* باريس رام الله القاهرة الوكالات:
أعلن وزير فلسطيني لوكالة فرانس برس أن القيادة الفلسطينية التي كانت أرجأت زيارتها للرئيس ياسر عرفات في باريس بعد انتقادات زوجته سهى قررت التوجه إلى فرنسا.
وكان عدة مسؤولين فلسطينيين دعوا الوفد الفلسطيني الذي يقوده كل من رئيس الوزراء أحمد قريع وأمين سر منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس أبو مازن ووزير الشؤون الخارجية الفلسطيني نبيل شعث إلى القيام بالزيارة وعدم إلغائها، منتقدين في ذات الوقت تصريحات سهى عرفات.
وجاء هذه الأنباء في أعقاب تصريحات في وقت سابق أمس لوزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو - ماري جاء فيها أن المسؤولين الفلسطينيين الثلاثة الذين كان يفترض أن يزوروا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في باريس أمس الاثنين تخلوا عن القيام بهذه الزيارة.
وكان الطيب عبد الرحيم الأمين العام للرئاسة الفلسطينية اتهم سهى عرفات زوجة الرئيس الفلسطيني بعرقلة زيارة الوفد الفلسطيني الذي كان يفترض أن يتوجه أمس إلى باريس.
وجاء تصريح عبد الرحيم بعد أن اتهمت سهى عرفات في نداء وجهته إلى الشعب الفلسطيني عبر قناة (الجزيرة) الفضائية رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع وأمين سر منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ووزير الشؤون الخارجية نبيل شعث بأنهم (يريدون دفن عرفات وهو حي) كي يرثوا سلطاته.
وفي ما يلي نص النداء الذي وجهته سهى عرفات زوجة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ليل الأحد الاثنين إلى الشعب الفلسطيني عبر قناة (الجزيرة) الفضائية القطرية:
نداء للشعب الفلسطيني من جانب سرير ياسر عرفات: (ليكن معلوماً لشرفاء الشعب الفلسطيني أن حفنة من المستورثين قادمون غداً (أمس الاثنين) إلى باريس يحاولون دفن أبو عمار وهو حي.. أطالبكم أن تعوا حجم المؤامرة.. أقول لكم: إنهم يحاولون دفن أبو عمار وهو حي. (أبو عمار حي وهو عائد إلى وطنه وأنها لثورة حتى النصر والله أكبر الله أكبر).
وفي المقابل اتهم الطيب عبد الرحيم الأمين العام للرئاسة الفلسطينية سهى عرفات بمحاولة (تحطيم قرار القيادة) الفلسطينية وعرقلة زيارة الوفد الفلسطيني إلى باريس.
وقال عبد الرحيم في مؤتمر صحافي في رام الله في الضفة الغربية: إن (الوفد كان يفترض أن يكون صباح أمس في فرنسا. لكن لاعتبارات كثيرة وللتكيف مع القانون الفرنسي رؤى أن يكون الوفد صباح الغد في فرنسا (......) بناء على طلب سهى عرفات).
وجاءت تصريحات عبد الرحيم قبل إعلان وزيرة الدفاع الفرنسية إلغاء زيارة الوفد.
وتابع (لكن فوجئنا أنها تريد تحطيم قرار القيادة وأن تستفرد بالرئيس، لا ندري ما هو السبب).
وأكد عبد الرحيم (سنعيد اتصالاتنا مع الاخوة في الوفد الفلسطيني) لاقناعهم بضرورة الذهاب، بعضهم كان يمتنع ليبقى في الساحة ويتابع التطورات لكن القرار اتخذ بالإجماع لذهابهم إلى هناك واليوم سنعيد الاتصال بالاخوة لإقناعهم بضرورة الذهاب).
وتابع أن (القيادة الفلسطينية هي صاحبة القرار) بتوجه الوفد إلى فرنسا. وأضاف (لا أحد يستطيع أن يمنعها (القيادة الفلسطينية) من الاطمئنان ونقل الاطمئنان إلى الشعب الفلسطيني لمعرفة الأخبار الصحيحة ولا بد من تنفيذ قرار القيادة بذهاب الوفد إلى باريس).
وتابع أن سهى عرفات (لا تمثل قيادات الشعب الفلسطيني ولا الشعب الفلسطيني).
وأضاف أن (ما قيل على لسان السيدة سهى عرفات لا يمثل شعبنا ولا قيادتنا.. ولو أن الرئيس استمع إلى مثل هذه الكلمات لرفضها بالمطلق ولن يسمح بها على الإطلاق).
وتابع عبد الرحيم لسنا ورثة، بل رفاق درب وسلاح ومسيرة دامت أكثر من نصف قرن (...) والذين يفكرون بعقلية الوريث والورثة ليسوا رفاق درب، بل رفاق شفهيين لن يجد كلامهم عند شعبنا أي كلام أو تأثير).
وأكد أن (ذهاب السيد الرئيس للعلاج في فرنسا الصديقة كان بقرار من القيادة السياسية)، مشدداً على أن عرفات (ليس ملكاً لعائلة صغيرة، بل هو للشعب الفلسطيني كلّه إنه رمزنا وقائدنا ومعلمنا ورئيسنا).
ومن جانبه صرح وزير الاتصالات والتكنولوجيا الفلسطيني عزام الأحمد أمس الاثنين أن سهى عرفات ارتكبت خطأً فظيعاً باتهامها قيادات فلسطينية بالسعي إلى (وراثة عرفات حياً)، داعياً إياها إلى (إصلاح) هذا الخطأ.
وأضاف أن تصريحاتها تمثل إساءة لنا جميعاً وللرئيس عرفات وللأخت سهى نفسها، مشيراً إلى أن سهى عرفات (ليس لها أي موقع سياسي في القيادة السياسية الفلسطينية إطلاقاً لا في إطار فتح ولا في إطار السلطة الفلسطينية ولا إطار منظمة التحرير).
وأكد أنه (ليس من حقها إطلاقاً أن تتخذ أي قرار في هذا الموضوع).
ودعا المسؤول الفلسطيني سهى عرفات إلى (إصلاح الخطأ الذي ارتكبته). وقال عزام: إن (ياسر عرفات ليس ملكاً لعائلة عرفات وإنما ملك للشعب الفلسطيني. وربما نحن عشنا مع عرفات أكثر من زوجته ومن اخوته وأشقائه).
وأكد أن (المؤسسات الفلسطينية راسخة والأيام الماضية أثبتت ذلك والأيام القادمة ستثبت أن هناك مؤسسات فلسطينية وهيئات قيادية فلسطينية قادرة على قيادة الأمور بشكل طبيعي ومسيطرة بالكامل).
وأضاف في مسعى للتقليل من أهمية الأمر (نطمئن الجميع أن وعي الشعب الفلسطيني أكبر من كل التمنيات والمحاولات التي تتمنى تفجير الوضع في الساحة الفلسطينية.. هذا لن يكون إطلاقاً).
|