* قرب الفلوجة - الوكالات:
استولت القوات الأميركية والقوات العراقية الخاصة على المستشفى الرئيسي في مدينة الفلوجة فجر أمس الإثنين بدون معارك وكذلك على جسرين فوق نهر الفرات، حسبما أفاد صحافيون يرافقون هذه القوات.
وارتفعت سحابة من الدخان الأسود فوق منطقة غرب الفلوجة بعد الاستيلاء على المستشفى الرئيسي الواقع على المدخل الغربي للمدينة وعلى جسرين في حين قصفت طائرات مواقع للمسلحين ويستمر تبادل النار في محيط المدينة.
وقال صحافي من وكالة فرانس برس يرافق القوات الأميركية إن وحدات كبيرة من المارينز والقوات العراقية الخاصة اتخذت مراكز لها قرب المدينة بانتظار أوامر الحكومة العراقية لاقتحامها.
وسعيا منه لإضفاء صبغة عراقية على المهمة، يؤكد الجيش الأميركي أن القوة العراقية الخاصة حيوية جداً لأن أفرداها يستطيعون التمييز بين العراقيين والأجانب.
وقال الميجور تود ديغروسييه من المارينز إن بإمكان (الشهوانيين)، نسبة إلى مدير جهاز الاستخبارات العراقية محمد الشهواني الذي أشرف على اختيارهم، (التمييز بين اللهجات ومعرفة ما اذا كان الشخص سوريا أم أردنيا). وأضاف أن (العراقيين يعرفون ماذا يحدث ويبلغوننا بما هوغير اعتيادي).
وقصفت الطائرات مواقع المسلحين لمدة حوإلى الساعة اعتبارا من الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (5.00 تغ).
وقد تشكل العملية التي جرت الساعة 02.00 بالتوقيت المحلي (23.00تغ) بدء الهجوم على المدينة التي يعتبرها الجيش الأميركي معقلا للإرهاب في العراق.
ويقع المستشفى في القسم الغربي من هذه المدينة المتمردة على الضفة الأخرى من نهر الفرات.
وأوضح صحافي يرافق القوات أن الهجوم شنه مئات من الجنود العراقيين الذين نقلوا بمركبات عسكرية أميركية وبمواكبة أميركية.
وكانت قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) انتشرت قبل ذلك في محيط المستشفى قبل ان تقتحم القوات العراقية المبنى.
واضاف ان القوات العراقية قامت بعملية تفتيش دقيقة في المستشفى واعتقلت خمسين رجلا على الاقل قبل ان تطلق سراح نصفهم، مشيرا إلى اكتشاف بعض الاسلحة كان حراس المستشفى قد استخدموها على ما يبدو.
وقال ضابط رفيع اميركي ان القوات الأميركية سيطرت على جسرين في جنوب غرب الفلوجة.
واضاف الصحافيون ان القصف استمر طوال ليل الأحد الإثنين في محيط الفلوجة حيث اطلق منطاد ابيض كبير الحجم لمراقبة الحركة فيها.
ولم تواجه القوات الأميركية والعراقية مقاومة عنيفة عند دخولها المدينة التي تبعد 50 كلم غرب بغداد ومحاصرة منذ 14 تشرين الاول - اكتوبر.
وقبل اقتحام المستشفى، أجرى مراسل وكالة فرانس برس اتصالا هاتفيا بمديره الذي أكد أن القوات الأميركية والعراقية تحاصر المبنى.
وقال الطبيب صالح العيساوي (نحن محاصرون بالقوات الأميركية وهي تقول لنا عبر مكبرات الصوت انها لن تطلق النار علينا اذا غادرنا المبنى).
واضاف العيساوي انه طلب من القوات التي دخلت المستشفى ان ينتقل مع الطاقم الطبي إلى ثلاث عيادات داخل المدينة لإكمال عملهم لكنها رفضت.
إلى ذلك، قصف الطيران الأميركي امس مواقع في الفلوجة كان مسلحون يطلقون النار منها على القوات الأميركية.
واوضح الميجور تود ديغروسييه احد ضباط قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) ان (الطائرات توجه ضربات دقيقة داخل المدينة إلى مواقع غير محددة للمسلحين).
وأضاف أن المسلحين أطلقوا النار من هذه المواقع المستهدفة طوال ليل الأحد الإثنين.
وفي هذه الأثناء، تفقد وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان ليل الأحد الإثنين القوات العراقية المتمركزة مع القوات الأميركية قرب الفلوجة قبل شن الهجوم على المدينة.
وأكد الجيش الأميركي في بيان أصدره ليل الأحد الإثنين أن خمس كتائب وقوة تدخل سريع ووحدة من قوات الشرطة والحرس الوطني ستلعب دورا مهما في العمليات العسكرية.
وأضاف أن الوحدات ستعمل عبر تنسيق مشترك مع القوات المتعددة الجنسيات المكونة في غالبيتها من مشاة البحرية الأميركية (المارينز)).
وقال الشعلان مخاطبا الوحدات العسكرية (هذا لا يعني انكم تحاربون شعبكم وانما تقاتلون من اجل شعبكم ومن أجل السلام).
والقيت منشورات ليل الأحد الإثنين فوق المدينة تدعوالمسلحين إلى الاستسلام، وفقا للجيش الأميركي.
واوضح الشعلان في بيان أن (هؤلاء لا يمثلوننا ولا يمثلون قيمنا فقد حاولنا التعامل معهم بطريقة سلمية لكنهم جاؤوا إلى هنا لتدمير العراق). وقد سدت جميع المنافذ المؤدية إلى الفلوجة استعدادا للهجوم.
وقد حشدت القوات الأميركية قرابة عشرين الف عسكري حول الفلوجة بينهم 12 الفا سيشاركون في الهجوم المرتقب على المدينة الذي سبقته هجمات أودت بحياة عشرات من عناصر الشرطة العراقية خلال الساعات الاربع والعشرين الاخيرة. وتشير بعض التقديرات إلى مغادرة بين ثمانين وتسعين بالمئة من سكان الفلوجة منازلهم.
وأعلن رئيس الحكومة العراقية المؤقتة إياد علاوي الأحد حالة الطوارئ في جميع انحاء العراق باستثناء كردستان لمدة ستين يوما.
من جهة اخرى أعلن جامع الفرقان وسط الفلوجة ظهرا أمس أن المسلحين في مدينة الفلوجة اعتقلوا 36 جنديا أمريكيا و103 من عناصر الحرس الوطني العراقي وتم تدمير 7 آليات للجيش الأمريكي في مواجهات جرت فجر امس في منطقة الحي الصناعي شرقي الفلوجة.
وتلا بيان عبر مكبرات الصوت في الجامع بيانا ذكر فيه أن مواجهات مسلحة جرت في ساعة مبكرة في منطقة الحي الصناعي شرقي الفلوجة أسفرت عن (أسر 36 جنديا أمريكيا و103 من عناصر الحرس الوطني العراقي وتدمير دبابتين ومدرعتين وثلاثة ناقلات جنود نوع همر).
وأفاد شهود عيان بأن مسلحين هاجموا صباح أمس أرتالاً للجيش الأمريكي مكونة من العشرات من الدبابات والمدرعات بالقرب من حدود مدينة الفلوجة وأن سحب الدخان تتصاعد من أماكن تواجد الأرتال العسكرية.
وأبلغ الشهود وكالة الانباء الالمانية (د ب أ) (أن مسلحين هاجموا رتلا للجيش الأمريكي في منطقة تقع على مسافة 18 كم شمال شرقي الفلوجة كما هاجم مسلحون رتلا آخر في منطقة السجر شمالي الفلوجة (خمسة كيلومترات) وهجمات أخرى على الارتال على الطريق السريع وفي منطقة عامرية الفلوجة وفي منطقة الصقلاوية).
وأوضح الشهود (أن سحب الدخان غطت مساحات واسعة على الطرق التي سلكتها الأرتال الأمريكية فيما سمع دوي الانفجارات من مسافات بعيدة).
وواصل الطيران الحربي الأمريكي شن غارات صباح اليوم على ضواحي مدينة الفلوجة وشوهدت سحب الدخان وألسنة النيران تتصاعد فوق الأماكن المستهدفة.
|