* سيلفيا الويسي وبيتر ميرفي - أبيدجان - باريس - الوكالات:
دعا لوران جباجبو رئيس ساحل العاج لإنهاء العنف المعادي لفرنسا الذي اندلع بعد أن دمرت فرنسا معظم سلاح الجو لساحل العاج رداً على مقتل تسعة من قوات حفظ السلام الفرنسية، ومع ذلك استمرت التوترات واضطرت القوات الفرنسية إلى إخلاء مواطنيها الخائفين من أسطح منازلهم والفنادق بواسطة المروحيات.
ونشرت فرنسا قوات في شوارع مدينة أبيدجان الرئيسية في ساحل العاج يوم الأحد وسيطرت على المطار وأرسلت المئات من الجنود الإضافيين للبلاد في محاولة لاحتواء أعمال النهب والشغب التي اندلعت بعد ذلك في البلاد.
وتحت ضغط دولي متزايد لإنهاء التوترات ظهر جباجبو لأول مرة منذ أن بدأت الأزمة وألقى كلمة في التلفزيون مساء الأحد.
وقال جباجبو بعد تصريحات نارية من أنصاره أججت مشاعر الغضب ضد فرنسا (أدعو الناس إلى التزام الهدوء وأطلب من كل المتظاهرين العودة إلى منازلهم.. يجب ألا تستسلموا للاستفزاز).
وفي إطار تصعيد الانتقادات ضد فرنسا اتهم رئيس الجمعية الوطنية مامادو كوليبالي القوة المستعمرة السابقة (باحتلال) بلاده متوعّداً الرئيس جاك شيراك (بفيتنام) جديدة. واتهم كوليبالي فرنسا (بتسليح المتمردين).
وقال هنري اوسافي المتحدث باسم الجيش الفرنسي إنه لليلة الثانية التقطت طائرات هليكوبتر رعايا فرنسيين أصابهم الرعب وأجانب آخرين من فوق أسطح منازلهم والفنادق. وسمعت أصوات إطلاق للنيران بشكل متقطع في المدينة.
وتمسك مسؤولو ساحل العاج في بادئ الأمر بأنه ليست هناك أدلة على أن جيشهم قصف قوات حفظ السلام الفرنسية في غارة جوية على بلدة بواكيه الواقعة تحت سيطرة المتمردين. ولكن الجيش اعترف أمس بالمسؤولية رغم أنه قال إنه لم يكن يستهدف الفرنسيين وناشد التزام الهدوء.
وبناء على تعليمات من الرئيس الفرنسي جاك شيراك رد الجيش الفرنسي بتدمير مقاتلتين من طراز سوخوي 25 وثلاث طائرات هليكوبتر في العاصمة ياماسوكرو.
وهاجمت بعد ذلك مجموعات من المتشددين من ساحل العاج عدة أجانب وأعمالاً مملوكة لأجانب في أبيدجان مما دفع القوات الفرنسية لتنظيم عمليات إنقاذ جوية لإجلاء السكان المحاصرين في مجمعاتهم السكنية.
واعترف رئيس الأركان الفرنسي الجنرال هنري بانتيجا الأحد بأن العسكريين الفرنسيين تسببوا في (قتل أو جرح بعض الأشخاص) خلال المواجهات في مطلع الأسبوع.
وبدأت فرنسا مفاوضات بخصوص إصدار قرار في مجلس الأمن يفرض حظراً على الأسلحة ويتضمن عقوبات أخرى.
ولفرنسا نحو أربعة آلاف جندي متمركزين في ساحل العاج لمساندة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والتي تشرف على هدنة توصل إليها المتمردون والقوات الحكومية.
وبدأت أعمال العنف تتصاعد في ساحل العاج يوم الخميس عندما خرقت قوات جباجبو هدنة مستمرة منذ 18 شهراً بشن هجمات جوية على النصف الشمالي من البلاد الواقع تحت سيطرة المتمردين. وانقسمت ساحل العاج إلى شطرين منذ انقلاب فاشل ضد جباجبو في سبتمبر - أيلول عام 2002.
واتهم أنصار جباجبو فرنسا بمحاولة الإطاحة به والسيطرة على الموارد الطبيعية في البلاد وطالبوا بخروج القوات الفرنسية من ساحل العاج.
ولكن باريس قالت إنها تريد إعادة الاستقرار وتسهيل الحوار بين المتمردين والحكومة ضمن جهود مستمرة منذ فترة طويلة لإحلال السلام.
|