* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
دلّلت نتائج استطلاع للرأي الفلسطيني، أجراه مركز استطلاعات الرأي والدراسات المسحية في جامعة النجاح الوطنية الفلسطينية، وصلت إلى مكتب الجزيرة، أنّ هناك نسبة كبيرة من الفلسطينيين ترغب بوجود قيادة وطنية موحدة، وأنّ غياب الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، قد أحدث بالفعل فراغاً سياسياً وأمنياً في الساحة الفلسطينية. وتناول الاستطلاع الذي أُجري خلال الفترة الواقعة ما بين 3-5 تشرين الثاني - نوفمبر الجاري، عدة مواضيع تمحورت أساساً حول مرض الرئيس عرفات وتبعات ذلك على الساحة الفلسطينية، وإقرار إسرائيل لخطة الانفصال عن قطاع غزة، وعملية تسجيل الناخبين، وانتخابات المجلس التشريعي ومجالس الحكم المحلي، بالإضافة إلى التعاطف السياسي، وقضايا أخرى. وتعرض هنا الجزيرة، أهم نتائج ومعطيات الاستطلاع الفلسطيني : حيث أكد 41.1% من أفراد العينة بأن إسرائيل لن تسمح لعرفات - إذا بقي على قيد الحياة - بالعودة لمقره في مدينة رام الله بعد الانتهاء من علاجه في الخارج، ويرى 50.7% بأنها ستسمح له بالعودة.. وبشأن غياب عرفات رأى 74.7% أنّ سفر عرفات أحدث فراغاً سياسياً وأمنياً في الساحة الفلسطينية.. وقد أيد 86.2% من المستطلعة آراؤهم ضرورة تشكيل قيادة موحدة في ظل الأوضاع الحالية، فيما رأى 44.0% من أفراد العينة بأن أهم خطوة يمكن لعرفات اتخاذها في الوضع الحالي هي تشكيل حكومة وحدة وطنية. وفيما يخص ملء الفراغ الذي يخلفه عرفات حالياً، يعتقد 28.4% بأن أحمد قريع قادر على إدارة شؤون السلطة، في حين أن 59.8% يرون عكس ذلك.. ويعتقد 42.9% بأنّ محمود عباس قادر على إدارة شؤون (م. ت. ف)، في حين يرى 41.9% عكس ذلك.. ويؤكد 42.0% من أفراد العينة بأن مؤسسات السلطة قادرة على سد الفراغ الأمني والإداري في الوضع الحالي، في حين يرى 51.3 % أنّ هذه المؤسسات غير قادرة. ويرى 42.1% أنّ موقف التنظيمات الفلسطينية من الوضع الراهن هو موقف إيجابي، بينما يرى 29.0% بأن هذا الموقف هو سلبي. وفيما يخص الاستقرار في المناطق الفلسطينية، يرى 41.3% أن أفضل خيار لضمان استقرار الأوضاع الداخلية هو تشكيل قيادة وطنية موحدة، في حين يرى 10.9% بأن أفضل طريقة هي تشكيل حكومة طوارئ، و 4.7% هي إبقاء الوضع الحالي في السلطة بدون تغيير.
انسحاب الاحتلال من غزة هو نتيجة ضغط المقاومة
وفي موضوع خطة الفصل الإسرائيلية رأى 44.5% من أفراد العينة أنّ خطة الفصل التي اعتمدتها الحكومة الإسرائيلية والكنيست هي بديل إسرائيلي عن خريطة الطريق. ويعتقد 46.7% من أفراد العينة أنّ إعادة الانتشار من قطاع غزة هو نتيجة ضغط المقاومة الفلسطينية.. ويرى 29.8% أن غياب عرفات سيعيق تطبيق إسرائيل لخطة الفصل من جانب واحد.. فيما يعتقد 35.4% من أفراد العينة أن خطة الفصل سوف تؤدي إلى تفاقم الصراع الفلسطيني على السلطة، ولا يرى 22.7% ذلك. كما يعتقد 63.4% من أفراد العينة أن خطة الفصل ستدفع الشارع الفلسطيني إلى تعزيز وحدته الوطنية، ويعتقد 37.9% أنّ إعادة الانتشار ستؤدي إلى تحسن الأوضاع السياسية والاقتصادية، في حين يرى 27.7% عكس ذلك. ومن ناحية رؤية الفلسطينيين لفوائد خطة الفصل جاءت نتائج البحث كما يلي : يرى 66.8% من أفراد العينة بأن فوائد خطة الفصل هي تسهيل حركة الأشخاص والبضائع ؛ و 64.3% هي تقليص عدد الحواجز بين المناطق الفلسطينية ؛ و 43.3% الانتظام في تحويل المستحقات المالية للسلطة من إسرائيل ؛ و 64.9 % هي انخفاض عدد أيام الاغلاقات والحصار في الضفة وغزة ؛ و 60.3% هي إعادة فتح المطار وبناء ميناء غزة، وتطوير البنية التحتية؛ و 56.1% هي إعادة بناء المناطق الصناعية الحدودية ؛ و 37.8% هي نقل المستوطنات إلى السلطة؛ و 55.2% هي تراجع نسبة البطالة والفقر؛ و 61.8% هي زيادة الاستثمارات المحلية والخارجية؛ و 65.4% هي زيادة المساعدات الخارجية.
الفلسطينيون يفضلون انتخاب أصحاب المؤهلات
هذا ويقول 74.9% إنهم شاركوا في التسجيل للانتخابات، بينما قال 72.4% إن عملية التسجيل جيدة، وفي سياق الانتخابات والترشيحات أكد 1.8% فقط من أفراد العينة بأنهم سينتخبون نفس الأعضاء الذين تم انتخابهم سابقاً للمجلس التشريعي، فيما قال 8.8% إنهم سينتخبون بعض الأعضاء الذين تم انتخابهم سابقاً.. وقال 17.3% إنهم لن ينتخبوا أحداً ممن انتخبوا سابقاً، في حين أكد 58.4% بأنهم سيقررون ذلك وقت إجراء الانتخابات، بينما أفاد 11.2% بأنهم لن يشاركوا في الانتخابات. ومن هو المرشح الأفضل في نظر الفلسطينيين.. ؟ فيما يلي معدل النسبة التي حصلت عليها المواصفات التالية: - غير متهم بقضايا الفساد: 90.49%؛ - المؤهل العلمي: 89.16 %؛ - الكفاءة الإدارية: 85.69%؛ - التاريخ النضالي: 72.04%؛ - الانتماء التنظيمي: 56.32%؛ - كون المرشح ذكراً: 53.07%؛ - الانتماء العائلي: 34.70%؛ - مكان السكن: 33.42%؛ - كون المرشحة أنثى: 29.00%؛ - كون المرشح نائباً سابقاً: 28.91%. كما أكد 19.0% من أفراد العينة على أنّ الظروف مواتية لاجراء انتخابات عامة، في حين رأى 25.1% أنّ الظروف غير مواتية لإجراء هذه الانتخابات.. وقال 44.3% من أفراد العينة إنه يمكن تجاوز هذه الظروف وإجراء الانتخابات، وقال 7.6% إنه لا يمكن تجاوز الظروف وإجراء الانتخابات. وفي مسألة انتخاب كتل برلمانية بحسب الانتماء الحزبي والتنظيمي، اختار 22.1% من أفراد العينة كتلة (فتح) في حالة ترشحها لانتخابات المجلس التشريعي، واختار 16.1% كتلة (حماس)، فيما حصلت كتلة مشتركة بين اليسار الفلسطيني على 2.5%.
أكثر من 66 % من الفلسطينيين يؤيدون
هدنة إذا ما التزمت إسرائيل بشروطها..
وفي مسألة عمليات المقاومة، عارض 36.9% من أفراد العينة انطلاق عمليات مقاومة من داخل قطاع غزة إذا ما انسحبت إسرائيل منه.. وأيد 66.5% من أفراد العينة وجود هدنة جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إذا ما التزمت إسرائيل بشكل فعلي بالهدنة. وكان عضو الكنيست الإسرائيلي، أوفير بينيس، من حزب العمل طالب رئيس الحكومة، أريئيل شارون، أن يدرس ثانية إمكانية الاستجابة لطلب الفلسطينيين بدفن الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات ( في حال لم يكتب له الشفاء) في مدينة القدس الشرقية. ويطرح، أوفير بينيس، هذا الطلب من شارون مقابل أن تتعهد كافة الفصائل الفلسطينية تجاه إسرائيل والرباعية، بالهدنة بدون تحديد وقت وإخراج مدينة القدس خارج دائرة (العنف و الإرهاب). وبحسب أقوال عضو الكنيست الإسرائيلي : إن الموافقة على دفن عرفات في القدس الشرقية تؤكد وجود جاهزية إسرائيلية للحوار وتلزم الفلسطينيين بحسم موقفهم إما الحوار وإما استمرار المواجهات. هذا وقد بلغ حجم عينة الاستطلاع الفلسطيني، 1360 شخصاً ممّن بلغت أعمارهم 18 سنة ففوق، ممّن يمتلكون حق الانتخاب، وشكلت هذه العينة ما نسبته واحد بالألف من جملة الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 سنة ففوق.
هذا وقد استفتت الجزيرة، الشارع الفلسطيني، من خلال أحاديث متفرقة، مع شرائح متباينة، حيث أكد الفلسطينيون على أن أنهم يريدون خليفة لرئيسهم التاريخي بمواصفات، في حال لا سمح الله انتقل إلى الرفيق الأعلى، أو في حال بقي في حالته المرضية إلى وقت طويل.. ويؤكد جل الفلسطينيين : أن قائدهم الأسطوري (عرفات ) الذي جاوز ال، (75 عاما) ظل وفياً للثوابت التي آمن بها، كقضايا القدس واللاجئين والدولة، وأنه قضى جل حياته مدافعا عن قضيتهم، دون كلل ولا ملل، لذا يطالب الشارع الفلسطيني بخليفة ل زعيمهم الروحي (عرفات ) يكون أقل استعداداً لتقديم تنازلات إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي في المرحلة المقبلة..
قريع ل (الجزيرة ): إذا لم نوفر الأمن
لشعبنا فلا خير فينا..
هذا وكان، رئيس الوزراء الفلسطيني، أحمد قريع، ( أبو علاء ) قد أكد مساء يوم السبت، الموافق 6 / 11 / 2004 بعد الانتهاء من اجتماعه بقادة الفصائل الفلسطينية ومسؤولي الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، على أهمية تأمين الأمن للمواطن الفلسطيني وعدم الاحتكام إلى السلاح تحت أي ظرف، وضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية وفرض سيادة القانون، مشيراً إلى أن الحوار الفلسطيني n الفلسطيني سوف يتواصل للاتفاق على كافة القضايا التي تهم الشعب الفلسطيني. وأشار قريع الذي ترأس الاجتماع مع الفصائل الفلسطينية، برفقة رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، روحي فتوح، إلى أن الاجتماعات تطرقت إلى ثلاث نقاط رئيسة بالإضافة إلى استعراض آخر التطورات الفلسطينية ؛ حيث أكد الجميع على أهمية الوضع الأمني و تأمين الأمن للمواطن الفلسطيني، وعدم الاحتكام إلى السلاح تحت أي ظرف من الظروف، وأهمية تطوير العمل المؤسسي الفلسطيني وتفعيله، والاستمرار في الحوار الفلسطيني.. وقال، قريع : إن الجميع أبدى رغبة في تحمل مسؤولياته، وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني على أنه تم بلورة خطة أمنية مشتركة من أجل ضمان الأمن والنظام، وأضاف أن الفصائل المختلفة أكدت أهمية العمل المشترك مع الحكومة الفلسطينية في محاولة للتوصل لمشاركة سياسية حقيقية، وحاول قريع، أيضاً، إقناع محاوريه بضرورة تهدئة الأوضاع بصورة مؤقتة على شاكلة (الهدنة) السابقة التي انهارت قبل أكثر من عام ونصف.. وفي رد على سؤال ل الجزيرة، خلال المؤتمر الصحافي، الذي عُقد في مقر لجنة المتابعة المركزية، بمدينة غزة، يتعلق بأولويات اجتماعه بالفصائل الفلسطينية ، قال قريع : إن جل اهتمامنا انصب خلال الاجتماع باتجاه ضبط الأمن، فإذا لم نوفر الأمن لشعبنا ومواطنينا فلا خير فينا..
نطالب بتشكيل قيادة وطنية موحدة، والمقاومة ستستمر ما زال الاحتلال قائماً.. من ناحيته، أكد، سامي أبو زهري، الناطق الإعلامي باسم حرمة المقاومة الإسلامية (حماس) أن اللقاء كان جديا وتم مناقشة القضايا التي تهم الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الفصائل طرحت تشكيل قيادة وطنية موحدة وتحريم الاقتتال الفلسطيني وفرض سيادة القانون..
وفي رد على سؤال ل مراسل الجزيرة عن ماهية أولويات اجتماع الفصائل الفلسطينية برئيس الحكومة أحمد قريع، قال ابو زهري : إن أولى أولويات الاجتماع كانت متابعة صحة الرئيس أبو عمار، أما الأولوية الثانية فتمحورت حول تسيير الأمور كي نحافظ على وحدة وتماسك شعبنا الفلسطيني، في هذه الفترة العصيبة، أما الأولوية الثالثة فهي التوصل إلى صيغة جماعية للعمل الفلسطيني، وقال أبو زهري : لقد طالبنا بتشكيل قيادة فلسطينية موحدة، وأكدنا على أهمية العمل الجماعي، وطالبنا الأجهزة الأمنية الفلسطينية بنبذ خلافاتها وبدل كل جهد للمحافظة على أمن الوطن والمواطن، وقد أكد لنا السيد قريع على أهمية ذلك، لذلك سنتواصل، يقول أبو زهري : ستتواصل اللقاءات لبلورة الأمور للخروج بتفاهمات تضمن وحدة الشعب الفلسطيني في هذه الظروف العصيبة..
وفي رد على سؤال، هل حماس معنية بإعطاء هدنة في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها القضية الفلسطيني، رفض، أبو زهري، هذا المبدأ، بقوله : إن المقاومة ستستمر ما زال الاحتلال قائماً..
حواتمة : عرفات لم يترك وصية بالنسبة لهوية وريثه
هذا وكان الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، نايف حواتمة، قد أكد في تصريحات خاصة تنقلها الجزيرة : أن عرفات لم يترك وصية بالنسبة لهوية وريثه.. مشيراً إلى أنه ( عرفات ) كان يعتقد حتى اللحظة الأخيرة أنه لن يصل لدرجة فقدان الوعي أو الغيبوبة، ولذلك لم يترك وصية أو أي وثيقة تحتوي على أي أوامر من أي نوع.. وحسب أقوال حواتمة : فقد كان بنفسه من بين آخر الشخصيات التي تحدثت مع الرئيس عرفات قبل أن يفقد وعيه.. وأضاف حواتمة، يقول : إنه تجري في هذه الأيام محادثات بين قادة فلسطينيين في الأردن، وسوريا، ولبنان والمناطق الفلسطينية من أجل اتخاذ قرار بخصوص مهام عرفات..
السلطة استكملت تحضير خطة أمنية شاملة
وكان الأمين العام للرئاسة الفلسطينية، الطيب عبد الرحيم، قد أكد لقناة في بيان صحافي، تلقت الجزيرة نسخة منه : أن رئيس الحكومة الفلسطينية، أحمد قريع (أبو علاء )، سيتولى تنفيذ مهام عرفات في كل ما يتعلق في إدارة السلطة التنفيذية في السلطة الفلسطينية، كما سيتولى محمود عباس (أبو مازن) مهام عرفات في منظمة التحرير الفلسطينية. وجاء في بيان أمانة الرئاسة الفلسطينية : ان الحكومة الفلسطينية تقوم بتنفيذ المهام الملقاة على عاتقها بشكل طبيعي، وأنه لم ينتج فراغ في القيادة الفلسطينية في غياب عرفات. إلى ذلك، قال د. صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، في نهاية جلسة المجلس الأعلى للأمن القومي الفلسطيني، والتي عُقدت ظهر يوم (أمس الأحد ) الموافق 7 / 11 / 2004 : إن السلطة الفلسطينية استكملت تحضير خطة أمنية شاملة على ضوء غياب الرئيس الفلسطيني، الذي يعالج حاليا في باريس..
|