذ سليمان التمير مدير إدارة الارشاد الطلابي بالإدارة العامة للتربية والتعليم بالقصيم ولقد خرجت بعدة توصيات من أهمها:
1- يأمل المرشد الطلابي الموافقة على اصطحاب أبناء السجناء في عمل زيارة خاصة لآبائهم لتوثيق الصلة واطمئنان أوليائهم على رعاية المدرسة لأبنائهم.
2- تفعيل العمل الإرشادي داخل المدرسة مما يحقق اكتشاف أو التعرف على أبناء السجناء من خلال جمع المعلومات وتطوير آلية الملاحظة المقننة لاكتشاف هذه الفئة (ويمكن ذلك من خلال إمام المسجد ومجلس الآباء).
3- على اللجنة حث الرأي العام على تغيير النظرة للسجين والمفرج عنه حتى لا يصبح أبناؤهم وأُسرهم في معزل عن المجتمع.
4- العمل على إصدار قرار بشأن اشراك جميع فئات الطلاب في الرحلات والأنشطة الطلابية دون اقتصارها على فئة بعينها.
5- تخصص اللجنة مبلغاً من المال لمساعدة أبناء السجناء مع بداية العام الدراسي لمساعدتهم على شراء مستلزمات المدرسة.
6- يمكن حصر أبناء السجناء عن طريق اعداد استمارة داخل السجون تحتوي على اسم السجين وبيانات أبنائهم الدراسية ليتم الاتصال بهم واجراء اللازم.
7- الحث على البدء في تنفيذ توجيهات وزير التربية والتعليم في التوعية داخل المدارس من خلال المناشط الاجتماعية والثقافية والدعوية وذلك من خلال:
أ - حث معلم التربية الفنية على دعم مواهب الطلاب للتعبير عن برامج اللجنة بصورة تشكيلية يمكن التنافس عليها في ملتقى علمي.
ب - تشجيع الطلاب على التعبير عن مشكلة السجناء من خلال مادة التعبير ومادة التربية الوطنية.
وهذه اللجنة بما تملكه من معلومات واحصاءات قادرة بإذن الله على الوقوف أمام التيارات الصعبة التي تواجه السجناء وأسرهم والمفرج عنهم وقضية مواجهة المجتمع.. وتحتاج من أفراد المجتمع بشتى مستوياتهم الوقوف معها ومساندتها وتقديم الدعم المعنوي والمادي فهلا كنا سباقين لهذا؟!!
|