إبراهيم الدريس أنشودة الود والمرح والتسامح التي طالما غمر أريجها وزارة التربية والتعليم ، وانتشر عبقها في منتديات الوزارة واجتماعاتها ، ليرسم البسمة على الشفاه ، ويبدد ظلمه التوتر ، ويخفف الكرب بمداخلات مرحة تعيد النصل إلى نصابه ، هكذا كنت يا أبا عبد الرحمن قنديل اجتماعاتنا ودرة ملتقياتنا ، بتواضعك الجم ، ووفائك النادر ، تؤثر الآخرين على نفسك ، ولا تحمل ضغناً أو غلاً لأحد.
عرفتك يا أبا عبد الرحمن زميلاً في الغربة ، وامتدت تلك المعرفة حتى أصبحنا جميعاً جنوداً لهذا الوطن المعطاء ، نصبح ونمسي وهم التربية غذاؤنا وزادنا ، وكنت دائماً مثالاً للطيبة والصراحة والصدق مع النفس ، والتواصل مع الآخرين ، ونموذجاً للالتزام ، والجلد ، والمثابرة.
يا أبا عبد الرحمن ، إن دموع الرجال غالية ، ولكنها عليك تنهمر ، وتنسكب العبرات ، وكم بكاك أحبتك جميعاً ، وعلى رأسهم أخيك محمد الرشيد ، الذي يدرك من يعزيه فيك مدى ما كابده من لوعة فراقك ، وما عاناه من حزن عليك ، غير ان فقدانك مصاب يكابده كل من عرفت.
وكأني بحال الجميع ينطق بما قاله الشاعر :
بحثت لي عن معز يوم مصرعه
فلم أجد غير محزون أعزيه
وما سألت امرئ فيما تفجعه
إلا أجاب أني من محبيه |
لك الله يا صاحب الابتسامة الدائمة والقلب النقي ، فكم من همسة منك لرئيس أو مرؤوس أو زميل في العمل أعادته إلى جادة الصواب ، وكشفت عنه غيوم الغضب ، وعتمة الانفعال.
وأعاننا الله على فراقك ، وأنزل سكينته على قلوب عائلتك الصغيرة التي طالما أحببتها وأحبتك ، وعلى عائلتك الكبيرة وصحابتك ووطنك الذي سيظل أبداً يذكرك بالخير الذي بذلته والمحبة التي خلفتها في كل قلب.إن عزاءنا يا أبا عبد الرحمن هو انه سبحانه اختارك إلى جواره في أفضل أيامه ، فاهنأ بصحبة الأخيار في الفردوس الأعلى - بإذن الله - .. { إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }
* المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج |