ثم ألقى صاحب السمو الملكي الامير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس الهيئة العليا لتطوير منطقة مكة المكرمة كلمة رحب فيها بسمو ولي العهد وصحبه الكرام وشكره على رعايته لهذا الحفل الذي يشهد انطلاقة مشروعات التطوير والبناء بأم القرى.
وقال سموه (إن في حياة الامم لحظات متميزة تصنع تاريخها وتبني مجدها بما تحمله من عطاءات حضارية كبيرة ينهض بها القادة المبدعون وكل من يوفقه الله لتقديم عمل جليل لامته ونحن الان في واحدة من هذه اللحظات التاريخية المتميزة التي صنعتموها بهمتكم وتوجيهاتكم السديدة نشهد انطلاقة ملحمة عمرانية لم يعرف تاريخنا مثيلا لها في موقعها وحجمها واثارها بل وفي روابطها الدينية والاجتماعية والاقتصادية مشير سموه الى ان موقع الملحمة مدينة تحتضن أقدس بيت في الارض بيت الله الحرام وتستقبل كل عام ملايين المسلمين من سائر أنحاء الدنيا وتوفر لهم أسباب العبادة الهانئة المطمئنة والامن والامان ومتطلبات الحياة الكريمة).
وأكد سموه ان هذه الملحمة ملحمة متميزة في حجمها وتشمل مناطق ومنشآت عمرانية هائلة (جبل عمر وجبل الكعبة وجبل خندمة والشامية وطريق الملك عبد العزيز ومستشفى أجياد) لافتا الى ان بعض هذه المناطق والمنشات تعادل في تكوينها ومرافقها مدينة كاملة.
وأبان سمو أمير منطقة مكة المكرمة أن تكاليف هذه المشروعات يفوق 35 ألف مليون ريال وتعد هذه المشروعات ملحمة متميزة في اثارها لانها قفزة واسعة الى المستقبل تبني للاجيال الحاضرة والقادمة أحدث منظومة عمرانية وتهيئ لهم المساكن المريحة والشوارع الفسيحة والاسواق الحديثة والحدائق الوارفة الظلال.
وأوضح سموه ان هذه المشروعات التي تشهد انطلاقتها على يد سمو ولي العهد تجسيد صادق لتطلعاتنا حكومة وشعبا الى البناء الحضاري المتقدم ومظهر من مظاهر عناية الدولة السعودية بأبنائها وواقعا مستقبلا وصورة للجهود الصادقة التي يبذلها سمو ولي العهد في خدمة بلده وشعبه وخدمة سائر المسلمين الذين يفدون الى المملكة وينعمون بمنجزاتها الحضارية الكبيرة كما تجسد التلاحم بين الراعي والرعية ونموذج نفخر به لمشاركة رجال الاعمال ورأس المال الوطني في البناء والعطاء. وابان سموه ان هذه المشروعات يسهم في تمويلها أفراد وشركات جعلوا خدمة وطنهم همهم الاول ووظفوا أموالهم وجهودهم للارتقاء به عمرانا واقتصادا وملحمة اجتماعية وثيقة.
وقال سموه (إننا نستشرف في آفاق المستقبل القريب إن شاء الله هذه المشاريع وقد أنجزت وبدأت توتي ثمارها وتجعل أم القرى سيدة المدائن تنظيما وتطورا وتألقا يليق بقدسيتها لنسطر رسالة بليغة بأننا دعاة بناء وبناة حضارة وان هذا نهجنا الذي زرعه فينا ديننا الحنيف لاعمار الارض والاستخلاف فيها بالتعاون والمحبة والسلام لا بالرعب والتخريب وإزهاق الارواح البريئة وان اي نشاز عن هذا النهج لهو فقاعة عارضة وسيبقى مجتمعنا إن شاء الله مجتمع البناء والمحبة وستبقى بلادنا بلاد الامن والامان بحول الله وقوته). واضاف سموه قائلا (وفي الختام اسال الله تعالى أن يطيل في عمركم ويؤيدكم بتوفيقه لتروا بحوله وقوته نتاج غرسكم المبارك وان يديم نعمه على هذه البلاد ويحفظ مولاي خادم الحرمين الشريفين وسموكم الكريم وفق الله الجميع لمزيد من العطاء).
|