** ستة آلاف صاروخ سطح - جو مفقودة؟!
** وعشرات، مئات لا ينامون إلا بحلم التَّشرد في اللَّحظة التي تلي، ولا يستيقظون إلاَّ بتوقُّع الفناء في الشَّهقة التَّالية..
** وصوت المدفع.., وطلَقْ الرشاش، واقتحام الصَّاروخ القاموس اليومي لنبض القلب، والدَّقة الحيَّة في يقظة الشعور..
** والتَّفاصيل الصَّغيرة في جيب الثَّوب أو البنطال سكينٌ حادٌ، أو مسدس معبأ، أو بارودٌ على أهبة الانفجار...
** والحديث عن ثوب جديد، أو لقمة طازجة، أو وسادة طريَّة، أو حلم فاره بدار وسيعة، أو زوجة مطيعة، أو مدرسة أنموذجية، أو كتاب يحمل الأمل، وخطة البناء، وطموحات الحياة، وسعادة الإنسان، من الأحلام المعبَّأة والمغلَّفة والمحفوظة في ركن مقفول، ليس أوان فتحه، ولا مناسبة لمجرد الاقتراب منه..
** حتى حين آت، يبقى في أكثر أرجاء الدنيا الأمر معلَّق بحسرة، والناس لا تقول الحقيقة، تأقلمت مع واقع مرهق، وتكيَّفت مع مفرداته باهظة التَّكاليف النفسيَّة والذهنيَّة، ومع ذلك تعيش وهي لا تدري ما الذي ستواجهه من نتائج ما تصنع وصنعت، أيُّ صاروخ سيحطُّ على مدرسة بدل أن يتلقَّى فيها الصغار لقمة النُّور والحق تتشظَّى أجسادهم قطعاً من اللَّحم المدمَّج في الدِّماء..، وقلوب لم تعد تعرف أمن الإحساس إذ هي معبَّأة بتوجُّسات.
ما الذي يجري والإنسان يمرِّر حياته كيفما اتَّفق لا يزال لا يدري ما الذي سيأتي بعد مهرجانات الأصوات المتداخلة والسُّدة يعتليها رجل لم يعد ما لا يتوقَّع من الفُرْقة, وتطاول اليد، والجيوب المعدَّة للنهب وألوان النَّار والدِّماء وحدها ما يحلم الإنسان في أن يستيقظ يوماً ويجدها قد تغيرت!!
ترى هل بمثل مفاجآت الصواريخ.
يمكن أن يفاجأ الإنسان بأنَّ الدَّم تغير لونه؟ وبأن شظايا اللَّحم قد كسبت هيئة غير التي تنخر في وجدان القهر؟!
ترى هل يتبدَّل في قاموس الإنسان كل حرف ليحمل دلالة غير التي يعرفها؟ وتتشكَّل كلمات بها غير التي يفهمها؟
متى يكون للإنسان أن يتعارف لغة غير لغة الحديث اليومي الذي ليس غير ما تزخُّه نشرات الأخبار؟
حتى الأخبار المفرحة محزنة..
حتى الموت أصبح في مزاد المفاوضة؟
حتى (القبضة) غدت بسعة كل الأرض ومن فوقها ليكون العالم بإنسانه حجراً في بسطة طاولتها يلعب به إنسان واحد كيفما يشاء!!
ولا يزال الصِّغار وحدهم من يمارس شهقة الدهشة، وحيرة السؤال، وضياع الجهل، وتروغ قلوبهم بما لا تستوعبه.
و...
اللَّهم، كيف هو العيد الذي سيأتي!
|