يولد الحل عادة من قلب عتمة المأزق، وفق قانون التحدي والاستجابة، فالمصاعب هي الوقود الإلهي الذي يخبرنا بأن مواقعنا القديمة قد تهرأت وبادت، وإن هناك قمة جديدة بحاجة أن نغزوها ونرفع فوقها اعلامنا، والمعوقات هي الضغط الشديد الذي يحول المادة الخام إلى طاقة ويحول مناجم الفحم إلى حجر ماسي نادر..
ووحده من يمتلك الحكمة هو من يخاتل الموانع والسدود ويحولها إلى درجات للعلو والصعود، ويعلم أنها جزءٌ من التكليف الرباني في جهادنا الأكبر، ولولاها لشحبت الحياة وتبلدت وصارت ضد الناموس الكوني القائم على التبدل والتغير.
والذي خلق الإنسان وهو وحده العالم بخصائصه البشرية، وطبائعه وأنه سرعان ما ينثني ويميل إلى نعيم الدعة ورخاوة الكسل، عندها تنثر الحياة في وجهة مجموعة من التحديات، أما أن يقارعها ويحولها إلى أجنحة للتحليق، أو تحوله هي إلى حجرٍ مثقل بالهموم يتدحرج باتجاه القاع المظلم.
المهم هنا أن نتعلم فك الرموز الخفية التي تتوارى في ثنايا المصاعب، لنعلم الرسالة التي يحاول أن يرسلها لنا الكون ليدعم مسيرة نمونا ونضجنا، لابد أن نحذق قراءة ما بين السطور لنفكك المتخفي خلف لغة المتاعب كما... تعلمنا يوماً ما أن نفك الأبجدية.
يقول حكيم صيني ما عرفت جواباً أكثر حكمة أجيب به عن تقولات وأكاذيب أعدائي أسفل القرية سوى المزيد من النجاح.
لذا فإن الانغمار في نزاعات جانبية مع من حولنا هو نوعٌ من الانتحار سوف يقصينا عن الاستغراق في هدفنا الأسمى وسوف يأخذنا بعيداً عن المسار والدرب الذي مهدناه للوصول إلى هناك.
فلندع القافلة تسير بقضها وقضيضها وما للكلاب سوى النباح، هذا هو القانون الكوني الوحيد الذي من الممكن أن نفهمه، والذي نطالعه في سير العظماء والخالدين في الحياة، فهم تعلموا أن يجعلوا من أعدائهم وقوداً للمرحلة.
هل نعود إلى جميع الأدبيات التي كانت تقول جزى الله عني الشدائد كل خير!!
ليس لأنها بينت لي العدو من الصديق، ولكنها كانت محطة الوقود التي توقفت عندها لأتزود بالمزيد من الوقود الذي يأخذني إلى أشواط أكثر تقدماً، ناموس إلهي يعطي للحياة طعمها ولونها ونكهتها، ويشرع مراكب المغامرة والتوقد من أجل المزيد من الجزر الغامضة في المحيطات القصية النائية.
|