حتى اللحظات التي ركب فيها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الطائرة التي أقلته إلى فرنسا لمحاولة علاجه لم يكن قد اتخذ قراراً بتعيين رئيس يخلفه في المسيرة الفلسطينية وقيادة السلطة من بعده - في حال وفاته - وتربص المتربصون لإشاعة روح الفوضى الداخلية.. إن إسرائيل تتحين إعلان نبأ وفاة عرفات لترى كيف ستكون الأوضاع الداخلية لفلسطين.
يعتقد المحللون أن هناك أربعة أشخاص مرشحون لخلافة عرفات (دحلان، قريع، أبو مازن، الرجوب).. وكل واحد منهم يجتمع مع زعماء الفصائل الفلسطينية منادياً بضرورة رأب الصدع الداخلي والعمل على عدم الفوضى في حال موت عرفات ونقل السلطة إلى شخص آخر.
والسؤال الملح هو.. لماذا لم يختر عرفات نائباً له قبل الوصول إلى هذه الحالة.. إن مجرد تداول الأنباء حول موت عرفات أو عدم موته حتى الآن يثير القلق على كل المستويات.. إسرائيل يهمها كسب الوقت.. ويهمها تفويت الفرصة على الفلسطينيين من تنفيذ خارطة الطريق التي تنص على تسوية شاملة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي وإعلان دولة فلسطين عام 2005م.
ففي حال النزاع على من يتولى قيادة المسيرة خلفاً لعرفات سيكون ذلك في صالح إسرائيل لأنها ستعمل إعلامياً على إعلان أن الفلسطينيين غير مؤهلين لقيادة أنفسهم.. إذن لابد من ترتيب أوراق البيت الفلسطيني الداخلي.. وأن يعمل قادتهم من الآن على انتخاب شخص واحد لا يكون عليه أي خلافات ليكون جاهزاً ومعداً بشكل سليم ليقود المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.. لتتمكن فلسطين من تنفيذ خارطة الطريق.. إن وجود نائب للرئيس أمر في غاية الأهمية والتجارب السياسية السابقة للبلدان التي يعين رئيسها نائباً له تدلل على صحة وجهة النظر هذه فالقيادة تنتقل في هذه الحالة بسلاسة ويسر دون الدخول في مهاترات داخلية تؤدي بالضرورة إلى الفرقة والانقسام الداخلي وهذا ما ينتظره العدو.. {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}.
|