* رام الله - اف ب:
تعيش سهى عرفات زوجة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات خارج الأراضي الفلسطينية منذ فترة في ترف أثار غضب الكثيرين لتناقضه مع أسلوب الحياة المتقشف لزوجها وأبناء الشعب الفلسطيني داخل الأراضي الفلسطينية.
وظهرت سهى على واجهة الأحداث من جديد بعد ان قررت ملازمة زوجها المريض في مستشفاه في باريس وأثارت خلافاً حاداً مع القيادة الفلسطينية بعد أن اتهمتها في نداء وجهته إلى الشعب الفلسطيني عبر قناة (الجزيرة) الفضائية القطرية ليل الأحد الاثنين بالتآمر لدفن عرفات حياً.
وتصغر سهى زوجها بـ34 عاماً وقد تلقت تعليمها في مدارس فرنسية وتنحدر من أسرة فلسطينية مسيحية ثرية.والتقت عرفات أول مرة عندما كانت طالبة في جامعة السوربون قبل عشرين عاماً.وعينها عرفات في ذلك الوقت مسؤولة للعلاقات العامة في منظمة التحرير الفلسطينية أثناء اقامته في منفاه في تونس.وأصبحت بعد ذلك مستشارته لشؤون الاقتصاد قبل أن يتزوجا سراً عام 1990 وأعلنا زواجهما بعد ذلك بعامين.
وولدت ابنتهما الوحيدة زهوة عام 1995 في مستشفى خاص في باريس إلا أن حياتهما الزوجية تدهورت بسرعة إلى حالة من الانفصال الفعلي.
واشتهرت سهى ذات الشعر الأشقر المصبوغ، بحبها للثياب باهظة الثمن وأسلوب الحياة المترف الذي يتناقض تماماً مع تقشف زوجها ببزته العسكرية وانشغاله التام بالسياسة.وقد اشتكت سهى ذات مرة لصحيفة مصرية بأن زوجها لم يقدم لها المجوهرات إطلاقا وانه يعيش كعازب.
وقالت في المقابلة النادرة (عندما اشتكي من الإهمال يقدم لي هدايا ورموزاً من الثورة الفلسطينية).الا انها نفت فيما بعد أن زواجها يتعرض لصعوبات ووصفت عرفات بأنه (أسعد زوج).وقالت مرة انها (تزوجت من أسطورة) وأعربت بوضوح عن تمسكها الشديد بحلم عرفات في إقامة دولة فلسطينية.
ورغم تعليمها وأسلوب حياتها الغربيين، قالت سهى انه (لا شرف يعلو) شرف التضحية بأحد أبنائها من أجل النضال وأعربت عن دعمها للعمليات الاستشهادية الفلسطينية.
واثارت سهى غضب الشعب الفلسطيني عندما غادرت منطقة المنطقة في مطلع العام 2001 إذ رأوا في ذلك خيانة لقضيتهم لتعيش حياة مترفة.
وبعد ذلك أصبحت سهى توزع وقتها بين باريس وتونس التي كانت مقراً لمنظمة التحرير الفلسطينية.ورغم بعدها عن عرفات قالت سهى قبل حوالي ستة أشهر انها مستعدة للعودة الى الاراضي الفلسطينية (لحظة يطلب ذلك مني).
وقد ظهرت سهى على الساحة مرة مجدداً لاصطحاب زوجها المريض إلى مستشفى فرنسي لتلقي العلاج الطبي.
ولازمت فراش زوجها المريض طوال فترة تواجده في المستشفى الفرنسي لتعكس صورة للزوجة المخلصة التي لا تفارق زوجها الذي يعاني من مرض خطير وكذلك لتثير خلافاً حاداً مع القيادة الفلسطينية.
وأبرزت صراحتها الشديدة موقفاً وطنياً لها أمام زوجة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون هيلاري كلينتون التي تكن لها الاعجاب اثناء وجودها في الضفة الغربية، عبر توجيه انتقادات لاسرائيل التي أكدت انها زادت حالات الاصابة بالسرطان في الاراضي الفلسطينية.وكانت فرنسا فتحت العام الماضي تحقيقاً في عملية تحويل مبالغ مالية ضخمة من مصدر غير محدد الى حسابات سهى عرفات في بنوك فرنسية.
واتهمت سهى العدو اللدود لزوجها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بانه وراء المعلومات التي نشرتها الصحف إثر التحقيقات.
|