Tuesday 9th November,200411730العددالثلاثاء 26 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

باختصار باختصار
الطريق إلى بيت الله
نورة المسلّم

لا يمكن أن يكون الشعور هنا سوى الخشوع والتجرُّد من أمور الدنيا، وأن الذهاب إلى الله عبر بيت الله الحرام وقصد الكعبة المشرفة، غاية للمؤمن خصوصاً في شهر رمضان.
ما يؤسف له هنا هو ما يواجه هذا الطريق، وأن الطرقات داخل وحول المسجد الحرام قد افترشت بأجساد البشر، الذين يبدو معظمهم من ضيوف الرحمن، وممن تساقطوا على هذه البقعة دون تهيئة دينية صحيحة، أو مقدرة معقولة حتى وان كان في المأوى، والظاهر فعلا أن من يتخذون بيت الله الحرام مكان إقامة ..بعضهم من أتوا للارتزاق، والخطأ هنا يكمن في دولهم ومؤسسات العمرة التي تبعثهم دون تنظيم أو تحقق إذا كان هذا المعتمر قد أعد ترتيبات أداء هذا المنسك بثقافة دينية أولا، ثم مقدرة مالية لا تجعله عالة أو عائقاً على غيره من رواد بيت الله.
الشق الثاني من هذه العوائق هو الزحام الشديد، وهو ما يعني أن العدد الذي يتزايد كل عام أصبح فوق طاقة الاستيعاب لمساحة الحرم المكي الشريف وساحاته حتى الخارجية منها، وان كانت هذه المسألة أمراً متوقعاً أو مفروغاً منه، إلا أن الملاحظ انها غير طبيعية البتة، ولا يمكن أن تجد مكاناً فارغاً وأن مجرد الوصول إلى أي نقطة حول المسجد الحرام قد يستغرق ساعات أما بالداخل فإن الأنفاس تكاد تختنق، وان شيئاً من الفوضى يحدث حيال مسألة الالتزام بتعاليم الدين التي تؤكد على التفسُّح في المجالس والصفوف، يبدو ذلك في مظهر اللامبالاة من البعض، وغياب عناصر التثقيف العام كمبدأ ديني بحت، وهي ما أتى بعض المعتمرين من الخارج بدونها، حيث إن الكثيرين منهم، يأتون بثياب متسخة وروائح لا تتناسق مع مبدأ (النظافة من الإيمان) وان الذهاب إلى المساجد يجب أن يكون في أبهى الحلل التي لا تنفر المصلين ولا تتماهى مع طهارة ونقاء هذه البقعة.
أدرك أن الكثير سيقول: هذا بيت الله، وليس حكراً على أحد من عباده من الداخل أو الخارج.. لكن المسألة هنا تعني غياب التنظيم حتى في استقبال هذه الأعداد غير المحدودة، وأن هذا الطوفان البشري الهائل، يمكن له أن يتناسق بشيء من الإعداد المتقن، حتى وإن اضطرت الجهات المسؤولة إلى اعادة تقنين الأعداد، وأن التوعية الدينية ضرورية جداً من قبل المؤسسات الدينية لضيوف الرحمن، وان المعتمر قبل أن يأتي يجب أن يتأكد من التزامه بتعاليم هذه المشاعر، والتأكد من قدرته على السفر والاقامة، وان المسجد ليس نزلا للنوم والافتراش في الطرقات في مناظر غير لائقة بهيبة المكان.. تقبل الله من الجميع صيامهم وقيامهم وأعاده الله على الجميع بالخير والسلام.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved