* الرياض - حلب (تلفونياً) - فهد الغريري:
لم يتوقع رجل الأعمال سليمان الصالح أن نخلته المذكّرة التي استخدمها طوال عشرين عاماً في تلقيح نخيله ونخيل الأصدقاء والأقارب ستثمر مثل أي نخلة مؤنثة! حيث تفاجأ هذه السنة بالعذوق وهي تطل من قلب النخلة محملة برطب أحمر اللون صغير الحجم. يقول الصالح: لم أصدق عندما رأيتها بل إن كل من أخبرته بهذه المفأجاة لم يصدق وخاصة أنهم يعرفون أن نخلتي فحل طوال هذه السنين.
وقد انتقلت (الجزيرة) إلى موقع النخلة التي أطلت من وراء الأسوار وكانت الثمار واضحة رغم صغر حجمها، وللحصول على تفسير علمي اتصلنا بالدكتور راشد العبيد أستاذ البساتين المشارك في كلية الزراعة بجامعة الملك سعود حيث ذكر لنا أن هذا التحول استثنائي وشاذ ويحصل بشكل نادر في بعض الفحول، وهو عبارة عن تحولات داخلية فسيولوجية هرمونية تحدث بسبب عوامل جوية أو كيميائية وتسمّى (طفرة) وهي مثل الطفرة الجينية التي تحدث لدى الإنسان.
سليمان الصالح الذي أذهلته هذه المفاجأة كان يتساءل هل ستستمر هذه الحالة؟ وقد أجاب الدكتور العبيد بأن هذه الظاهرة لا تستمر وأن النخلة فحل وستستمر فحولتها وستعطي عذوقاً مذكّرة ربما في السنة القادمة، وأشار العبيد إلى أن هناك حالات يتغير جنسها تماماً ولا تعود لحالتها الطبيعية ولكن هذه تحدث في المراحل الأولى من عمر النخلة.
وفي سوريا أيضاً
وننتقل من الرياض إلى الأراضي
السورية وفي كلية الزراعة بجامعة حلب تحديداً حيث يعكف المختصون هناك على دراسة نفس الحالة في ظاهرة تحدث لأول مرة في سوريا، كان الاتصال عن طريق المهندس الزراعي محمد نور المغربي والذي يعمل في الرياض، وقد أكد لنا المغربي أنه ليس هناك سبب علمي واضح لهذه الحالة ولكن من المتوقع أن يكون خلفها الظروف الغذائية والبيئية، كما أن عمر النخلة قد يكون له دور لأن النخلة الموجودة في حلب تعدّى عمرها العشرين عاماً أيضاً.
وفي تتبع لأصل هذه الظاهرة يقول المغربي: النخل في الأساس يصنف على أنه Dioecious وهو مصطلح علمي ترجمته: وحيد الجنس ثنائي المسكن، أي أن هناك نخلاً مذكّراً وآخر مؤنثاً وكل نخلة في مكان مستقل، ولكن في حالات نادرة جداً تكون النخلة Monecious أي وحيد الجنس والمسكن بمعنى أن الأزهار المذكرة والمؤنثة تكون محمولة على نفس النخلة.
وعن الثمرة نفسها ومدى جودتها قال المغربي: حالتنا أساساً نخلة مذكّرة أعطتنا أزهاراً مؤنثة وهذه الأزهار عقدت (أي تحولت إلى ثمار) بدون تلقيح ولهذا فهي رديئة، ويطلق عليها علمياً اسم (شيص) وتأتي ثلاثية الشكل، ويعتقد المغربي أنه لو تم تلقيح هذه الأزهار لأعطت ثماراً طبيعية استناداً إلى أن النخل المؤنث الطبيعي لو لم يلقّح لأعطانا (شيصاً).
مقوّية جنسياً
وعن احتمال مقدرة ثمار (الشيص) على تننشيط القدرة الجنسية يقول الدكتور راشد العبيد: ربما ولكن ذلك لم يثبت وخاصة أن حبوب اللقاح نفسها تستخدم في تقوية القدرة الجنسية عندما تخلط مع المأكولات أو تشرب مع الماء، حتى أنك تجد الآن في الأسواق مشروب حبوب اللقاح.
وفي عودة لصاحب النخلة يقول الصالح: عندما رأيت هذه الثمار تذكرت ما تردد وقت القبض على صدام حول النخلة التي ظهرت في الصورة تحمل ثماراً في غير وقتها، وقد تناقشت في الموضوع مع أحد الأصدقاء وهو مهتم بالنخل مثلي فذكر لي أن لديه نخلاً في منطقة القصيم يعطي ثماراً في ذلك الوقت وأن هذا شيء طبيعي.
|